إلياس توما من براغ : انتهى ميزان التبادل التجاري الخارجي لتشيكيا في شهر تموز الماضي بفائض قدره 12,3 مليار كورون الأمر الذي يزيد عن نفس الشهر من العام الماضي بمقدار 5,7 مليار كورون غير أن هذا الفائض استقبل بحذر من قبل الأوساط الاقتصادية التشيكية بالنظر لان المعطيات الحديثة تشير في نفس الوقت وللشهر العاشر على التوالي بان حجم الصادرات والواردات في حالة تراجع مستمر .ووفق أحدث معطيات مكتب الإحصاء التشيكي فان تشيكيا صدرت في شهر تموز الماضي منتجات بقيمة 169,5 مليار كورون فيما استوردت منتجات بقيمة 157,3 غير أن حجم الصادرات انخفض في تموز مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي بمقدار 17,9 بالمئة فيما انخفضت الواردات بنسبة 21,3% .ويؤكد المحلل في اتحاد الصناعة والنقل التشيكي اولدرجيخ كورنير بان النزعة السلبية في هذا المجال بالنسبة للاقتصاد لم تتغير حاليا رغم تسجيل بعض الانتعاش في منطقة اليورو .ويضيف أن الصادرات لا تزال تتراجع على شكل مشابه للتراجع الذي سجل في أداء الإنتاج الصناعي كما أن تطورات الصفقات التجارية مع الخارج لا تقدم أية إشارات على حدوث تحسن في المستقبل القريب .


من جهته يؤكد المحلل الاقتصادي في بنك اونيكريديت بافيل سوبيشيك ان الفائض في ميزان التبادل التجاري الخارجي لا يستنتج منه بالضرورة أن الاقتصاد يحقق نجاحات ككل لان الفائض قد يتحقق أيضا نتيجة لتراجع الاستيراد وليس نتيجة لتنامي الأداء التصديري للبلاد أما محلل مؤسسة باتريا فينانسي دافيد ماريك فيرى بان تنامي الصادرات يشير إلى حدوث تحسن في الأوضاع الاقتصادية في منطقة اليورو في حين أن تراجع الواردات يشير إلى أن الطلب المحلي لا يزال يعاني من العوز وان ما يعيق تنامي الطلب أو الاستهلاك المحلي هو ارتفاع عدد العاطلين عن العمل كما أن حجم الاستثمارات يضيق من قبل الشركات بسبب الإجراءات التوفيرية التي تقوم بها. من جهته يرى مدير قسم التحليلات الاقتصادية في وزارة الصناعة والتجارة ياروسلاف فوماستكا بان الصادرات التشيكية استفادت من الدعم المالي الحكومي الذي قدم لصناعات السيارات في الدول المجاورة كما نجحت شركة شكودا في بيع عدد يزيد عن خمسين بالمئة من السيارات في النصف الأول من هذا العام كما أن النتيجة الايجابية المحققة في ميزان التبادل التجاري تأثرت أيضا بالتطورات التي جرت في سوق الطاقة ولاسيما تراجع أسعار نفط والغاز وارتفاع أسعار المنتجات والآليات المصدرة قليلا .