تشمل تسع دول جديدة انضمت إلى الاتحاد
أوروبا تلغي المظاهر الحدودية الجوية بين دول معاهدة شينغن
الياس توما من براغ : ستشهد حدثا أوروبيا تكامليا جديدا يضاف إلى الخطوات التكاملية السابقة يتمثل بإلغاء المظاهر الحدودية الجوية بين مطارات دول معاهدة شينغن الأربعة والعشرين وبالتحديد بين تسع دول quot; جديدة quot; انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004 هي تشيكيا وبولونيا والمجر وسلوفاكيا وسلوفينيا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا ومالطا وبين الدول quot; القديمة quot; التي كانت تشكل ما يعرف بمنطقة شينغن أي بلجيكيا والدانمرك وفنلندة وفرنسا وايطاليا واللوكسمبورغ وألمانيا وايطاليا وهولندا والبرتغال والنمسا واليونان وأسبانيا والسويد والنرويج وايسلنده.
وقد سبق هذه الخطوة انضمام الدول التسع quot; الجديدة quot; في 21 من شهر كانون الأول ديسمبر الماضي إلى منطقة شينغن عبر إزالة المظاهر الحدودية البرية والبحرية فيما انضمت قبرص جزئيا إلى شينغن عن طريق إلغاء المظاهر الحدودية البحرية فقط وطلبت تأجيل الانضمام إلى المجال الجوي الموحد لشينغن لمدة عام كونها غير مستعدة لهذه الخطوة التي تتطلب تغييرات واسعة في تجهيزات وعمل وحركة مطارات دول شينغن الجديدة .
و مع توسيع منطقة شينغن الجوية أيضا لتضم 24 دولة سيكون بالا مكان فعليا استخدام مطارات هذه الدول وكأنها مطارات داخلية وليست مطارات توجد في دول أخرى مما يعني انه يكفي للمسافر من دول شينغن أن يكون لديه ما يثبت شخصيته أي جواز سفر أو هوية شخصية وبطاقة طائرة كي يتمكن من التنقل بين مطارات دول شينغن بدون أي إجراءات حدودية رقابية أو تفتيشية .
وقد اضطرت دول الاتحاد الجديدة التي انضمت إلى منطقة شينغن بشقيها البحري والبري إلى بناء أجنحة خاصة في مطاراتها كما فعل مطار روزينه في براغ لتمكين مواطني دول شينغن من استخدام هذه المطارات من دون أن يختلطوا ببقية المسافرين من الدول الأخرى أما في المطارات التي لم يتم بناء أجنحة خاصة لسفر مواطني دول شينغن فقد تم تخصيص ممرات خاصة فيها لمواطني دول شينغن .
ويعود استخدام مصطلح شينغن إلى بلدة في اللوكسمبورغ تحمل هذا الاسم جرى فيها في 14 حزيران يونيو من عام 1985 التوقيع على اتفاقية لإزالة المظاهر الحدودية بين فرنسا وألمانيا وبلجيكا واللوكسمبورغ وهولندا ثم انضمت إليها الدول الأخرى.
ويحق لكل دولة من دول شينغن إيقاف العمل بالاتفاقية وإعادة مظاهر وإجراءات الرقابة الحدودية في حال تعرض الدولة للتهديد أو لتعكير النظام العام فيها الأمر الذي يتم العمل به أحيانا أثناء المباريات الرياضية المختلفة التي ينتظر أن ترافقها أعمال شغب واسعة.
وسيتزامن بدء العمل بإلغاء المظاهر الحدودية بين دول شينغن الأربعة والعشرين مع انعقاد القمة العربية في دمشق وسط مقاطعة واضحة من قبل البعض وتمثيل ضعيف من قبل البعض الأخر الأمر الذي يجدد المرارة لدى المراقب العربي في أوروبا حول أوضاع العرب وإخفاق قياداتهم وأنظمتهم السياسية في جمع شمل دولهم رغم كل ما يجمع بينها من قواسم مشتركة على خلاف الأوربيين الذين يختلفون بلغاتهم وتاريخهم وثقافاتهم ورغم ذلك وجدت قياداتهم القاسم المشرك الذي يؤمن لهذه الدول الاستقرار والازدهار والتقدم ولعل قادة الدول العربية يفعلون خيرا لو تركوا لغة البيانات وربما السياسة وبدؤوا بحث التكامل الاقتصادي العربي فقد يحقق لهم الأرضية اللازمة للانتقال لاحقا إلى تكامل سياسي فعال ومؤثر يجعل العالم ومنه أوروبا يحترمهم ويخشى من نفوذهم وإمكانياتهم كما يخشى الآن من إسرائيل رغم اعتداءاتها واحتلالها للأرضي العربية وتحديها اليومي للشرعية الدولية .
التعليقات