ارتفاع عدد ضحايا سيول جدة إلى 107

إستنفرت الجهات الحكومية كل قواها بعد ورود معلومات حول تصدع وفيضان لبحيرة المسك (شمال شرق جدة) وبدأت هذه الجهات في إخلاء المستشفيات والمناطق القريبة وخصوصًا أحياء بريمان والصفاء، وبحسب مصادر إيلاف فإن الدفاع المدني بعد أن أطلق تحذيرًا من احتمال فيضان البحيرة، عاد وطلب إخلاء المناطق القريبة من البحيرة.

وذكرت مصادر مطلعة لـ quot;إيلافquot; وجود تصدعات متفرقة في جدران بحيرة المسك في مدينة جدة، وهو ما أدى إلى تسرّب مياة البحيرة بإتجاه الاحياء الشرقية في مدينة جدة، فيما أكد شهود عيان بأن سكان تلك الأحياء قد بدأوا في النزوح تجاه الأحياء الآمنة وإلى المناطق البعيدة عن بحيرة المسك، فيما ذكرت مصادر أخرى لـquot;إيلافquot; بأن السلطات السعودية قد بدأت في إخلاء المستشفيات والمراكز الطبية القريبة.

وذكر شهود عيان بأن هناك أكثر من ستين سيارة تخص مواطنين تقف الآن أمام الدفاع المدني في الأجواد يحاولون التثبت من الخبر بشكل قاطع. فيما تشير الأنباء إلى أن انفجار قد حدث بالفعل في أجزاء من بحيرة quot;المسكquot;، هذا وقد تم إخلاء لـِ أحياء شرق المحافظة من السكان، خاصة حي السامر وحي التوفيق. وبانهيار البحيرة تتضاعف المسؤولية وتشكل خطرًا آخر لا يقل عن خطر فيضانات جدة، في حين تشير آخر الأنباء إلى إرتفاع عدد الوفيات إلى 107قتيلاً جراء الفيضانات الأخيرة .

وتقع هذه البحيرة المحمية بسدود ترابية على شرق الخط السريع، ويبلغ عدد السيارات التي تفرغ حمولتها يوميًا أكثر من 1400 ناقلة على مدار 24 ساعة يوميًا، وتقدر كمية المياه الملوثة والمحتجزة بالبحيرة بنحو 19 مليون متر مكعب، كما تصل أبعاد السد الترابي القائم بالبحيرة 1300م طولاً و 18م عرضًا، وبارتفاع 10 أمتار. إضافة إلى أن عمق المياه بالبحيرة يصل في بعض مناطق البحيرة إلى أكثر من 10امتار وتمتد البحيرة على مد البصر في بطن تجمعأودية عدّة بين الجبال وبطول يمتد إلى أكثر من 4 كيلو مترات وعرض أكثر من 1.7 كيلومتر.

وتشكل البحيرة خطرًا كبيرًا فيما لو انهار السد وقد تزيد الخسائر البشرية والمادية التي تأثرت بها جدة منذ هطول الأمطار نهاية الاسبوع الماضي، وعلى الرغم من طمأنة وكيل أمين مدينة جدة هاني أبوراس في وقت سابق بأن فيضان البحيرة أمر طبيعي بسبب زيادة منسوب الماء والأمطار ومجاري الصرف الصحي، إلا أن التحركات على الأرض توحي بأن سد البحيرة قد لا يستطيع التحمل.

وقالت مصادر quot;إيلافquot; ان أمانة جدة اتخذت خطتين عاجلتين، الأولى تقضي بمعالجة الأمر ميدانيًا من مختلف الجهات وسرعة عودة المواطنين لمنازلهم المتضررة والثانية في حال استمر المطر وتقضي بإنشاء مناطق إيواء مؤقتة ريثما تستقر الأجواء. في حين قالت مصادر صحافية ان مستشفيات (العزيزية، العيون، قويزه) تم إخلاؤها بعد توجيهات عاجلة من الدفاع المدني، فيما وصفت وزارة الصحة هذا الإجراء بأنه احترازي فقط ولا يعني أن تأكيدات بحدوث انهيار للسد سيحدث.

وكان أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل تعجل في الحج وذهب في جولة سريعة على أحياء جدة المتضررة، ووقف على مدى الأضرار والخطط المفترضة لمعالجة الأزمة.

وارتفع عدد القتلى في سيول جدة إلى 107 بحسب آخر بيانات الدفاع المدني السعودي وقال المتحدث الرسمي بمديرية الدفاع المدني النقيب عبد الله العمري إن اعداد المتوفين من جراء الأمطار التي هطلت على مدينة جدة وصل إلى 107متوفين بزيادة اثنين عن يوم أمس، وأضاف إن لجان الدفاع المدني قامت أمس بحصر أضرار المنازل والسيارات والممتلكات والتسكين واستكمال عملها مع بعض الملاحظات التي أكدها عدد من المواطنين تتلخص في عدم وجود استمارات ونماذج للتعبئة مع التأخير في تسليم أوراق التعميد للشقق المفروشة.

وأكد العمري أن فرق الإنقاذ في الدفاع المدني لازالت تقوم بعملها في انتشال الجثث من الأحياء بمساعدة من ldquo;الفزيعةrdquo; الذين قاموا بمساعدة رجال الإنقاذ. وقال العمري إن لجنة تسكين المتضررين من سيول جدة تمكنت من ايواء 2186 في شقق مفروشة بمحافظة جدة، مشيرًا إلى أن هذا العدد في ازدياد مستمر.