إيلاف من بيروت: لم يكن مفاجئًا أن تكشف "وثائق باندورا" ثروات الكثير من زعماء العالم وأثريائه، لكن المفاجئ حتمًا أن يكون بين هؤلاء سياسيون ورجال أعمال لبنانيون، بينهم رئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تهربوا من دفع الضرائب عن ثرواتهم الطائلة باللجوء إلى ملاذات خارجية، بينما يحاضرون يوميًا بالإصلاح ومحاربة الفساد، فيما ينهار اقتصاد بلادهم الرازح تحت أزمة اقتصادية لم يعرفها العالم في تاريخه الحديث.
و"وثائق باندورا" تسريب لأكثر من 12 مليون مستند وملف من شركات تقدم خدمات خارجية في الملاذات الضريبية حول العالم، سلطت الضوء على أسرار مالية حاصة ببعض أغنياء العالم وقادته وسياسييه، في جهد بذله الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين في واشنطن. وتتبع نحو 600 صحفي من 117 دولة الثروات الخفية لبعض هؤلاء.
عن ميقاتي، قالت الوثائق إنه يملك شركة تدعى Hessville Investment Inc، وقد تم إنشاؤها في بنما عام 1994. وفي عام 2008، اشترت هذه الشركة عقارًا في موناكو بأكثر من 10 ملايين دولار. تُظهر الوثائق المسربة أيضًا أن نجل ميقاتي "ماهر" كان مديرا لشركتين على الأقل مقرهما جزر فيرجن البريطانية.
إلى ميقاتي وسلامة، ظهرت أسماء لبنانية أخرى كاسم رئيس الوزراء السابق حسان دياب، ووزير الدولة السابق مروان خير الدين، وهو من قاد حملة بعد انتفاضة الشعب اللبناني في 17 أكتوبر 2019 لوقف التهرب الضريبي في لبنان.
وعلق دياب على هه الأنباء بالقول إنه تخلى عن أسهم في شركة كان على صلة بها "ذُكرت في تسريب لوثائق مالية"، ونفى ارتكاب أي مخالفة. وذكر بيان لمكتبه أنه شارك في تأسيس الشركة المذكورة في عام 2015، لكنها لم تقم بأي عمل منذ تأسيسها، وإلى حين قدم استقالته منها وتنازل عن أسهمه فيها في عام 2019. وتساءل البيان الصادر عن مكتب دياب الإعلامي: "هل تأسيس هذه الشركة مخالف للقانون؟"، محتفظًا بحقه في الادعاء ضد كل محاولة لتشويه سمعته.
بين 14 شركة مزودة لنحو 12 مليون وثيقة، كانت شركة "ترايدنت تراست" (Trident Trust) الأكبر، وتم تسريب نحو 3 ملايين وثيقة منها، يؤكد بعضها أن لبنان سبق الدول الأخرى من حيث تسجيل مسؤوليه شركاتهم في هيه الشركة لتسجيلها في الملاذات الضريبية.
فقد حل لبنان في المرتبة الأولى في قائمة عملاء "ترايدنت تراست" بـ346 ملفاً، وأتت بريطانيا ثانية بـ 151 ملفاً، وحل العراق ثالثاً بـ 85 ملفاً.
كذلك، كشفت هذه الوثائق أسماء لامعة أخرى في لبنان كالنائب السابق أمل أبو زيد الذي كان مستشارًا لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، وهو قد عقد شراكات لتسهيل التهرب من عقوبات دولية، ويظهر اسمه أيضًا في الإشارة إلى المصالح التي يمثّلها بين شركات روسيّة والتيار الوطني الحر والنظام السوري، إلى جانب شركات تخص من استهدفتهم الولايات المتحدة بالعقوبات، بعد اتهامهم تبييض الأموال لصالح حزب الله، مثل قاسم حجيج وصالح عاصي.
وحضر اسم تحسين خياط صاحب ورئيس مجلس إدارة قناة "الجديد" التلفزيونية التي تميزن من غيرها من الأقنية بصحافييها الاستقصائيين الذين كشفوا ملفات فساد كثيرة في لبنان، إلى جانب اسماء مصرفيين مثل سمير حنا.
التعليقات