تتجه أسعار المنازل في تشيكيا للانخفاض بشكل بارز بسبب الارتفاع الكبير الذي شهدته منذ عام 2006 وتراجع المقدرة الشرائية للسكان مع تنامي الإشكالات المالية من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية إضافة إلى تنامي الفروق بين أسعار المنازل والإيجارات .

براغ: يؤكد البنك الوطني التشيكي أن أسعار المنازل في تشيكيا ستواصل انخفاضها ولاسيما في المدن الكبيرة كالعاصمة براغ وثاني اكبر المدن برنو ومدينة ليبريتس وغيرها .وأشار البنك في دراسة له إلى أن الأسعار ارتفعت في السنوات الأخيرة في تشيكيا بشكل أسرع من الدول الأخرى عدة مرات وأنها لا تزال عالية أيضا مقارنة بأسعار الإيجارات ولهذا فان استئجار البيوت يعتبر الآن أفضل من امتلاكها .

ويقول يان فرايت من قسم الأبحاث الاقتصادية والاستقرار المالي في المصرف الوطني التشيكي بأنه بالنظر لكون أسعار البيوت مرتفعه بالنسبة للإيجارات فان ذلك سيعني بان الشركات والبائعين سيضطرون إلى تخفيض أسعار المنازل. وأشار إلى أن أسعار المنازل ارتفعت أيضا مقارنة بدخل السكان وان أسعار المنازل ترتفع بشكل أسرع من الارتفاع الحاصل بالأجور والرواتب في حين ينخفض هذا المعدل في ألمانيا المجاورة منذ أكثر من عشرة أعوام بشكل مستمر. وبالتوافق مع هذا التقييم توقع معهد المعطيات الإقليمية الذي يتابع منذ فترة طويلة سوق العقارات أن تنخفض أسعار المنازل في البلاد بنسبة تتراوح بين 10ــ 15%.

وأشار المعهد إلى أن أسعار المنازل تضاعفت عمليا منذ عام 2006 فيما ارتفعت أسعار الإيجارات بنسبة 14% فقط. وأوضحت مديرة المعهد ميلادا كادليتسوفا أن من اشترى مثلا قبل عشرة أعوام منزلا صغيرا وقام بتأجيره فانه حقق ربحا بالنسبة لسعر المنزل يزيد بمرتين عن الذي اشترى مثل هذا المنزل قبل فترة قصيرة ويقوم بتأجيره الآن . وأكدت أن مثال ألمانيا المجاورة هو الأكثر بلاغة في هذا الأمر حيث يتراجع المعدل القائم بين أسعار البيوت والإيجارات مشيرة مثلا إلى أن سعر منزل مؤلف من غرفتين في مدينة شتوتغارت يبلغ حسب معطيات فرع المكتب العقاري الألماني RE/MAX حوالي 123076 الف يورو فيما يمكن تأجيره بنحو 540 يورو شهريا مما يعني أن الإنسان يمكن له تسديد قيمة هذا المنزل في ألمانيا خلال 19 عاما في حين يحتاج مثل هذا الأمر في تشيكيا إلى 27 عاما .