بانكوك،تايلاند: حطّم برميل النفط مستوى 136$ للمرة الأولى في تاريخه خلال التداولات الإلكترونية ببورصة نيويورك الجمعة، ليكسب بذلك 8 دولارات خلال تعاملات الجمعة و13.59 دولاراً منذ الخميس، مستقراً عند مستوى 136.36 دولاراً. وكان النفط قد قفز 6.43 دولاراً خلال فترة بعد الظهر، إثر صدور تقرير اقتصادي توقع أن يزداد الطلب على الوقود بقوة خلال الفترة القصيرة المقبلة بحيث يستقر سعر البرميل عند مستوى 150 دولاراً بحلول عيد الاستقلال الأمريكي في الرابع من يوليو/تموز المقبل.
واستقرت التعاملات الأوروبية عبر بورصة نيويورك الإلكترونية عند مستوى 134.22 دولاراً للبرميل الواحد، بعدما كان البرميل عند مستوى 128 دولاراً في آسيا صباحاً، وذلك بعد ساعات من إصدار أولي سلورر، الخبير الاقتصادي لدى quot;موغان ستانليquot; تقريره. وتوقع سلورر أن تكون أسواق النفط مقبلة على quot;ارتفاع كبير في الأسعار على المستوى القصير الأمدquot; مع ازدياد الطلب في آسيا، ورجح أن يبلغ برميل النفط 150 دولاراً مطلع يوليو/تموز المقبل.
وكانت أسعار تداولات عقود الخام الخفيف الآجلة في أسواق آسيا، قد قفزت فوق سعر 128 دولاراً للبرميل الجمعة، بعد أن ارتفعت الليلة الماضية أكثر من خمسة دولارات، في أعقاب تراجع العملة الأمريكية أمام اليورو مدفوعاً بتعليقات صادرة عن المصرف المركزي الأوروبي حول احتمال رفع أسعار الفائدة. ففي تعاملات الظهيرة بأسواق سنغافورة ارتفعت عقود الخام الخفيف تسليم يوليو/تموز المقبل، 53 سنتاً لتصل إلى 128.32 دولاراً للبرميل. وكانت هذه العقود قد قفزت الليلة الماضية في بورصة نيويورك 5.49 دولاراً وهي أكبر زيادة تحصل خلال يوم واحد في تاريخ بورصة نايمكس في نيويورك ليستقر في سعر الإغلاق الخميس عند 127.79 دولاراً للبرميل.
وفي باقي أسعار المشتقات النفطية ارتفعت أسعار عقود وقود التدفئة الآجلة 0.77 سنتاً إلى 3.6885 دولاراً للغالون، فيما تراجعت أسعار البنزين 0.09 سنتاً إلى 3.3336 دولاراً للغالون. عقود الغاز الطبيعي المسال ارتفعت 5.1 سنتاً إلى 12.57 دولاراً لكل ألف قدم مكعب. وفي لندن ارتفع سعر مزيج برنت 33 سنتاً ليبلغ 127.87 دولاراً للبرميل، وفق أسوشيتد برس.
أما سعر صرف اليورو أمام العملة الأمريكية فقد تراجع بعد ارتفاعه إلى مستوى قارب 1.56 دولاراً الخميس، مدفوعاً بتصريحات رئيس المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه. وكان تريشيه يتحدث في أعقاب إبقاء المصرف أسعار الفائدة عند مستوياتها دون تغيير بسبب مخاوف التضخم وتباطؤ الاقتصاد، بالرغم من تأييد بعض حكام المصرف لقرار رفع الفائدة وفق ما قاله تريشيه.
يُذكر أنه وفي بداية هذا الأسبوع، لمح رئيس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بن برنانكيه أن من المستبعد القيام بتخفيض جديد لأسعار الفائدة، وهو ما عزز قيمة الدولار وأدى إلى انحسار أسعار النفط عن المستويات القياسية التي وصلتها في 22 مايو/أيار الماضي عند 135.09 دولاراً للبرميل.
يُشار إلى أن تراجع سعر صرف الدولار عادة ما يلعب حافزاً في دفع المستثمرين إلى ضخ رؤوس أموالهم في البورصات وتحديدا في حمى الشراء لعقود النفط الآجلة رغم المخاطر، إذ إن بقاءها في المصارف مع تواصل تخفيض قيمة الفائدة يتسبب بخسارة القيمة الحقيقية للنقود بسبب التضخم ما يخلق عائدا سلبيا عليها. غير أن العكس صحيح أيضاً عندما يستعيد الدولار زخمه أمام باقي العملات الرئيسية الأجنبية.
التعليقات