رزق علي من غزة:
على قدم وساق كانت الشبيبة الفتحاوية الذراع الشبابي لحركة فتح، تعد العدة لاقامة احتفالها في الجامعة الاسلامية بمدينة غزة، احتفالا بذكر رحيل ياسر عرفات الثانية، قائد حركة فتح والذي قضى قبل عامين، بعد تعرضه لعملية تسمم أكدتها مصادر طبية فلسطينية وعربية. ويأتي هذا الاحتفال في اطار سلسلة من الفعاليات تقيمها الحركة الطلابية في جامعات قطاع غزة والضفة الغربية.
ويسيطر مؤيدو حركة حماس على مقاعد مجلس الطلاب التمثيلي في الجامعة الاسلامية،بينما لم تحقق ذراع فتح الطلابية نسبة جاوزت 10 بالمائة من أصوات الطلاب التي جرت مطالع العام الحالي.في اشارة لبقاء الكتلة الاسلامية ذراع حماس الطلابية مسيطرة على مجلس الطلاب لاكثر من عشرين عاما خلت، وهو ما شكل ساحة دائمة للخلاف والنزاع بين الفصيلين الاكبر في الساحة الفلسطينية .
و كما جرت العادة فقد جاء الاحتفال في ظل اجواء شديدة الاحتقان والتوتر ، خاصة بعدما انعكست العلاقة السياسية المتوترة في بعض الاحيان بين المنظمتين الاكثر تواجدا في الساحة الفلسطينية quot;حماس و فتحquot;، واللتان تمتلكان رصيدا زاخرا من جمهور الشباب الفلسطيني والذي يلجأ نتيجة الضغوط التي يعيشها الى ترجمة غضبه وتشنجاته الى ممارسات فعلية تنتهي بمواجهات دائمة بين كلا الفريقيين.
فقد اتهم مؤيدو حركة فتح أفرادا من الكتلة الاسلامية بتمزيق صور ولافتات للرئيس الفلسطيني الراحل داخل حرم الجامعة الاسلامية ، ما ادى الى تزايد وتيرة الامور الى حد تراشق الاتهامات لكلا الطرفين بالعمل على زعزعة الامور ودفع الامور الى المواجهة.
من جانبها نفت الجامعة الاسلامية في بيان لها، حدوث عملية تمزيق لصور الرئيس عرفات، فيما اكدت الشبيبة أن الجامعة قامت بمنعها من اقامة المهرجان داخل الجامعة.وغالبا ما تكون ساحة الجامعة الاسلامية على وجه الخصوص وجامعات قطاع غزة ساحة، للعراك السياسي ، وتبادل الاتهامات.
ففي وقت سابق من هذا العام اشتبك طلبة من الشبيبة الفتحاوية والكتلة الاسلامية بالايدي حتى وصل الى حد استخدام القنابل اليدوية والاسلحةو الرشاشة الخفيفة، ما نجم عنه خسائر مادية جسيمة لحقت بمباني الجامعة الاسلامية الحديثة ، وجامعة الازهر التي تسيطر عليها حركة فتح ، من قبل عناصر من الشبيبة الفتحاوية، ما حدا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة اسماعيل هنية الى التدخل لوقف المواجهة وضبط كلا الفريقين.
بينما تعالت دعوات من قبل قيادات في حركتي حماس وفتح ، للطلبة بضرورة عدم استخدام العنف في الاعتراض والاحتجاج والمظاهرات.
والخاسر الاكيد في هذه المعادلة هو الطالب الفلسطيني، حيث يعقب خلافات حركتي حماس وفتح داخل اروقة الجامعات، لتعطيل كافة اعمال الجامعات، ولتعليق الطلاب الدراسة ،الامر الذي ينتج عنه تاثيرات سلبية على سير العام الدراسي، نظرا لكثرة حوادث تعليق الدراسة، وتعطيل العمل بالجامعات.
وهو ما تعرضت له جامعة الازهر خلال مسيرة العام الماضي حينما تعطلت الدراسة لاكثر من شهرين نتيجة مشاكل داخل الجامعة،بين طلبة الشبيبة الفتحاوية ذاتها، والتي تتنافس للسيطرة عليها اقطاب القوة في حركة فتح وجعلها محل نزاع قوي.
التعليقات