قرر الملياردير إيفون شوينار مؤسس ماركة أزياء "باتاغونيا" تحويل شركته إلى وقف خيري.

وقال شوينار إن أي أرباح لا يتم استثمارها في تشغيل الشركة سوف تخصص لمحاربة التغير المناخي.

يشار إلى أن باتاغونيا لها قاعدة عريضة من المعجبين بسبب إجراءات الاستدامة البيئية التي تنفذها، من قبيل ضمان ملابسها مدى الحياة، وتقديم خدمات إصلاح بأسعار معقولة.

تشتهر العلامة التجارية بإعلانها الذي يحمل عنوان "لا تشتري هذه السترة" (Don't buy this jacket) الذي يدعو المتسوقين إلى التفكير في الثمن الذي تتحمله البيئة.

وموقع باتاغونيا على الإنترنت مكتوب عليه في الوقت الحالي: "كوكب الأرض هو حامل أسهمنا الوحيد".

تأسست الشركة عام 1973، وتقدر عائداتها لهذا العام بنحو 1.5 مليار دولار أمريكي، في حين يقدر إجمالي ثروة شوينار بحوالي 1.2 مليار دولار.

ويزعم أن الأرباح التي سيتبرع بها لصالح قضية التغير المناخي سوف تبلغ نحو 100 مليون دولار أمريكي سنويا، وأنها سوف تعتمد على مدى ازدهار الشركة.

ويقول رائد الأعمال، متحدثا عن قراره التخلي عن ملكية الشركة: "موارد الأرض، رغم ضخامتها، ليست مطلقة، ومن الواضح أننا تجاوزنا حدودها".

"بدلا من استخراج ما ينفعنا من الطبيعة وتحويله إلى ثروة، نحن نستخدم الثروة التي تحققها باتاغونيا لحماية المصدر".

وتحظى باتاغونيا بشعبية بين المتسوقين الأثرياء المعنيين بالحفاظ على البيئة. وقد التقطت صور في السابق للأميرين ويليام وهاري وهما يرتديان معاطف هذه العلامة التجارية، زالتي يبلغ سعر الواحد منها حوالي 200 جنيه استرليني ( نحو230 دولار).

ويُعتقد أن حملاتها التسويقية - التي تدعو الناس إلى أن يشتروا ما يحتاجونه فقط - قد حفزت الناس على شراء المزيد، إذ إن مبيعاتها ظلت في ارتفاع مستمر.

المعروف أن الشركة، التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأمريكية مقرا لها، كانت بالفعل تتبرع بنسبة 1 في المئة من أرباحها لناشطي حماية البيئة، ولطالما أعلنت التزامها بالممارسات البيئية المستدامة. ولكن في خطاب مفتوح موجه لعملائها، قال رجل الأعمال إنه يود أن يفعل المزيد.

قال شوينار إنه في البداية، كان يفكر في بيع باتاغونيا والتبرع بالمال للأعمال الخيرية، أو طرح الشركة للاكتتاب العام.

ولكنه أضاف أن كلا الخيارين كانا سيعنيان التخلي عن سيطرته على الشركة: "حتى الشركات العامة ذات النوايا الحسنة تتعرض لضغوط هائلة لتحقيق أرباح على المدى القصير على حساب القدرة على البقاء والمسؤولية على المدى الطويل".

بيل غيتس يتبرع بأربعة مليارات و600 مليون دولار


رجال أعمال تبرعوا بثرواتهم

  • مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس تعهد هذا العام بالـ"سقوط" من قائمة أغنى أغنياء العالم بعد أن تبرع بمبلغ 20 مليار دولار لمؤسسته الخيرية. كان غيتس، الذي تقدر ثروته بنحو 118 مليار دولار، قد أعلن عام 2010 أنه سيتبرع بثروته للأعمال الخيرية، لكن صافي تلك الثروة بلغ أكثر من الضعف منذ ذلك الحين.
  • العام الماضي، أعلن مدير مجموعة هات Hut Group التي تمتلك عددا من ماركات مستحضرات التجميل والتغذية التي تباع على الإنترنت أنه تبرع بمبلغ 100 مليون جنيه استرليني (حوالي 115 مليون دولار) للأعمال الخيرية، بعد أنا أصبح مليارديرا عندما طُرحت أسهم شركته للاكتتاب العام. وقال ماثيو مولدينغ عن ثروته الجديدة إنه لا يستطيع "فهم واستيعاب تلك الأرقام"، وإنه يسعى إلى أن يحدث فرقا.
  • في عام 2019، نقل جوليان ريتشَر مؤسس شركة ريتشَر ساوندز للصوتيات( Richer Sounds) 60 في المئة من ملكية شركته لموظفيه.

وبدلا من ذلك، نقلت عائلة شوينار ملكية الشركة بأسرها لكيانين جديدين. وسوف تظل مجموعة Patagonia Purpose Trust التي تديرها العائلة هي الشريك المساهم المسيطر على الشركة، ولكن السيد شوينار قال إنها سوف تمتلك حصة قدرها 2 في المئة فقط.

وسوف تعمل المجموعة على توجيه أعمال مؤسسة Holdfast Collective الخيرية الأمريكية "التي تكرس جهودها للتغلب على الأزمة البيئية" والتي تمتلك الآن كافة الأسهم التي لا تعطي حق التصويت - أي نحو 98 في المئة من الشركة.

ويقول شوينار: "كل عام، سيتم تخصيص الأرباح التي نحققها بعد إعادة الاستثمار في الشركة للمساعدة في التغلب على الأزمة".