قد يمنى 22 مصرفاً كبيراً في القارة الأوروبية بخسائر ائتمان تقترب من 400 مليار يورو خلال هذا العام والعام المقبل، على حسب ما أفاد مسؤولون إطلعوا على نتائج اختبارات تحمل أجرتها الهيئات التنظيمية الأوروبية.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: ذكرت صحيفة إنترناشيونال هيرالد تريبيون الأميركية أن 22 مصرفاً كبيراً في القارة الأوروبية قد تمنى بخسائر ائتمان تقترب من 400 مليار يورو خلال هذا العام والعام المقبل، على حسب ما أفاد مسؤولون إطلعوا على نتائج اختبارات تحمل أجرتها الهيئات التنظيمية الأوروبية. وأشارت الصحيفة في الوقت عينه إلى أن وزراء مالية الاتحاد الأوروبي يخططون لنشر رقم رئيس على الأقل حول الوضعية المصرفية، استناداً إلى نتائج الاختبارات خلال اجتماع تستضيفه السويد يومي الخميس والجمعة المقبلين.

كما يخطط وزراء مالية الاتحاد الأوروبي لتدشين اختبار تحمل عما قريب لشركات التأمين الأوروبية، على أن يتم تقييم النتائج خلال الربيع المقبل، حسبما أكد المسؤولون. وأوضحت الصحيفة أن لجنة مراقبي البنوك الأوروبية، ومقرها لندن، هي من قامت بإجراء الاختبارات المصرفية في أوروبا. وقد نوهت الصحيفة إلى أن اللجنة رفضت الرد على طلبات للإدلاء بتعليقات حول المسألة. في حين أشار المسؤولون إلى أن الرقم البالغ قيمته 400 مليار يورو تقريباً أو (580 مليار دولار)، يغطي خسائر الائتمان المصرفية المفترضة أكثر من إجمالي الأصول السيئة quot;المتعثرةquot;، في إطار سيناريو quot;سلبيquot; تقل فيه توقعات الاقتصاد الكلي، مثل النمو في الناتج المحلي الإجمالي هذا العام والعام المقبل، عن توقعات المفوضية الأوروبية.

وأشار المسؤولون في الوقت نفسه إلى أنه لن يتم الكشف علناً عن باقي السيناريوهات وعناصر عملية الاختبار. وقالوا إنه وعلى عكس الاختبار المماثل الذي أجرى في الولايات المتحدة هذا العام، لن يشتمل الكشف عن النتائج الأوروبية على تقييمات لمزيد من الإجراءات المطلوبة من قبل المصارف الفردية لدعم ميزانياتها. وكان المنظمون الأميركيون قد كشفوا عن نتائج اختبار التحمل الخاص بهم في مايو / آيار الماضي، قائلين إن 9 من أكبر 19 عشر بنكاً في أميركا يحظون بقدر كاف من الحماية، بينما تلقت البنوك العشرة الأخرى أوامر لجمع زيادة إجمالية قدرها 75 مليار دولار، لتعمل كمنطقة عازلة ضد الخسائر المحتملة. وهو ما وضع المزيد من الضغوطات على كاهل الأوروبيين، من أجل الكشف عن النتائج الخاصة بهم.

وهنا، نقلت الصحيفة عن هانز يواكيم دوبيل، الخبير المصرفي بمؤسسة فينبول كونسالت في برلين، قوله quot;في إطار رؤية أدق لتكلفة خطط التحفيز الاقتصادي، نجد أن نشر تلك النتائج أمر إيجابي. لكننا نعلم أن المشكلة تكمن في بعض البنوك، ولا يفيدنا وجود رقم عالمي هنا في شيءquot;. كما أرجع دوبيل سر معارضة وزير المالية الألماني بير شتاينبروك للكشف عن نتائج اختبارات التحمل إلى مشاعر القلق التي تهيمن على الساسة الألمان بشأن قدر المشكلات التي تعانيها البنوك العقارية الألمانية أو المقرضين الحكوميين. كما قال أحد المنظمين الأوروبيين إن إجراء اختبارات التحمل ndash; وهي الأولى على هذا النطاق في أوروبا ndash; كان إيجابياً للغاية.

كما كشفت الصحيفة عن أن صندوق النقد الدولي سيقوم بنشر توقعاته الخاصة بالحالة الصحية للبنوك يوم الأربعاء كجزء من مراجعته للاستقرار المالي. وقدّر الصندوق في أبريل / نيسان الماضي أن البنوك الأوروبية لازالت تحتاج 375 مليار دولار في رأس المال بهدف تغطية الخسائر، مقارنةً بمبلغ الـ 275 مليار دولار الخاص بالمقرضين الأميركيين. وقد جاءت تلك التوقعات لتثير بعض القلق لدى المسؤولين الأوروبيين، الذين لم يبلغوا بالكشف عنها، ولم يكونوا واضحين بشأن منهجية العمل.

وفي النهاية، قال مسؤولون من الاتحاد الأوروبي إن لجنة مراقبي التأمين الأوروبي والمعاشات المهنية، ومقرها مدينة فرانكفورت الألمانية، هي من ستقوم بإجراء اختبارات التحمل الخاصة بشركات التأمين الأوروبية. لكن وعلى عكس المصارف، تعاني كثير من شركات التأمين الآن من مستوى الانخفاض القياسي لأسعار الفائدة في الاقتصاديات الرئيسة، وهو ما أدى إلى تراجع عائداتها من الاستثمارات مثل السندات، في الوقت الذي توجد لديها التزامات ثابتة في صورة دفعات وثيقة تأمين.