في الوقت الذي أشارت فيه بعض التقديرات إلى تكبد صناعة الطيران العالمية خسائر يومية تقدر بما يزيد عن 130 مليون جنيه إسترليني، بسبب الفوضى التي نتجت عن انبعاث سحابة الرماد البركاني في أيسلندا، أكدت بعض التقارير على أن تلك السحابة سوف تلقي بظلالها القاتمة على فرص انتعاش صناعتي السياحة والسفر الدولي المتعثرتين.

القاهرة: أفادت صحيفة لوس أنغليس تايمز الأميركية بأن هذا الرماد البركاني الذي تسبب في إغلاق المطارات وتعطل الرحلات الجوية في مختلف أنحاء أوروبا الشمالية والدول الاسكندنافية، يلقي بظلاله الوخيمة على صناعتي السفر الدولي والسياحة. فإضافة ً إلى تلك الخسائر المالية الضخمة التي ستتكبدها الشركات العاملة في هذا المجال، من المتوقع أن تؤدي تلك الأجواء إلى خفض معدلات الإنفاق السياحي في أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية، ومناطق أخرى حول العالم.

وفي حين قالت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية quot;يوروكونترولquot; إنها تتوقع إغلاق أو تقييد العديد من المجالات الجوية في شمال وغرب أوروبا، أكدت الصحيفة على أن تلك الوضعية سوف تؤثر بشكل أكبر على بعض الشركات دونا ً عن غيرها. ففي الوقت الذي تم فيه إغلاق شركة الخطوط الجوية البريطانية quot;بريتش إيروايزquot;، التي تعد خامس أكبر شركة طيران في العالم، بما تمتلكه من محاور في مطاري هيثرو وغاتويك بالعاصمة البريطانية، لندن، قامت أول أمس شركة الخطوط الجوية الأميركية quot;أميركان إيرلاينزquot; ( ثالث أكبر شركة نقل جوي في الولايات المتحدة ) بإلغاء 35 رحلة فقط من إجمالي عدد رحلاتها اليومية الذي يُقدر بـ 3400 رحلة.

وفي غضون ذلك، نقل تقرير نشرته صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية في ذات السياق عن دوغلاس ماكنيل، المحلل المتخصص في شؤون النقل، قوله :quot; أعتقد أن شركات الطيران الكبرى مثل بريتش إيروايز أو لوفتهانزا من المحتمل أن تتكبد خسائر يومية تصل إلى 10 مليون إسترليني على الأقل، مع استمرار تلك الحالة الفوضويةquot;. وتابع في الإطار نفسه بالقول :quot; ففي حالة شركة بريتش إيروايز، تأتي تلك الخسائر عقب موجة إضرابات قام بها مؤخرا ً طاقم الضيافة، بالإضافة لطقس الشتاء السيئ الذي أوقف العديد من الرحلات. ورغم ذلك، لا ينبغي أن تضار شركات الطيران بشكل سيء، طالما سيُفتَح المجال عما قريب. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه لمدة أسبوع، فإنها ستبدأ في التأثر. وحتى هذه اللحظة، تعتبر تلك المشكلة بمثابة الصداعquot;.

وفي سياق ذي صلة، حذر أشلي ستيل، الرئيس العالمي لقطاع النقل والبنية التحتية في كي بي ام جي، من أن تعاني أيضا ً شركات طيران أميركية وآسيوية من خسائر، وتوقع أن تزيد قيمة فاتورة الخسائر العالمية عن القيمة التي توقعها حتى الاتحاد للنقل الجوي quot;اياتاquot;. وتابع في هذا السياق بقوله :quot; من المحتمل أن تزيد قيمة الخسائر اليومية بالنسبة لشركات الطيران نتيجة للتوقف التام الذي تشهده رحلات المملكة المتحدة عن الـ 200 مليون إسترليني يوميا ً إذا ما تم استرداد جميع العائداتquot;. وقالت شبكة quot;برايفت فلايquot; الإلكترونية للحجز على متن الطائرات الخاصة، إن استفسارات العملاء عن مواعيد الرحلات قد تزايدت منذ صباح يوم الخميس الماضي.

وفي ختام حديثها، تنقل الصحيفة عن هوارد آرتشر، كبير اقتصاديي المملكة المتحدة وأوروبا في آي اتش إس غلوبال انسايت، قوله :quot; من غير المحتمل أن يكون هناك تأثيرا ً كبيرا ً على اقتصاد المملكة المتحدة الأوسع في النطاق. وبينما يتضح أن السياحة ستتأثر إلى حد ما، إلا أنه وفي الوقت الذي لن يتمكن فيه الناس من دخول المملكة المتحدة، فإن هناك أناسا ً أيضا ً لن يتمكنوا من مغادرتها. لذا، سيتعين على الناس الذين تقطعت بهم السبل في المملكة لمتحدة أن يعثروا على أماكن يقيمون ويتناولون الطعام بها، أي أنهم سينفقون أموالا ً هنا بدلاً من الخارج. وهو ما سيعوض على الأقل بعض الخسائر في الإيرادات بالنسبة للفنادق والمطاعم من الناس غير القادرين على القدوم إلى هنا. وفي ما يتعلق بالتجارة، هناك تأثير على كل من الصادرات والواردات، لذا لا ينبغي أن يتأثر الموقف التجاري الصافي عموما ً بشكل ملحوظquot;.