بدأت الشركات العالمية تتجه إلى طريقة جديدة في عرض الإعلانات تسمى quot;سبوت فيديوquot; نظراً لتكلفتها الرخيصة مقارنة بالإعلانات المتلفزة.


برن: لن تتمكن الشركات الدولية من الصمود، بعد، أمام آلاف المنافع التي تضمنها لهم الشبكات الاعلامية الانترنتية ومعها موضة الدعايات الفيديوية القصيرة، التي لا تتجاوز مدة عرضها العشرين ثانية! نحن نتحدث عما هو معروف بإسم quot;سبوت فيديوquot; (spot video) الذي بدأ، بصرف النظر عن حجم الاستثمارات داخله، منافسة الدعايات المتلفزة باهظة التكاليف. من جانبهم، يرى الخبراء الأوروبيون أن دعايات quot;سبوت فيديوquot;، التي يتم عرضها على مواقع الانترنت، الاعلامية خصوصاً، تدخل أدمغة المستهلكين بصورة فعالة أكثر مقارنة بالدعايات المتلفزة الكلاسيكية. وكلما توجهنا الى منتجات معينة، للتسويق، زادت فاعلية الدعايات الفيديوية، الرخيصة وقصيرة العرض، في استقطاب المستهلكين اليها. على سبيل المثال، يوجد قطاعي الأدوية والأغذية القادرين على الاعتماد على صرخة الquot;سبوت فيديوquot; بصورة عمياء!

في ما يتعلق بتركيبة الquot;سبوت فيديوquot; يرى المحللون، هنا، أنها تخول الشركات السويسرية والأوروبية والغربية(عموماً) الوصول الى شرائح محددة من المستهلكين، حول العالم، بشكل ذكي لا يتطلب منها استثمارات كبيرة نظراً للضيقة المالية التي يعيشها عدد كبير منها. كما أن ظاهرة هجرة ملايين المستهلكين، حول العالم، من مشاهدة التلفزيون الى الابحار على الانترنت، بصورة يومية تقريباً، ساعدت في اعطاء الزخم اللازم لكل ما يتعلق بالاعلانات الرقمية الانترنتية التنافسية.

بالطبع، ما زالت المعارك بين الدعايات الفيديوية الانترنتية وتلك المتلفزة الكلاسيكية محسومة لصالح الأخيرة. مع ذلك، سينمو قطاع الدعايات عبر quot;سبوت فيديوquot; 10 الى 15 في المئة العام. هكذا ستحتل الدعايات الفيديوية المرتبة الثانية، عالمياً، بعد الدعايات المتلفزة باهظة التكاليف التي ما زالت تسحر الشركات العملاقة غير الواقعة داخل مشاكل مالية تذكر. مع ذلك، ستتفوق الدعايات الفيديوية على تلك الورقية، العام. علماً أن استثمارات الشركات الغربية، في الأعوام الخمسة الأخيرة، تراجعت حوالي 28 في المئة في قطاع الاعلانات الورقية و12 في المئة في قطاع الاعلانات المعروضة على محطات التلفزيون والقنوات الفضائية، معاً. على العكس، قفزت هكذا استثمارات، في قطاع الدعايات الفيديوية الانترنتية، التي يتم بثها على المواقع الالكترونية، حوالي 46 في المئة!

في سياق متصل، يشير الخبير فيليب بوخهايت لصحيفة quot;ايلافquot; الى أن الاستثمار في الاعلانات الفيديوية الانترنتية يوفر راحة كبرى بالنسبة لتلك الشركات، مهما كانت جنسيتها، التي لا تتمتع بهوامش مالية قوية لدعم موازناتها. في شهر واحد، مثلاً، يمكن لكل شركة تخصيص مبلغ 150 ألف دولار أميركي لعرض خدماتها ومنتجاتها على شكل quot;سبوت فيديوquot; على عدة مواقع انترنتية، بصورة متكاملة، مقارنة بمبلغ يتراوح بين 1.5 و2 مليون دولار أميركي تنفقها الشركات التي تختار القنوات، التلفزيونية والفضائية. لو نظرنا للادخار لوجدنا أنه عشرة أضعاف لصالح تلك الشركات التي تختار الquot;سبوت فيديوquot;.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير بوخهايت بأن الدعايات الفيديوية، قصيرة التكلفة، نمت حركة أعمالها حوالي 20 في المئة، في العام الفائت، على عكس كل ما نجده من أنشطة، داخل القطاع الاعلاني الدولي الكلاسيكي، التي تراجعت حركتها التجارية 3 الى 5 في المئة. ويعزي الخبير هذا التحول النوعي، في نوعية وجودة الاعلانات من الجيل الجديد، الى التخلي عن مشاهدة التلفزيون، خصوصاً لدى الشرائح الاستهلاكية الشبابية، والتوجه الى متابعة عدة مواقع الكترونية، كل يوم!