لندن: أعلن البنك الدولي الثلاثاء عن برنامج قيمته 50 مليار دولار لمواجهة التراجع في التجارة العالمية، ودعت بريطانيا قادة دول مجموعة العشرين إلى إيجاد quot;الثقةquot; اللازمة لإنقاذ الاقتصاد العالمي من الركود.

ويجتمع زعماء كبرى دول العالم المتقدمة والنامية في لندن يومي الأربعاء والخميس لمحاولة رسم خارطة طريق للخروج من أسوأ أزمة عالمية منذ الثلاثينات، التي نجمت من جمود الائتمان، عقب تعثر قروض مصرفية.

وسلّطت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الضوء على حجم المشكلة عندما قالت إن اقتصادات أعضائها الثلاثين ستنكمش 4.3 % هذا العام، وتخسر 25 مليون وظيفة في 2009 و2010. وأعلنت اليابان عن خطط لحزمة تحفيز ثالثة لها، وتكهنت وسائل إعلام يابانية بأن البرنامج الجديد يهدف إلى خلق طلب قيمته 60 تريليون ين (612 مليار دولار) ومليوني وظيفة.

وتظهر المسودة أن القادة يريدون الاتفاق على تفادي تحركات العملة وإجراءات الحماية التجارية التي قد تلحق الضرر باقتصادات أخرى. وهي تردد أيضاً التعهدات القائمة بإعادة الاقتصادات إلى مسارها، لكنها تخلو من أي تفاصيل محددة. وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الذي تستضيف بلاده القمة إن على زعماء مجموعة العشرين أن يستهدفوا حماية أو خلق 20 مليون وظيفة والعمل سوياً لزيادة الأثر المحتمل لتحركاتهم.

وفي تصريحات لرويترز قبيل القمة، قلل رئيس البنك الدولي روبرت زوليك من فرص إنزال الدولار عن عرش العملة الرئيسة في العالم. معتقداً أن الدولار سيظل عملة الاحتياطي الرئيسة. وأضاف أن البنك يتوقع تراجع أحجام التجارة العالمية 6 % هذا العام، ما سيكون أكبر انخفاض في 80 عاماً.

وأوضح زوليك أن أحدث توقعات البنك تشير إلى انكماش الاقتصاد العالمي 1.7 % هذا العام، وهو ما سيكون أول تراجع منذ الحرب العالمية الثانية. وكانت توقعات البنك في السابق للانكماش في حدود 1 إلى 2 %. متوقعاً كذلك تباطؤ نمو الاقتصادات النامية إلى 2.1 % هذا العام، مع تراجع الطلب العالمي والتدفقات الرأسمالية الخاصة والتحويلات من الخارج.

وتشوب التحضير للقمة انقسامات بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية، عدا بريطانيا بشأن محور الاجتماع. وتدعو إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مزيد من التحفيز المالي، في حين ترغب بلدان مثل فرنسا وألمانيا في انتظار تأثير الإجراءات التي اتخذت بالفعل، والتركيز على إصلاح قواعد تنظيم أسواق المال.

وقال براون الذي يقود جهود التوصل إلى اتفاق على إجراءات ملموسة خلال قمة العشرين إن الاجتماع يجب أن يستعيد ثقة الناس في الاقتصاد. ويصل أوباما لندن مساء اليوم الثلاثاء في أول زيارة له إلى أوروبا منذ تنصيبه رئيساً.