سجلت أسعار النفط ارتفاعا يوم الاثنين، بالتزامن مع موعد دخول حظر أوروبي على استيراد النفط الخام الروسي عن طريق البحر حيز التنفيذ.

ومن المقرر أيضا بدء تطبيق اتفاق، من جانب مجموعة السبع وحلفائها، بشأن تحديد سقف لسعر النفط الخام الروسي، في محاولة للضغط على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا.

وسجل سعر خام برنت ارتفاعا بنسبة 0.6 في المائة، متجاوزا 86 دولارا للبرميل صباح الاثنين.

وكانت مجموعة السبع قد وافقت يوم الجمعة على تحديد سقف لسعر النفط الروسي عند 60 دولارا للبرميل.

ومن ناحية أخرى، وافقت مجموعة "أوبك بلس" المنتجة للنفط على التمسك بسياستها الرامية إلى خفض الإنتاج في ظل تباطؤ النمو العالمي وارتفاع أسعار الفائدة.

وقال كانغ وو، من مؤسسة ستاندرد آند بورز، لبي بي سي: "قرار أوبك بلس بتثبيت حصة الإنتاج كما هي ... خطوة ضمنية من الدعم لسوق النفط".

وتتألف أوبك بلس من 23 دولة مصدرة للنفط، علاوة على روسيا، وتجتمع المجموعة بانتظام لتحديد كمية النفط الخام التي ستُطرح للبيع في السوق العالمية.

كما يتفاعل التجار مع بيانات التوظيف الأمريكية القوية وتخفيف قيود كوفيد في بعض المدن الصينية.

وقالت المزيد من المدن الصينية، بما في ذلك أورومتشي في شمال غربي البلاد، إنها ستخفف القيود المفروضة للحد من انتشار كورونا بعد احتجاجات شعبية معارضة لسياسة "صفر كوفيد" التي تطبقها البلاد.

وقال ستيفن إينيس، الشريك الإداري لمؤسسة "إس بي آي" لإدارة الأصول: "أذكى الاعتقاد بأن الصين قد تسرع خطط إعادة فتح البلاد بعض التفاؤل في الصباح الباكر".

بيد أنه حذر من "السعي وراء ارتفاع أسعار النفط مع إعادة فتح الصين (لأنشطتها) نظرا لأنه سيكون هناك زيادة هائلة في حالات الإصابة بمتحور أوميكرون، الأمر الذي قد يفضي إلى تسجيل تراجع مستمر على الأقل خلال الربع الأول من العام المقبل".

وقالت مجموعة الدول السبع وأستراليا، في بيان مشترك، إن تحديد سقف عند 60 دولارا لسعر برميل النفط الروسي سيدخل حيز التطبيق يوم الاثنين أو "قريبا جدا".

وأضافوا أن الإجراء يهدف إلى "حرمان روسيا من الاستفادة من حربها العدوانية ضد أوكرانيا".

رجل يحمل برميل نفط
Getty Images
كانت أسعار النفط والغاز قد سجلت ارتفاعا على إثر مخاوف من أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يؤثر على الإمدادات

وتسعى مجموعة الدول السبع إلى منع موسكو من تحقيق أرباح من صادرات النفط مع تجنب ارتفاع الأسعار.

ويعني ذلك أن النفط الروسي، الذي جرى شراؤه بأقل من 60 دولارا للبرميل، سيُسمح فقط بشحنه على ناقلات مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وشركات التأمين ومؤسسات الائتمان.

وهي خطوة تجعل من الصعب على موسكو بيع نفطها بسعر أعلى، لأن العديد من شركات الشحن والتأمين الكبرى موجودة داخل مجموعة الدول السبع.

وقال جورج ليون، النائب الأول لرئيس شركة "ريستاد إنيرجي" الاستشارية للطاقة، خلال برنامج توداي لبي بي سي إن أسعار النفط قد ترتفع نتيجة لذلك.

وأضاف: "كانت روسيا واضحة للغاية في أنها لن تبيع (النفط) الخام لأي شخص يطبق حد أقصى للسعر".

وقال: "لذا من المحتمل أن ما سيحدث هو أننا سنشهد بعض الاضطرابات في الأشهر المقبلة، وبالتالي من المحتمل أن تبدأ أسعار النفط في تسجيل ارتفاع مرة أخرى خلال الأسابيع المقبلة".

وتضم المجموعة أكبر سبع اقتصادات "متقدمة" في العالم، والتي تسيطر على التجارة العالمية والنظام المالي الدولي، وتضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

مخاوف العرض

كانت أسعار النفط والغاز قد سجلت ارتفاعا على إثر مخاوف من أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يؤثر على الإمدادات.

وتعد روسيا ثاني أكبر الدول المنتجة للنفط الخام في العالم بعد السعودية، وتمد أوروبا بنحو ثُلث احتياجاتها.

وقالت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، إن خطوة تحديد سقف لسعر النفط ستزيد من القيود المالية على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وسوف "تحد من الإيرادات التي يستخدمها لتمويل غزوه الوحشي" مع تجنب اضطراب الإمدادات العالمية.

وعلى الرغم من ذلك وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خطوة تحديد سقف للسعر بأنها "موقف ضعيف" وليست "خطيرة" بما يكفي لإلحاق ضرر بالاقتصاد الروسي.

وقالت روسيا إنها لن تقبل فرض حد أقصى للأسعار وهددت بوقف تصدير النفط للدول التي ستتبنى هذه الإجراءات.

وسوف أيضا يُطبق حظر على مستوى الاتحاد الأوروبي على استيراد النفط الخام الروسي عن طريق البحر يوم الاثنين.

وعلى الرغم من أن روسيا ستتأثر حتما بالإجراءات، إلا أن الضربة ستخف حدتها جزئيا باتجاه موسكو نحو بيع نفطها إلى أسواق أخرى مثل الهند والصين، اللتين تعدان حاليا أكبر مشترٍ منفرد للنفط الخام الروسي.