الوقت - ناصر زين:
أعلن رئيس الأوقاف السنية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة بدء التحقيق مع النائب الشيخ جاسم السعيدي بشأن ما جاء في خطبته التي ألقاها عقب صلاة الجمعة الأخيرة بجامع سبيكة النصف بمدينة عيسى، مشيراً إلى ''اتصال الأوقاف بالشيخ السعيدي وطلبت منه نص الخطبة''، فيما أوضح السعيدي في تصريح لـ ''الوقت'' أنه قصد بكلمة (الروافض) في خطبته ''كل من يسب أبا بكر الصديق، وعمر ابن الخطاب، وعثمان بن عفان، ويتعرض لأمهات المؤمنين''، وفق ما قال.
وأوضح رئيس الأوقاف السنية في تصريح لـ (الوقت) أن ''الأوقاف لا زالت في إطار التحقيق، والإطلاع على نص الخطبة، وما ورد فيها، ومعرفة قصد الشيخ السعيدي في الأمور التي جاءت في خطبته''، مشدداً على أن ''كل خطيب منبر، وإمام صلاة مسؤول عن كلامه أمام الأوقاف''.
وعما إذا كانت الأوقاف، ستتخذ إجراءات في حق السعيدي، فيما لوثبت أنه تعرض إلى أمور لا ينبغي التطرق لها كخطيب منبر وإمام مسجد، قال رئيس الأوقاف ''لا نريد أن نستبق الأمور قبل التأكد من خطبة الشيخ السعيدي، وما ورد فيها، ولا زلنا في إطار التحقيق، ولنا طريقتنا في ذلك''.
وبشأن تمتع السعيدي بحصانة برلمانية، ومدى تعارض تلك الإجراءات'' لو حدثت'' مع الحصانة، قال رئيس الأوقاف ''هناك عدة أمور يمكن اتخاذها في هذا الإطار، إذا قررت إدارة الأوقاف إجراءات معينة بحق السعيدي، منها (التنبيه) أو (الأمر بالوقف عن الخطابة)، وهذه الأمور لا تتدخل فيها الحصانة البرلمانية''. وختم رئيس الأوقاف بالقول ''لا نريد أن نستبق الأمور قبل التأكد مما ورد في خطبة الشيخ السعيدي في الصحف، فالشيخ السعيدي له احترامه ومواقفه المعروف بها، ولا زلنا نحقق في الموضوع''.
السعيدي: سأنصاع لكل ما تتخذه الأوقاف
علق السعيدي بشأن التحقيق معه من قبل إدارة الأوقاف السنية بخصوص خطبته الأخيرة بالقول ''من حق إدارة الأوقاف أن تستدعي أي خطيب كان، إذا خرج في خطبه عن نصوص الدستور وقوانين الدولة''.
وأضاف ''يجب أن ينظروا في هذا الإطار بعينين ويسمعوا بأذنين، فليس للسعيدي فقط، وإنما على الجميع، وهذا الأمر طبيعي، ومن مسؤوليات ووظيفة إدارة الأوقاف''، نافيا أن يكون قد قصد في خطبته الأخيرة الطائفة الشيعية، أو تعرض لها ''على من يدّعي ذلك، الإتيان بنص واحد من الخطبة، يؤكد ذلك''.
وفيما لو اتخذت إدارة الأوقاف السنية، إجراءات في حقه، سواء عبر إعطائه (تنبيهاً) أو (الإيقاف عن الخطابة)، قال السعيدي ''لو حصل ذلك، سأُسلم بكل ما تتخذه إدارة الأوقاف من إجراءات، لأني مع القانون، سواء كان بإعطائي إنذاراً أو حتى إيقافي عن الخطابة''.
وأضاف ''سأنصاع لكل أمر أو إجراء تتخذه إدارة الأوقاف، فإذا رأوا أني مدان، فليتخذوا ما يرونه مناسباً، وإذا كان غير ذلك، فلهم أيضاً ما يريدون وما يقتضيه القانون، والأمر متروك في النهاية لما ستخرج به إدارة الأوقاف من نتائج في تحقيقها بهذا الشأن''.
المعاودة:لا نريد أن نكون سبابين وشتامين
رفض عضو كتلة الأصالة النائب عادل المعاودة، ما تطرق إليه السعيدي في خطبته الأخيرة، وقال ''نرفض هذا الكلام، وليس أنا فقط، بل لو تسأل أي شخص في الشارع السني ستجده رافضا هذا الكلام وهذا أمر بديهي''.
وقال المعاودة ''لا نريد أن نكون سبابين وشتامين، بل أن من يكفرنا لا يجب أن نكفره، فليس كل من خرج وتعدى علينا وسب وشتم سادتنا ورموزنا في الدين نكفره، أو نكفر طائفته، فالنبي محمد (ص) قال في حديث (المسلم ليس بالطعان، ولا باللعان، وبالفاحش البذيء)''.
وتابع ''لا نرد على السبابين والشتامين - وهم موجودون - بهذا الأسلوب (غير الإسلامي، وغير العقلاني)، وإنما يجب الرد بالحجة والعقل والمنطق، وهذا التصعيد والتراشق لا ينفع بشيء''.
وشدد المعاودة على أن ''هذا الكلام الذي صدر من السعيدي لا نقبله، والسعيدي أحياناً (ينفلت منه الزمام)، وقد لا يقدر الكلمة بمعناها وحجمها وحقيقتها، ولكن الذي يتصدى للشأن العام يجب أن يكون رحب الصدر ويتحلى بالحكمة''.
ورأى أن ''البلد، تحتاج إلى البناء، فلا نرد الخطأ بالخطأ، ونحن لا نريد أن يستهوينا السفهاء، ولا بد أن ندور مع الحق حيثما دار، كما قال الإمام علي (لا يعرف الحق بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق)''.
وأكد المعاودة أنه '' لا يجب أن يكون محور الوحدة الوطنية، مزاج معين، بل يجب أن تكون قائمة على التراحم والتواد بين جميع المواطنين، فكلنا في وطن واحد وسفينة واحدة''.
التعليقات