المساعدات للتنمية في افريقيا تراوح مكانها بسبب الازمة

ويتوقع صندوق النقد الدولي ان اقتصاد افريقيا جنوب الصحراء سيسجل ايضا نموا من 5,4 بالمئة في 2013. وهو ما يدعو الغرب الى الامل!واعتبر بول كولييه مدير مركز جامعة اوكسفورد لدراسة الاقتصاديات الافريقية ان quot;الفئة القديمة من +الدول النامية+ لم يعد لها اي معنى الانquot;.واوضح لوكالة فرانس برس ان quot;الدول الناشئة ليست بحاجة الى المساعدة. وهذا التراجع في حاجاتها صادف مع القيود المالية في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصاديةquot;.وعندما جمدت الدول المانحة اخيرا مساعدات تعادل 11 بالمئة من موازنة رواندا، نجحت هذه الدولة في جمع 3,5 مليارات دولار عبر اصدار سندات.

وقد اكدت بريطانيا للتو هذا الميل عندما اعلنت وقف مساعدتها المباشرة لجنوب افريقيا.وهو قرار لم يتخذ مع ذلك من دون الاعراب عن شكوك عميقة حيال فعالية المساعدة واهمية المبالغ التي قد يتم اختلاسها.الا ان المعلقين لفتوا من جهة اخرى بسخرية الى ان خفض المساعدة البريطانية يتناول نحو 22 مليون دولار من الاموال العامة التي انفقها رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما quot;لتحسين الوضع الامنيquot; لمقر اقامته الخاص في القرية التي ولد فيها.وتساءلت ويني بيانييما المديرة العامة لمنظمة اوكسفام الخيرية quot;لماذا تريدون التواجد في الامكنة التي ينتشر فيها فساد؟quot;.وتكمن رسالة لندن خصوصا في ان اكبر قوة اقتصادية في افريقيا غنية الى حد يمكنها من الاستغناء عن المساعدة.وقالت الوزيرة البريطانية لشؤون التنمية الدولية جوستين غرينينغ انه quot;بات بامكان جنوب افريقيا الان ان تمول تنميتها الذاتيةquot;.

واوضحت وزارتها ان quot;الدولتين ستبدآن علاقة جديدة قائمة على تقاسم الكفاءات والخبرات لا على تمويل التنميةquot;.الا ان الكثيرين يخشون ان يتم التخلي عنها.وقد اسهمت اموال الدول الغنية على سبيل المثال في عمليات تحسين ملحوظة في قطاع الصحة مثل خفض نسبة وفيات الامهات والاطفال عند الولادة الى النصف في افريقيا، كما قالت بيانييما.وتلفت عدة منظمات غير حكومية --يتم تمويلها في غالب الاحيان من قبل الحكومات الغربية-- الى وجوب تحديد الاهداف بدقة اكبر. وقالت ويني بيانييما في هذا الصدد quot;يجب ارسال المساعدة الى المكان الذي ستكون فيه مجديةquot;.ويتجه اهتمام المنظمات غير الحكومية منذ حوالى بضع سنوات الى تنمية الكفاءات وتمويل منظمات محلية تحظى بدعم السكان.

حتى ان منظمة اوكسفام تشجع الدول الاكثر فقرا على quot;تخطيط طريقتها الخاصة للخروج من حاجتها الى المساعدةquot; بواسطة استخدام مواردها الذاتية.وقالت مديرة اوكسفام ان quot;الميل يكمن ايضا في ان على الدول النامية ان توجه الاستثمارات الخاصة والاستثمارات المباشرة الاجنبية الى عملية التنميةquot;.ويوافق بول كولييه على هذا الامر لكنه لا يمتنع عن توجيه انتقاد قائلا ان quot;مقاربات جديدة ضرورية. وللاسف فان افضل ما نعرفه هو تقديم المساعدة للدول التي لم تعد ضرورية بالنسبة اليهاquot;.وفي لفتة الباحث الدقيق، قال ان quot;الدول الهشة والاقتصاديات الصغيرة المنعزلة ستبقى بحاجة لتمويل عام طيلة عقود تحت طائلة التعرض لمآس انسانيةquot;.