أحمدعبدالمنعم :لم تكن الفنانة المصرية سعاد نصر التي ترقد حاليا في حالة أقرب الى الموت منها الى الحياة الضحية الأولى لمراكز التجميل التي انتشرت بصورة مخيفة في مصر ولكنها بالطبع الضحية الأشهر ما أعطى القضية زخما اضافيا لتقف مراكز التجميل في مرمى نيران وسائل الاعلام وجهات أهلية وحكومية وصفت تلك المراكز بـquot;مراكز الموت quot;.
فقد شهدت الاونة الاخيرة اقبالاً كبيراً علي عمليات التجميل ما بين الرجال والنساء والتي كانت بمثابة كلمة النهاية للبعض أو الفشل فى أفضل الأحوال .وتشير احصائيات اطباء التجميل بأن هوس الجمال اجتاح فئات المجتمع المصري للحد الذي قد يجعلها جراحة مصر الاولى قريبا اذ يقوم بعض الاطباء الذين يزيد عددهم عن 250 طبيباً من اعضاء الجمعية المصرية لجراحي التجميل بإجراء ما لا يقل عن 150 جراحة للواحد منهم سنوياً، اي ان مجمل العمليات لا يقل عن 40 الف سنويا.

وتحتل جراحة تصغير ثدي المرأة نسبة 50% منها بينما يأتي تجميل الانف عند الرجال في المرتبة الثانية بنسبة 30% وتجاوزت نسبة الفشل في هذه العمليات 60%, اما عن تكلفتها فتتراوح ما بين 300 الي 3 الاف جنيها( 450دولارا) بإستثناء جراحات شد الوجه والعنق وشفط الدهون التي مازالت من نصيب الاثرياء .
ومن بين ضحايا جراحات التجميل حالة مروة وهي واحدة من بين مئات الحالات التي كانت ضحية لأحد مراكز التجميل الشهيرة بالقاهرة.هذه الفتاة التي لم تكمل بعد عامها العشرين أرادت ان تحصل علي شفاه مليئة مثل شفاه ليلي علوي او نانسي عجرم بدلاً من شفاهها الرفيعة وفي احد المراكز حقنت مسؤولة التجميلفي بالمركز شفاهها بمادة لا تعرف طبيعتها ثم انهت العملية بتحديد الشفه بـlaquo;التاتوraquo; لتبدو كنجوم السينما. وتعترف مروة بان شكل شفتيها كان رائعاً وهي في المركز، لكن ما ان وصلت الي منزلها حتي شعرت بآلام حادة في وجهها وإحمراراً في شفتيها التي اصيبت بإلتهاب مما سبب لها الاماً لم تستطع التخلص منها. وعندما عادت الي مركز التجميل رفضت مديرة المركز استقبالها بحجة ان مهمتهم انتهت بخروجها من عندهم فذهبت مروة الى قسم الشرطة وحررت محضراً ضد المركز وانتهت القصة بمحضر تم حفظه داخل القسم!!

اسامة ضحية أخرى من ضحايا نصب مراكز التجميل quot; كنت متزوج من سيدة بدينة بعض الشيء حاولت المستحيل لانقاص وزنها دون جدوى. وفي أحد الايام قرأت اعلاناً عن عمليات laquo;شفط الدهونraquo; وان نجاحها يقترب من نسبة الـ 100% لم اتردد وقمت بالاتصال بالمركز وتم تحديد موعد لإجراء العملية وبعد نصف ساعة من دخولها غرفة الجراحة خرج الطبيب واخبرني ان زوجتي في حالة صحية جيدة وطلب مني نقلها الي مستشفي القصر العيني وهناك فوجئت بالاطباء يخبروني بأن زوجتي ماتت قبل وصولها اليهم بسبب جرعة laquo;المخدرraquo;. اتصلت بالطبيب فوجدت هاتفه خارج الخدمة وفي النهاية اكتشفت انه كان قد تم ايقاف نشاط هذه المستشفى فقمت بتحرير محضر ضد هذا الطبيب الذي حكم عليه بالسجن لمدة عام وغرامة2001 جنيه علي سبيل التعويض المؤقت لكن هل تكفي هذه السنة لإعادة الزوجة؟!
وتكمن المأساه الحقيقية داخل مراكز التجميل المشبوهة قيام العاملات في تلك المراكز بحقن الزبائن من دون ان يكون لديهن خبره كافية مع العلم انها قد تسبب الشلل في الوجه وهو ما حدث مع احدى السيدات التي اعطيت حقنةlaquo; بوتوكسraquo; لشد جفونها وهي عبارة عن مادة سامة تحقن في اماكن معينة بالوجه لإزالة التجاعيد او الخطوط المحيطة بالفم والعينين. ففوجئت السيدة عندما خرجت من غرفة العمليات بشفتين غير متباعدتين مما سبب لها مشاكل عديدة في الحديث وتناول الطعام فقامت برفع دعوى قضائية امام احدى محاكم جنوب القاهرة لم يتم الفصل فيها حتى الان.
أيا كان مصير الفنانة سعاد نصر التى ترقد فى غرفة العناية المركزة حاليا , ستظل مراكز التجميل فى مرمى النيران لفترة من الوقت تطول أو تقصر ثم ما تلبث أن تعود الأمور الى طبيعتها .. نساء ورجال يلهثون وراء الجمال حتى وان كان الثمن هو الانتحار على أسواره.