يعيش الحجاج،‮ ‬وهم‮ ‬يؤدون المناسك،‮ ‬الكثير من المظاهر التي‮ ‬جسدت روح التسامح والإخاء بين الحجيج من مختلف بقاع الأرض،‮ ‬وتجاوزت اختلافات الجنس واللون والعرق،‮ ‬وأظهرت روح التعاون والود والإيثار بين الملايين‮.‬صور كثيرة رصدتها‮ ''‬العربية.نت‮'' ‬في‮ ‬المشاعر المقدسة،‮ ‬وجاءت خير تعبير عن هذه الروح،‮ ‬حيث ترى حاجا‮ ‬يبادر بمساعدة آخر في‮ ‬حمل الحقائب،‮ ‬وثان‮ ‬يلملم أغراض حاجة ويعيدها لها وهي‮ ‬تبادر بشكره والدعوة له،‮ ‬وثالث‮ ‬يعرض على رابع أن‮ ‬يشاركه دفع عربة والده المقعد‮.‬
غير أن من أكثر ملامح التعاون في‮ ‬يوم النحر الأول هو قيام الحجاج بتقصير بعضهم شعور بعض،‮ ‬بغض النظر عن الجنسية و اللون أو العرق‮.‬
واعتبر الحجاج أن قيامهم بعمليات التقصير للآخرين من قبيل التعاون على الخير وخدمة ضيوف الرحمن التي‮ ‬يعتبرونها شرفاً‮ ‬كبيراً‮.‬
أحد الإخوة الباكستانيين وهو‮ ‬يحمل مقصه وينتظر القادمين من الحجاج‮ ‬يقول باسماً‮: ''‬أقوم بذلك مجاناً‮ ‬وخدمة لأصدقائي،‮ ‬فنحن نأتي‮ ‬في‮ ‬مجموعات،‮ ‬وبعد أن ننتهي‮ ‬نعطي‮ ‬المقص لمن‮ ‬يريد وكذلك الموسى‮''.‬
فيما‮ ‬يؤكد أحد الحجاج أن‮ ''‬القصد هو التيسير،‮ ‬والحلق هنا في‮ ‬هذه المنطقة‮ ‬يتيح لي‮ ‬العودة إلى منى من أقرب مسافة،‮ ‬وكذلك هنا إخوة لنا من كل الجنسيات وقد قمت بحلق رأس أحد الإخوة التونسيين وآخر من جنسية لا أعرفها‮''.‬
كما رصدت‮ ''‬العربية.نت‮'' ‬عدة لقاءات بين مصريين وجزائريين كانت في‮ ‬غاية المودة والحب،‮ ‬وعكست كيف أن الأمور تختلف عن ظاهرها‮.‬
هذا فيما‮ ‬يحرص معظم الحجاج على التقاط الصور التذكارية حتى في‮ ‬أكثر الأماكن ازدحاماً،‮ ‬فهم‮ ‬يلتقطون الصور لبعضهم ويصطحب أكثرهم كاميرات رقمية،‮ ‬بالإضافة لكاميرا الجوال الذي‮ ‬يحمله الجميع بطبيعة الحال‮. ‬ومن زاوية التعاون قد‮ ‬يستوقف بعض الحجاج بعضا لمساعدته في‮ ‬التقاط صوره تضمه مع جميع عائلته‮.‬
مظاهر الروح الإيمانية بين الحجاج تتجلى في‮ ‬كل لحظة،‮ ‬وتعتبر أيام النحر والتشريق أيام استقرار في‮ ‬منى تبرز فيها جوانب أخرى بديعة وهي‮ ‬أمور تؤكد بياض القلوب والمكان والإنسان‮.‬