إيلاف من لندن: أقامت شركات صناعة السيارات الالمانية الكبرى فولكس فاغن وآودي وبورش وبي أم دبليو وديملر كارتيلا سرياً تواطأت في اطاره مع بعضها البعض منذ التسعينات بشأن قضايا بينها الانبعاثات الملوثة للبيئة من السيارات التي تعمل بمحركات الديزل، كما كشف تقرير جديد.

وكشفت شركة فولكس فاغن التي تواجه غرامات وتعويضات تصل الى عشرات مليارات الدولارات بعد الاعتراف بالغش في قياس الانبعاثات الغازية من سياراتها التي تعمل بمحركات الديزل في عام 2015، عن تشكيل الكارتيل، لسلطات مكافحة الاحتكار الالمانية في رسالة اطلعت عليها مجلة شبيغل الالمانية. كما اعترفت بتشكيل الكارتيل شركة ديملر التي تنتج سيارات مرسيدس بنز.

وقالت المجلة في عددها الأخير "ان صناعة السيارات الالمانية اتفقت في فرق عمل سرية على تكنولوجيا سياراتها وتكاليفها ومجهزيها واسواقها واستراتيجاتها وحتى معالجة انبعاثات سياراتها الديزل".

وبحسب رسالة فولكس فاغن فان مثل هذا التعاون بين جميع شركات صناعة السيارات الكبرى في المانيا ربما اشتمل على "ممارسة سلوك يخالف قانون مكافحة الاحتكار". 

وجاء في تقرير دير شبيغل "ان أكثر من 200 موظف في شركات صناعة السيارات شكلوا 60 فريق عمل تغطي كل نواحي انتاج السيارة بما في ذلك محركات البنزين والديزل والكوابح واجهزة نقل الحركة وصناديق السرعة فضلا عن اختيار المجهزين واسعار المكونات".

وعُقد منذ عام 2006 "عدد لا يُحصى من الاجتماعات" بشأن معالجة عوادم الديزل لخفض انبعاثات اكسايد النتروجين الضارة.

واتفقت الشركات على تركيب خزانات صغيرة فقط تحوي المحلول المستخدم لمعالجة هذه الغازات وتحويلها الى ماء ونتروجين لأن الخزانات الكبيرة ستكون أبهظ كلفة على الشركات، كما اشار التقرير.

وقالت دير شبيغل في تقريرها ان حجم خزانات المحلول كان صغيراً لا يكفي لتنظيف غازات العادم بالكمية المتفق عليها وبذلك "تمهيد الطريق لفضيحة محركات الديزل"، على حد تعبيرها.

واعترفت فولكس فاغن في سبتمبر/ايلول 2015 بتركيب برمجية في 11 مليون سيارة من سياراتها في انحاء العالم تخفض انبعاثات اكاسيد النتروجين خلال قياسها في الاختبارات في حين ان الانبعاثات الحقيقية أكبر بكثير على الطرق.

وتوجهت شكوك السلطات في فترة أقرب نحو شركة ديملر المنتجة لسيارات مرسيدس وسيارات سمارت الأصغر حيث دهم محققون منشآت تابعة للشركة في مايو/ايار هذا العام.

واستدعت الشركة نحو ثلاثة ملايين سيارة خلال الأيام الماضية لتحديث برمجيات فيها صُممت لخفض الانبعاثات.

واستدعت آودي التي تملكها فولكس فاغن يوم الجمعة 850 الف سيارة فولكس فاغن وآودي وبورش مجهزة بمحركات ديزل منها لاجراء تحديث مماثل في برمجياتها.

وكانت اسهم شركات صناعة السيارات الالمانية من اسوأ الأسهم أداء في معاملات يوم الجمعة على مؤشر داكس الالماني. واقتربت فولكس فاغن من القعر بعد هبوط اسهمها بنسبة 4 في المئة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن موقع "لوكال". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.thelocal.de/20170721/german-car-giants-secretly-plotted-diesel-emissions