بشير البحراني: صدر عن دار العلوم ببيروت كتاباً جديداً بعنوان: (موسوعة القصص والحكايات.. تجارب وحوارات يرويها الإمام الشيرازي)، من تأليف: بشير البحراني وأزهار المرزوق.الكتاب يضم في (612) صفحة من القطع الكبير (460) عنواناً؛ يحتوي بعضها على أكثر من قصة أو حكاية أو حوار، قام المؤلفان بانتقائها من (149) كتاباً من أصل (379) كتاباً تم الإطلاع عليها وقراءتها من مؤلفات الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي.ولم يتم ترتيب الكتاب على أساس الموضوع، وإنما على أساس الترتيب الهجائي للعناوين، وذلك بهدف أن يُقرأ الكتاب من أوله إلى آخره فلا يمل القارئ بسبب تكرار القصص من ناحية الموضوع الواحد، ولأن القصة الواحدة -في العادة- تتناول أكثر من موضوع مما يصعب تضييق أفكارها في موضوع واحد فحسب. ولذلك سعى المؤلفان في الأخير إلى وضع فهرساً بالأعلام والموضوعات يقوم بذات مهمة الترتيب الموضوعي وأكثر، إلى جانب فهرس هجائي بعناوين القصص والحكايات.
وبطبيعة الحال فإن الكتاب يهدف إلى خدمة الباحثين والخطباء والكتَّاب في الاستشهاد ببعض القصص والتجارب، ويقدم جرعة من المعرفة المتنوعة عن طريق المتعة في القراءة، كما يلقي الضوء على استخدام القصة في أسلوب الإمام الشيرازي.
قدَّم للكتاب الأستاذ حسن آل حمادة بدراسة عن (القصة في فكر الإمام الشيرازي).. وضمن حديثه عن الكتاب يقول: quot;عندما نقرأ النتاج الضخم والنوعي للإمام الشيرازي نهتدي إلى أنه قد فتح منافذ وعيه من أجل إتاحة الفرصة لكي تهب عليه الرياح المبُشِرّة بالكلمة والفكرة الطيبة؛ والتي عمل ما بوسعه لتلَّقيِّها، ومن ثم معالجتها؛ ليخرجها لنا -بدوره- في مئات الكتب والمجلدات والكرَّاسات؛ التي كتبت له الخلود، حتى حسبه البعض لا يزال يعيش بيننا بجسده الترابي؛ لكثرة ما يصدر له من نتاجٍ، بينما هو يرقد بين الأخيار في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر! وكرأي شخصي غير مُلزِم لأحدٍ، أقولها بضرس قاطع: إنني أحسب الإمام الشيرازي حياً؛ فيما الكثير من الناس يعيشون بيننا وهم موتى!!
ولعلَّ هذه الموسوعة القصصية التي ترقد بين أيدينا، بفضل جهد الزوجين الكريمين الأخ العزيز بشير البحراني وزوجته الفاضلة أزهار المرزوق، تعكس ملمحاً بسيطاً من إشراقات الإمام الشيرازي المتجددَّة التي ما زالت تنير الطريق بالنور والضياء، لمن أراد السير للوصول لشاطئ السعادة والسلام.
أودُّ الإشارة إلى أنني استمتعت واستفدت كثيراً؛ بقراءاتي لهذه المجموعة الكبيرة من القصص والحكايات التي تضّمنها هذا العمل الرائع، فوجدت فيها: معرفة ومتعة!quot;.