محمد عبد الرحمن من القاهرة: يقيم مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية في القترة من 19 يناير الجاري حتى 14 فبراير 2005 معرضاً هاماً للفنان المصري الراحل سمير رافع، يضم المعرض ـ الذي يأتي بمناسبة الذكرى الثانية لرحيله ـ أكثر من خمسمائة عمل إبداعي للفنان تمثل سنوات إبداعه الممتدة ومراحله الفنية المختلفة التي شكلت انتصاراً للهوية المصرية والعربية والشرقية وإثباتاً للحضور القوي للفن المصري بعناصره الشعبية والتراثية في أكبر المحافل العالمية.
الفنان سمير رافع هو أحد النابغين من الجيل التشكيلي الثاني الرائد في مصر والعالم العربي، وقد حظي بشهرة عالمية لإقامته في باريس لمدة نصف قرن بعد أن هاجر من مصر، كما تعرف إلى كبار الفنانين العالميين وعلى رأسهم بابلو بيكاسو. وقد عاش رافع ـ الذي توفي في (فبراير 2004 )عن عمر يناهز ثمانين عاماً ـ في باريس سنوات الإبداع والاغتراب والحلم التي جعلته أحد الفنانين العالميين المعروفين. وكان قد بدأ الرسم في الثلاثينات والأربعينيات من القرن الماضي في مصر بين رفقاء جيله من الفنانين المميزين أمثال عبد الهادي الجزار وحسين بيكار وحامد سعيد وغيرهم، وفي عام 1938 فازت لوحته laquo;القواقعraquo; بجائزة صالون القاهرة، والتفت إليه النقاد والفنانون كشاب متحمس يريد تحقيق طموحات واسعة في الحركة التشكيلية المصرية والعربية قبل أن يهاجر إلى باريس في عام 1954. ومن أسرار عبقرية الفنان سمير رافع، ابتعاده في كثير من رسومه عن الشكل الظاهري وعن أن يرسم أشياء لامعة براقة، حيث انطلق مباشرة إلى تصوير أعماق الأشياء والبحث في الجوهر وفي باطن نفسه، وحرص على أن يكتب بالرسم تاريخه وأن يحدد معالمه الوجدانية المميزة، وذلك مع الاستعانة بخيال شبه سريالي دخل به سمير رافع إلى منظومة المجددين ليكون أول الرمزيين المصريين الذين حققوا ذلك. وقد عبر سمير رافع فنياً عن أكثر من مدرسة تشكيلية خلال رحلته الإبداعية، منها الواقعية والتأثيرية والسريالية والرمزية والتجريدية وغيرها، كما استطاع أن يمزج بين فلسفة الحياة الاجتماعية وفلسفة جماليات بناء العمل.
- آخر تحديث :
التعليقات