شكل اندماج quot;أوناquot; والشركة الوطنية للاستثمار في مجموعة استثمارية قابضة غير مدرجة بالبورصة حدثًا اقتصاديًّا بارزًا في المغرب، حيث اعتبر خبراء أن هذه المجموعة الاستثمارية الجديدة من شأنها الوقوف أمام مجموعات منافسة أخرى، سواء الوطنيّة أو الدوليّة.

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: استأثر اندماج أومنيوم شمال إفريقيا quot;أوناquot; والشركة الوطنية للاستثمار في مجموعة استثمارية قابضة غير مدرجة بالبورصة، باهتمام خاص في الأوساط الاقتصادية والمالية، سواء داخل المغرب أو خارجه، ومن المنتظر أن تتصرف الشركة القابضة الجديدة كمساهم احترافي محفز لخلق القيمة في شركات رائدة، وحاضن لمشاريع ذات وقع إيجابي، هذه الخطوة الكبيرة حملت معها مجموعة من تحليلات خبراء اقتصاديين، غير أن علامة الاستفهام التي ما زالت تحير بعضهم تتعلق بسحب أسهم المجموعتين من البورصة.

وقال الدكتور رضوان زهرو، الخبير الاقتصادي المغربي، إن quot;اندماج أمونيوم شمال إفريقيا والشركة الوطنية للاستثمار يأتي، أولاً، في إطار ما أصبح يسمى على الصعيد العالمي بالتحالفات الاستراتيجيةquot;، مشيرًا إلى أن quot;هذه التحالفات والاندماج هي شكل من الأشكال الجديدة في الاستثمار الآن، التي لا شك أن لديها تأثيراتها الكثيرة والمهمة جدًّاquot;.

وأكد الدكتور رضوان زهرو، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;لهذا الاندماج مجموعة من الإيجابيات، أولها وضع نوع من حواجز الدخول في السوق التجاري والمالي، ثم الاستفادة من اقتصاديات الجدول، أما النقطة الثالثة فتتعلق بتوزيع المخاطر، وكذلك التنسيق وتبادل الخبرات، وتكوين قوة تنافسية من شأنها أن تقف أمام مجموعات منافسة أخرى، سواء وطنيًّا أو دوليًّاquot;.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن جميع هذه الإيجابيات ربما ستستفيد منها المجموعة المندمجةquot;، وأضاف مفسرًا أنه quot;بالنسبة إلى تأثير هذا الاندماج على السوق المالي والبورصة لا يمكن الآن أن نتنبأ بأهمية هذا التأثير، لكنه مرتبط بطريقة العمل، وبالاستراتيجية التي ستتبعها المجموعة المندمجةquot;.

وذكر الدكتور رضوان زهرو quot;لحدود الساعة هذا غير واضح، وربما في الأسابيع المقبلة سيكون هناك إعلان عن الاستراتيجية التي ستتبعها المجموعة المندمجةquot;، مشيرًا إلى أن quot;أهمية هذا التأثير مرتبط بطبيعية وأهمية ومكونات الاستراتيجية التي ستنتهجها المجموعة المندمجة في المستقبل القريبquot;.

وتمثل هذه الخطوة تحوّلاً في استراتيجية quot;أوناquot; في أن يكون لها سيطرة مباشرة على أنشطة أعمال تتراوح من متاجر، ومنتجات ألبان إلى تعدين النحاس، والتأمين، والخدمات المصرفية، والاتصالات.

وعانت بورصة الدار البيضاء، التي لم تشهد أي عملية طرح عام أولي العام الماضي، من أحجام تداول ضعيفة لأشهر متعدّدةقبل إعلان الاندماج.

وكانت السيولة الضعيفة في البورصة العائق الرئيس أمام دخول مستثمرين أجانب سوق المال المغربية.

وقد يكون لنموذج quot;أوناquot; وقعًا أقل في ظل سقوط تلك الحواجز نظرًا لتوصل المغرب إلى اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول متعدّدة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

وقالت quot;أوناquot; إن إعادة التنظيم ستحول المجموعة صاحبة الأنشطة المتنوعة إلى شركة استثمارية تتبع أسلوبًا أقل سيطرة يمنح قدرًا أكبر من الصلاحيات للمؤسسات التابعة لها.

وستتحول الشركة إما إلى مساهم كبير لا يتمتع بالأغلبية في مؤسساتها أو إلى السيطرة المشتركة على شركات مثل quot;لافارجquot; المغرب لصناعة الإسمنت، وquot;سوناسيدquot; لصناعة الحديد، الذي يتولى الإدارة فيها شريك صناعي أجنبي.

وذكرت الشركة أنه سيجري استثناء بعض المشاريع التي تحقق نموًّا كبيرًا مثل شركة quot;واناquot; للاتصالات ومتاجر quot;مرجانquot; ومشروع quot;ناريفاquot; للطاقة.