الرباط: قالت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المغربية ، أمس، إن العرض الإجمالي من الأغنام والماعز لعيد الأضحى بالمغرب، لهذه السنة، يغطي، بشكل واسع، الطلب على الأضاحي المعتاد، حيث يناهز العرض 9 ملايين رأس، مقابل حجم طلب مقدر بـ 5,43 مليون رأس.
وأبرزت الوزارة، في بيان لها، أنه بمستطاع القطيع الوطني من الماعز والأغنام، الذي يناهز 25,47 مليون رأس، موزعة بين 19,87 مليون رأس من الأغنام و5,6 مليون رأس من الماعز، أن يوفر 9 ملايين رأس، موزعة بين 5,14 مليون رأس من الأكباش و1,5 من إناث الأغنام و2,11 مليون رأس من الماعز، بحيث يتوقع أن يغطي العرض بشكل كبير الطلب المتوقع بـ5,43 مليون رأس، منها 4,9 مليون رأس من الأغنام، و530 ألف رأس من الماعز.
وأكدت الوزارة أن الحالة الصحية للقطيع جيدة، وذلك بفضل مجهودات مهنيي القطاع ومراقبة مختلف المصالح البيطرية.
وتشتهر، في المغرب، سلالات عديدة من الأغنام، أبرزها "السردي"، وهي سلالة ذات قامة كبيرة، بيضاء مع سواد في مقدمة الوجه، حول العينين وعند نهاية الأرجل والأذنين والعنق، فضلا عن سلالات أخرى، كـ"تمحضيت" و"الدمان" و"بني كيل".
وأرجعت الوزارة وفرة العرض للظروف المناخية الإيجابية التي ميزت الموسم الفلاحي المنتهي، بشكل قالت عنها إنها مكنت من تحسين أداء القطيع، بفضل نسبة ولادة ناهزت 92 في المائة مقابل نسبة وفيات لا تتخطى 3 في المائة، فيما كانت لوفرة الأعلاف آثار إيجابية على صعيد تخفيض أسعار أغذية الماشية في السوق الوطني.
وختم بيان الوزارة بالقول إن مبيعات أضاحي العيد ستمكن من ضخ عائدات مالية مهمة بالنسبة للمربين، بشكل يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بالعالم القروي، مشددة على أنها ستتابع، عن كثب، تموين مختلف الأسواق للوقوف على أسعار الأضاحي المعروضة، خاصة في المحلات التجارية الكبرى والأسواق القروية ونقط البيع الرئيسية على مستوى المدن، وكذا الوقوف على الحالة الصحية للقطيع من طرف المصالح البيطرية المختصة.
وجرت العادة في المغرب أن تنشط، في البوادي، الأسواق الأسبوعية، فيما تكرست، في السنوات الأخيرة، في المدن الكبرى، ظاهرة تخصيص الأسواق الممتازة لفضاءات خاصة لبيع الأغنام. وبينما يتم شراء الأغنام من الأسواق الأسبوعية، بشكل تقليدي يقوم على الدخول في مساومة بين البائع والمشتري حول ثمن إجمالي للخروف، تعتمد الأسواق الممتازة فكرة البيع حسب الكيلوغرام، الذي يصل إلى 55 درهما. وغالباً ما يتراوح ثمن الأضحية في المغرب ما بين 150 و400 دولاراً.
وتجد الأسر المغربية، ذات الدخل المحدود، صعوبة في تأمين ثمن الأضحية، خصوصاً حين تتزامن هذه المناسبة مع الدخول المدرسي، مع ما يتطلبه ذلك من واجبات تسجيل ولوازم مدرسية خاصة بالأبناء، ويأتي بعد عطلة الصيف، التي غالباً ما تكون لها متطلباتها التي تثقل كاهل الأسر.
ولا تتوقف مصاريف عيد الأضحى عند اقتناء الأضحية، بل تتعداها إلى إعداد الحلويات واقتناء أزياء للأبناء وتوفير لوازم إعداد الأضحية، الشيء الذي يخلق رواجاً تجارياً وحركية اقتصادية.
وكانت وزارة الاقتصاد والمالية قد أعلنت أنه سيتم صرف أجور الموظفين، بشكل استثنائي، يوم الجمعة المقبل، أسبوعا قبل العيد ومتم الشهر الجاري، وذلك "نظراً لتزامن حلول عيد الأضحى المبارك لسنة 1438 هجرية مع بداية شهر سبتمبر 2017". فيماكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أنهت إلى علم المواطنين أنها "راقبت هلال شهر ذي الحجة لعام 1438هـ، بعد مغرب يوم الثلاثاء 29 ذي القعدة 1438 هـ موافق 22 اغسطس 2017 ، فثبتت لديها رؤية الهلال ثبوتاً شرعياً". وعليه، تضيف الوزارة، فإن اول شهر ذي الحجة هو يوم الأربعاء 23 اغسطس 2017 م، و"عيد الأضحى المبارك هو يوم الجمعة 10 ذي الحجة 1438هـ موافق اول سبتمبر 2017 ".
على صعيد آخر، تمثل عائدات مبيعات عيد الأضحى نسبة مهمة من رقم معاملات الفلاحين الذين تشكل تربية الماشية المورد الأساسي لدخلهم؛ كما يشكل عيد الأضحى فرصة لانتعاش مهن موسمية ترتبط بهذه المناسبة الدينية، تشمل بيع علف الأغنام، خاصة وسط شوارع وأزقة الأحياء الشعبية، بالمدن، فضلاً عن لوازم ذبح وتقطيع وشي أضحية العيد. كما تلقى تجارة التوابل رواجاً ملحوظاً، حيث تحرص الأسر المغربية على اقتنائها لاستخدامها في تحضير وجبات خاصة، بهذه المناسبة، تختلف من منطقة إلى أخرى.
التعليقات