في افتتاح ملتقى المدربين المعتمدين لنشر ثقافة الحوار:
د. عبد العزيز خوجة: نسعى لإنشاء قناة عن الحوار والتركيز على نشر ثقافته

الرياض : عبدالله السمطي : افتتح صباح اليوم السبت ملتقى المدربين المعتمدين لنشر ثقافة الحوار، برعاية الملك عبدالله بن عبد العزيز، والذي يعقد بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض. وفي الجلسة الأولى التي خصصت للقاء وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة تناول الوزير دور ثقافة الحوار في تحقيق ثقافة التسامح والاعتدال، واحترام الرأي والرأي الآخر ، مشيدا في البدء بتجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في نشر ثقافة الحوار في المجتمع السعودي.

وقد أكد الدكتور عبدالعزيز خوجة على أن الوزارة في سبيل تطوير برامجها في مختلف القنوات والوزارة تستعين في ذلك بعدد من الخبراء في الثقافة والإعلام والبرامج التليفزيونية ، خاصة وأن الإعلام السعودي عليه واجبات كبيرة لأنه يعبر عن هذه البلاد التي تحتضن الأماكن المقدسة التي تهوي إليها أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

كما ألمح خوجة إلى أن الوزارة ستسعى إلى الحصول على موافقة المقام السامي لإنشاء قناة عن الحوار، تخصص لبرامج نشر ثقافة الحوار في المجتمع السعودي.

وفي معرض إجاباته عن المداخلات الكثيرة التي طرحها المشاركون والمشاركات في الملتقى أكد وزير الثقافة والإعلام على أن توجهات الوزارة في المرحلة المقبلة سوف تركز على برامج نشر ثقافة الحو ار ، وسيكون هناك إعلام جديد محترم يتفاعل مع مجتمعنا بكل اقتدار ، ومنطلقه ديننا وصحافتنا الإسلامية.

من جهته، أكد المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ على أهمية الحوار ودوره في تحقيق التعاضد والتعاون بين أبناء المجتمع ، ورأى أن المحاور لابد له أن يساهم في بناء مجتمعه بكل ما أتيح له من قوة فكرية وجسدية لتقوية المجتمع لا لتدميره.

وتحدث في جلسته الافتتاحية كل من رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين، ونائب وزير التربية والتعليم أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر ، الذي استهل حفل الافتتاح بكلمة أوضح فيها دور المركز في التدريب على الحوار.

وقد بدأ ابن معمر كلمته بتوجيه الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز راعي الحوار ، الذي quot; حصد من الألقاب أحسنها، ومن المكانة أسماها، وانطلق بدعوته للحوار بين أتباع من هذه الأرض الطيبة المملكة العربية السعودية quot; . وأشار ابن معمر إلى حرص خادم الحرمين الشريفين على أني يتكاتف جميع المثقفين وكتاب وأهل الفكر والإعلاميين لنشر ثقافة الحوار ، والاحتفاء بها كقيمة نبيلة مستنيرة، ترفض التصنيفات الفكرية بين أبناء الوطن ولا تفرق بين مواطن وآخر ، فالجميع معنيون بقضايا الوطن والجميع أبناء وطن واحدquot; .

وأوضح ابن معمر أن هذا الملتقى يكتسب أهمية خاصة، فهو الأول على هذا المستوى من الرعاية والحضور والأهمية الذي يهدف إلى التدريب العملي على الحوار بمشاركة نخبة من خيرة المدربين... وهو يسلط الضوء على أهمية الحوار في رقي المجتمعات، وبحث سبل نشر ثقافة مبدأ الخلاف والتعايش ، وتعزيز التواصل بين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والمجتمع وتطوير برامجه التدريبية بمشاركة نخبة من العلماء وخبراء الفكر والثقافةquot;.

وتطرق ابن معمر في كلمته إلى مشروعات المركز وبرامجه التي انطلقت مع مسيرة المركز منذ خمس سنوات ومن أبرزها : برامج التدريب على الحوار الذي درب أكثر من 1200 مدرب ومدربة، واستفاد من التدريب أكثر من 150 ألف مواطن ومواطنة، ومشروع quot; الحوار الأسريquot; الذي يهدف إلى الوصول بالحوار إلى كل منزل، وكل أسرة، ومشروع:quot; الشراكة المجتمعيةquot; الذي يتبناه المركز مع مؤسسات المجتمع المدني والرسمي على السواء، والذي يعنى بإشراك شرائح المجتمع المحلي في آلية تنفيذ مشاريع الحوار وإدارتهاquot; . كما تطرق إلى مشروعquot; سفيرquot; الذي يعنى بتحقيق التواصل بين الشعوب من خلال تفهم الثقافات الأخرى وتقبلها، والعمل على تعزيز المبادىء المشتركة، واحترام ثقافات الأفراد وحضارات الشعوب. واختتم ابن معمر كلمته بتوجيه الشكر لجميع المشاركين والمشاركات في الملتقى.

الحوار الناجح الصالح:

بعد ذلك تحدث رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين موجها الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين على رعايته للحوار، مشيرا إلى أن نجاح مشروعه الإصلاحي العظيم ارتبط بإطلاقه للحوار الوطني الذي حرص على أن ينشر في المجتمع السعودي ، ومن هنا تم إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي لم يهتم بإيجاد الحوار الناجح فقط بل الناجح الصالح النافع في المجتمع.

وأكد الشيخ الحصين على أن الحوار الوطني السعودي يتعلق بالمجال القيمي والأخلاقي في مجتمعنا الإسلامي. ولفت الشيخ الحصين إلى أن غاية المركز تتمثل في تطوير الحوار في المجتمع، ومن أهم هذه الوسائل التدريب على الحوار، وقد عني المركز بالتدريب على ثقافة الحوار، واستفاد من هذا التدريب أكثر من 150 ألف مواطن ومواطنة.

ودعا الشيخ الحصين إلى الاستفادة من كتاب الله والأحاديث النبوية في التعرف على المساحات الواسعة من الحوار وضوابط الحوار الموجودة في الكتاب والسنة.

وقد تم عرض فيلم وثائقي عن تجربة التدريب في المركز، كما تم توزيع نشرة:quot; الحوار الوطني quot; التي تصدر يوميا مواكبة للملتقى على المشاركين والمشاركات في الملتقى.