جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تحتفل
الوزير النعيمي: ستلعب الجامعة دورًا رئيسًا في استراتيجية التنمية الاقتصادية الشاملة للمملكة
ايلاف من جدة: برعاية معالي وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، تحتفل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في جدة اليوم 22 جمادى الأول الموافق 27 مايو 2008م ولمدة يومين متتالين، بالشراكة العالمية للأبحاث، والندوة المصاحبة له.
وقد حضر الحفل أكثر من ثلاثمئة شخصية قيادية على كل من الأصعدة الأكاديمية والبحثية والصناعية، من بينهم باحثين ورؤساء جامعات عالمية عريقة ومن داخل المملكة، ومسؤولين ورجال أعمال واقتصاد محليين.
بدأ اليوم الأول بزيارة لموقع حرم الجامعة في ثول للإطلاع على سير وتطورات أعمال المشروع، أعقبه برنامج الحفل، حيث بدأ بكلمة الافتتاح لمعالي الوزير علي النعيمي تحدث فيها عن دور الجامعة في التنمية الاقتصادية في المملكة، وتناول في كلمته تحديات تلك التنمية واعتمادها الأساسي على تصدير البترول، والحاجة إلى إيجاد فرص جديدة للتنمية. كما أشار إلى التحديات المتمثلة في تطوير نظم التعليم، وفرص التدريب وتنويع مصادر الإقتصاد الوطني، لتزويد الأفراد بالمهارات اللازمة والمساهمة في تأسيس اقتصاد يقوم على المعرفة والتقدم التقني.
ولتحقيق إمكانيات جامعة الملك عبدالله في خدمة احتياجات المملكة، بحسب معاليه، فقد رسخت الجامعة أسسها لتقوم على الجدارة، والأبحاث القيمة، والإرتباط بشراكات عالمية، وأن ينصب اهتمامها على مساهمة الأبحاث في تطوير الاقتصاد الوطني والمصالح الوطنية. وقال في كلمته أنه لكي تستطيع أي أمة أن تستفيد من النشاط العلمي والهندسي في العالم فإن عليها أن تساهم في هذا النشاط، وأن تضيف إلى رصيد العالم من المعرفة والباحثين مشيرا في هذا السياق إلى دور برنامج الشراكة الذي اعتمدته جامعة الملك عبدالله كأحد برامجها الرئيسة.
وأكد معالي الوزير النعيمي أن جامعة الملك عبدالله أٌسست لتكون ذات رسالة وطنية وعالمية أيضا في مجال الأبحاث والدراسات العليا بما يعود بالنفع على المملكة. هذا بالإضافة للاستفادة من الشبكة في استقطاب العلماء، والأفكار، والنشاط الاقتصادي، وتحقيق مساهمات عظيمة في العلم والتعليم، إذ ستلعب الجامعة دورًا رئيسًا وهامًا في استراتيجية التنمية الاقتصادية الشاملة للمملكة؛ تلك الاستراتيجية التي تهدف إلى معالجة التحديات البعيدة المدى التي تواجه ازدهار الاقتصاد الوطني، حيث يعتبر البحث العلمي والهندسي الذي يُجرى في الجامعات، والمتصل اتصالًا وثيقًا بالدراسات العليا، من بين أشد قوى العالم تأثيرًا في التحول الاقتصادي والتنمية الاقتصادية، بحسب النعيمي.
وفي كلمة أخرى، تحدث رئيس جامعة الملك عبدالله المعين البروفيسور تشون فونق شي عن روابط التعاون الأكاديمي وتطوير الجامعة. وشدد على أن الشراكة والعمل المشترك بقلب واحد وعقل واحد هو طريق النجاح الذي تسعى له جامعة الملك عبدالله لتأخذ مكانتها بين أفضل مراكز الأبحاث في العالم، إذ أن أفضل العقول التي تستقطبها الجامعة ستحمل معها أفضل الأفكار والطموحات التي ستعود بالنفع على مسيرة العلم والأبحاث وحياة البشرية. وأشار البروفيسور شي إلى الدور الحيوي الذي اضطلع به العالم الإسلامي في عصره الذهبي في خدمة العلوم، والذي تسعى جامعة الملك عبدالله لاستعادته في هذا العصر برؤى علمية تقنية حديثة. كما تحدث الرئيس المعين لجامعة كاليفورنيا مارك جي. يودوف في كلمة ألقاها عن الدور الحيوي لجامعات الأبحاث العالمية، وأورد أمثلة عدة عن تلك الجامعات التي تسعى جامعة الملك عبدالله أن تكون إحداها، واعتبر أن مخزون الثروة السعودية الجديد هو أبناؤها من الشباب المثقف.
