أظهر التقرير الخاص بتداول السوق السعودية الذي نشر الاسبوع الماضي إغلاق المؤشر بشكل ايجابي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ولوحظ استمرار ضعف التداولات عما هو متوقع ، وخسارة المؤشر ايضا عددا كبيرا من النقاط يصل الى 850 نقطة عن اعلى نقطة وصلها خلال النصف الاول من هذا العام.

حسن الأحمري من الرياض: منذ بداية العام الحالي 2010 لم تستطع السوق السعودية ملامسة حاجز الـ 7000 نقطة كما توقع المحللون واصبح مستوى 6900 نقطة نقطة مقاومة لم يتمكن المؤشر من اختراقها ومواصلة مسيرته .
ربما يعود ذلك الى ازمة منطقة اليورو وضعف الطلب على النفط بسبب تلك الازمة ، او بفعل بعض الازمات السياسية او الشحن السياسي بين بعض الدول ، التي اثر بشكل مباشر او غير مباشرفي الوضع الاقتصادي لها وبالتالي على بعض الدول المجاورة لها او التي لها علاقة اقتصادية بها.

خلال الفترة الماضية شهدت السوق تقلبا واضحا حول مستويات الـ 6000 نقطة ، في بعض الاحيان يهبط عنها واحيانا اخرى يرتفع ليصل الى مستويات 6500 نقطة كحد اقصى ، وسط معدلات تداول منخفضة نوعا ما ، لم تتجاوز 5 مليارات ولم تهبط دون المليارين ، وفي كلا الحالات تعتبر هذه المعدلات متدنية كثيرا اذا نظرنا الى السوق السعودية التي تمثل اكبر دولة اقتصادية في الشرق الاوسط.

واظهر تقرير تداول الشهري الذي استعرض فيه اداء السوق للنصف الاول من هذا العام ، ان المؤشر العام للسوق اغلق عند مستوى 6,093 نقطة مرتفعاً 497 نقطة بنسبة 8.89 % مقارنة بإغلاق الفترة نفسها من العام السابق 2009م . اما ما يتعلق باداء المؤشر من بداية العام حتى تاريخه فقد خسر 28 نقطة وقد كانت أعلى نقطة إغلاق للمؤشر خلال الفترة في يوم 26/04/2010 م عند مستوى 6,929 نقطة.

وبلغت القيمة السوقية للأسهم المصدرة في نهاية النصف الأول 1,198 مليار ريال أي ما يعادل 319.59 مليار دولار أميركي، مسجلة ارتفاعاُ بلغت نســــبته 11.55.% عن نهاية النصف الأول من العام 2009.

كما بلغت القيمة الإجمالية للأسهم المتداولة خلال النصف الأول 455.71 مليار ريال أي ما يعادل 121.52 مليار دولار أميركي وذلك بانخفاض بلغت نســــبته 41.58% عن الفترة نفسها من العام السابق.

في حين بلغ إجمالي عدد الأسهم المتداولة خلال النصف الأول 19.62 مليار ســــهم مقابل 38.34 مليار سهم تم تداولها خلال النصف الأول من العام السابق، وذلك بانخفاض بلغت نســــبته 48.83%.

أما إجمالي عدد الصفقات المنفذة خلال النصف الأول 2010 م فقد بلغ 11.66 مليون صفقة مقابـــل 22.63 مليون صفقة تم تنفيذها خلال النصف الأول من العام السابق، وذلك بانخفاض بلغت نســــبته 48.45%.

يقول المحلل الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية عمر ال محمود ، ان انخفاض المؤشر بصورة كبيرة من اعلى نقطة سجله في بداية الربع الثاني عند 6900 نقطة يعود الى تغير المؤشرات الاقتصادية حول العالم ، وتأثر الاسواق العالمية بازمة اليونان وازمة منطقة اليورو ، واختلاف الدول الاوروبية حول حلول هذه الازمة . كما ان تقارير مخزونات النفط الاميركية كان لها تأثير سلبي ايضا على اسعار النفط ما يؤثر بالسلب دائما على اسعار اسهم القطاعات البتروكيماوية وتحديدا سهم سابك الذي انخفض من مستويات الـ 100 ريال الى المستويات الحالية 85 ريالا للسهم.

ويضيف المحمود ، انه ذكرنا سابقا ان السوق بحاجة الى محفزات وبحاجة الى صانع للسوق لا يتأثر بشكل كبير بالأزمات والضربات المحيطة حول العالم ، وهذا ما حدث بالنسبة إلى السوق السعودية فمعظم المتداولين هم من شريحة الافراد الذين يتأثرون ويخرجون من السوق بسبب خبر واحد او خبرين سلبيين.

وحول تنبؤه باداء السوق الفترة القادمة ، يشير المحمود إلى ان خيار الدخول في السوق هذه الايام يعتبر جيدا اذا نظرنا لفترة الركود الحالية التي تسبق موسم اعلان الشركات الذي يبدأ ربما الاسبوع القادم ، في حال اذا كانت النتائج جيدة فان المؤشر سيرتد ايجابيا خلال الفترة القادمة ومرشح بشكل جيد الى العودة لمستوياته السابقة عند 6900 نقطة.