واشنطن: أعلن البيت الأبيض اليوم أن الرئيس الأميركي جورج بوش ينظر في احتمال أن يكون اشهار الإفلاس المنظم مخرجاً لمأزق شركتي quot;جنرال موتورزquot; وquot;كرايسلرquot; اللتين تطلبان ملايين الدولارات على شكل قروض حكومية للحؤول دون إقفالها.

وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو اليوم التكهنات السارية ضمن الاوساط القانونية المحيطة ببوش، من ان وزير الخزانة الأميركي هنري بولسن قد يأخذ هذه الخطوة في الاعتبار كجزء من رزمة انقاذ متكاملة لقطاع صناعة السيارات المتعثر في الولايات المتحدة.

وتتطلب هذه الخطوة الجريئة تنازلات من مصنعي السيارات الأميركيين ومن اتحادات العمال فيها والموردين والمصارف المستثمرة وأصحاب الأسهم فيهما.ويستبعد أن تشكل شركة quot;فوردquot; التي لا تعاني مشكلة سيولة طارئة جزءاً من هذه الصفقة في حال حصولها.

ومن الإحتمالات الأخرى التي تدرسها الإدارة إقدام الحكومة الأميركية على تزويد الشركتين بما يكفي لأشهر، على أن يتولى مشرف تعينه الحكومة بعد ذلك جمع المسؤولين الإداريين في الشركتين بهدف التوصل الى الخطوات التالية بعد أن تقدم الشركتان طلباً بالإفلاس الطوعي تحت البند 11 من قانون الإفلاس الأميركي.

وقالت بيرينو خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم أن quot;الرئيس لن يسمح بانهيار غير منظم للشركات، لأن ذلك سيعني حدوث فوضى تشكل صدمة للنظام. ليس هناك إلا طريقة منظمة لإشهار الإفلاس تؤمن هبوطاً أكثر أمناً. وأعتقد أن هذا ما سنتحدث عنه، وهذا يشكل أحد الخياراتquot;.

وأكدت أن الإدارة الأميركية لم تتخذ أي قرار في هذا الشان بعد، مشيرة إلى أنها عاجزة عن تحديد تاريخ لإعلان حل من البيت الأبيض لأن المسؤولين في الإدارة والذين يبحثون عن حل للأزمة quot;اقتربوا من نهايةquot; نقاشاتهم.

وأضافت أن quot;أي قرار نتخذه بعد مسار البحث والتفكير سيتطلب قرارات صعبة من مالكي الأسهم(...). نريد في الولايات المتحدة قطاعاً صلباً لصناعة السيارات، ونعتقد ان بوسع الشركات أن تكون تنافسية وقابلة للاستمرار، ولكن المسؤولين سيجبرون على أخذ قرارات صعبةquot;.

وكشفت بيرينو أن إعلان كرايسلر الأربعاء تعليق الانتاج لمدة شهر على الأقل هو وراء المباحثات الجديدة في البيت الأبيض. واعتادت شركات السيارات على الإقفال في الاسبوع الذي يسبق نهاية العام، الا أن قرار quot;كرايسلرquot; الإقفال لشهر كامل بدا مشؤوماً.

ورفضت ما قيل عن السماح للشركات بالانهيار لأنها تكون بذلك تحمل مسؤولية أخطائها. وقالت quot;اذا ظننتم ان بوسع اقتصادنا اليوم احتمال انهيار قطاع السيارات عندها قد تستنتجون ان الوقوف مكتوفي الأيدي هو خيار متاح. قد نصل الى هذا الاستنتاج في ظل نظام اقتصادي طويل، ولكن هذه ليست الحالة اليوم. فنحن نعيش ركوداً ولدينا ائتمانات مستمرة ومشاكل في الأسواق نحاول حلهاquot;.

وأبدى الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم قلقه من quot;إفلاس فوضويquot; ومن التبعات النفسية التي قد يخلفه ذلك على الاقتصاد الرازح تحت وزر الركود، مشيراً إلى أنه يشعر بواجب تجاه خلفه باراك أوباما الذي لا يريد إثقاله quot;بكارثة كبرىquot; منذ يومه الأول في السلطة.وقال بوش في مؤتمر عقده في معهد quot;أميركان انتربرايزquot; أنه قلق من خسارة quot;المال الصالح على حساب الطالحquot; .