وفي هذه المناسبة صرح الأستاذ نظمي النصر، رئيس جامعة الملك عبدالله المكلف بقوله : quot;إن احتفالنا اليوم بالشراكة العالمية للأبحاث، بحضور هذا الجمع الثري بتنوعه الأكاديمي والبحثي والصناعي، لهو حدث مهم ولبنة أساس في إنشاء هذه الجامعة، التي نسعى بجد لأن تأخذ مكانتها بين المؤسسات البحثية العالمية بعون الله قبل أن تفتتح أبوابها في سبتمبر 2009quot;. وأضاف quot;إننا نسير قدما بخطوات مدروسة لفتح قنوات اتصال وتأسيس شبكة من العلاقات التعاونية العلمية بين مؤسسات الأبحاث والتعليم في المملكة والعالم وذلك في المجالات التي تهم جامعة الملك عبدالله وتخدم هذا الوطنquot;
وقد تم تكريم الباحثين ومراكز الأبحاث، الذين وقع اختيار جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية عليهم والتي تقع أبحاثهم ودراساتهم ضمن مجالات الجامعة البحثية ذات العلاقة بتنمية الاقتصاد السعودي وازدهاره. كما تخلل الحفل تعريف بالخطط البحثية التي سيتم إطلاقها وتنفيذها من خلال البرنامج الخاص بشراكة الأبحاث العالمية.
ومن المقرر ضمن برنامج الحفل أن تنعقد في اليوم الثاني، غدا بمشيئة الله، ندوة يتناول فيها المشاركين الفرص والقيم التي أوجدتها هذه الشراكات، إضافة لتبادل الأفكار والاقتراحات بين الحضور من الأكاديميين والصناعيين من داخل المملكة وخارجها. وسوف تتضمن الندوة جلسات نقاش يفتتحها البروفيسور فواز العلبي وكيل جامعة الملك عبدالله بحديث حول توجهات الأبحاث في الجامعة. وستتناول جلسات النقاش عدة محاور منها: الموارد، والطاقة والبيئة، وعلم هندسة المواد، والعلوم الحيوية والهندسة الحيوية، والرياضيات التطبيقية وعلم الحوسبة، وذلك بمشاركة أساتذة متخصصين من جامعات السعودية والعالم. يختتمها بكلمة منه الدكتور محمد سماحة، نائب الرئيس للأبحاث في جامعة الملك عبدالله.
وتسعى شراكة الأبحاث العالمية لتعزيز رسالة الجامعة وتطويرها كمؤسسة علمية عالمية تعمل وفق استراتيجية واعدة تعتمد على الشراكات ومد الجسور بينها وبين المؤسسات والكفاءات المتميزة من داخل المملكة وخارجها وذلك لخدمة المملكة واقتصادها، وتمشيا مع رؤية خادم الحرمين الشريفين لجعل الجامعة منارة للعلم والعلماء. ويعد هذا البرنامج البحثي، خلال فترة بدء تشغيل الجامعة بوجه خاص، الآلية الأساسية التي تقود جامعة الملك عبدالله لتكون جامعة أبحاث من طراز عالمي، هذا بالإضافة للمساهمة في دفع عجلة الأبحاث والاكتشافات التي تساهم في التنمية العلمية والتقنية للمملكة. كما تعد شراكة الأبحاث العالمية ركيزة استثمارية للجامعة في انطلاقتها الطموحة.
التعليقات