ربيع ديركي : إنها الألفية الثالثة، ألفية الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ونشر العدالة والمساواة على امتداد أرض النفط على ظهر دبابات وبوارج وطائرات شرطي العالم الجديد التي لا تخطئ أهدافها في قصف الملاجئ و المستشفيات ، وملاحقة الابرياء أينما ذهبوا تحت ذريعة ملاحقة quot; الارهاب quot; ووهم quot;تحريرquot; دول من أنظمة حكم دموية دكتاتورية.
إنها ،أيضا ، ألفية حق الابن الوحيد لشرطي العالم الجديد الاحتلال العنصري الاسرائيلي بإبادة شعب بكامله بذريعة الدفاع عن نفسه . واليوم ، في ملكوت شعارات الالفية الثالثة ، طالعتنا وزيرة خارجية شرطي العالم الجديد ، إثر أسر جنديين اسرائيليين في لبنان ، بموقف يترجم ، عمليا ، شعاراته التي نشر اريجها على ربوع العراق بمنطق quot; الديمقراطية العسكرية quot;، وهو حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها .
وبحسب منطق quot; الديمقراطية العسكرية quot; التي تحكم العالم يحق للاحتلال الاسرائيلي الدفاع عن نفسه ضد المحتلة أرضه ضد من يهجر ويقتل يوميا ، وأي عمل يقوم به المحتلة أرضه لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي العنصري عمل إرهابي إذاك يجوز ممارسة سياسة الارض المحروقة من تدمير الجسور الى قصف المباني السكنية وقتل الابرياء مرورا بالحصار البري والبحري والجوي ، أما من يفكر ، مجرد التفكير، ادانةالممارسات العنصرية للاحتلال الاسرائيلي في فلسطين ولبنان يوضع في خانة quot; الارهاب quot; ، وإن بادر ، خجلا ، صندوق شكاوى/ مجلس الأمن الى إصدار قرار ، شكلي ، لادانة دموية الآلة العسكرية الاسرائيلية العنصرية فحق الفيتو جاهز في quot; جيبة quot; شرطي العالم الجديد عندها تلغى ارادة أكثر من ثلث العالم وتغتصب العدالة باسم الشرعية الدولية ويطلق العنان لتمادي آلة الحرب الاسرائيلية بالقتل وإرتكاب المجازر بحق الابرياء .
... والحال ، ليس مستغربا ما يمارسه شرطي العالم الجديد من دعم لا محدود، سياسيا وعسكريا وماديا ، للاحتلال الاسرائيلي ولجرائمه ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني ، وفي الوقت نفسه ليس مستغربا موقف الأنظمة العربية الحاكمة المعروف منذ احتلال فلسطين والذي مازال يزداد ، يوما بعد يوم ، صمتا. أنظمة عربية لا هم لها سوى البقاء على عروشها الخاوية القائمة على كرامة شعوبها . أنظمة عربية إما مستسلمة منبطحة مستعدة لتقديم كرامتها في سبيل البقاء على رأس عروشها الخاوية ؛ وإما أنظمة تلبس قناع مواجهة ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي وجيوشها الجرارة اسلحتها quot; جنزرت quot; من عدم استخدامها لتحرير أراضيها التي تحتلها اسرائيل ، الا ان اسلحة جيوشها quot; العرمرمية quot; في كامل الجهوزية والاستعداد لقمع واهانة شعوبها .
ما تقدم ليس مستغربا ولا يحمل أي جديد لأننا نعيشه يوميا منذ احتلال فلسطين والى اليوم، ولكن الاستغراب كل الاستغراب أن الشعوب العربية من المحيط الى الخليج التي لسان حالها التوق لتحرير فلسطين والعراق وحق الشعب اللبناني بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي لا تحرك ساكنا ضد مواقف انظمتها الحاكمة بل تعيد انتخابها وتصفق لها من الآب الى الابن . ترى الى متى سوف تبقى الشعوب العربية خاضعة خانعة راضية بذل حكم الأنظمة العربية التي باعت فلسطين وشعبها لقاء البقاء أو الوصول الى العروش ... وما رف لها جفن وهي تترك لبنان ، شعبا ومقاومة ، يلاقي مصيره وحيدا في مواجهة الاعتداء الاسرائيلي معطية اياه الضوء الأخضر للاستمرار بالعدوان وتدمير لبنان تحت حجة ان المقاومة اقدمت على عمل وعليها تحمل مسؤولية ما قامت به . الى متى سوف تبقى الشعوب العربية ممعنة في صمتها ، والشعب الفلسطيني يقتل ولبنان يدمرويحرق وتتقطع اوصاله ... لا لشيء الا لأن المقاومة فيه قررت كسر صمت الانظمة العربية ... ومع الأسف يبدو أنها ، ايضا ، قررت كسر ذل صمت الشعوب العربية ...
أيتها الشعوب العربية :
سئمنا المظاهرات الفلكلورية وترديد شعارات وهتافات واهية هشة هي صورة طبق الأصل عن مواقف أنظمتها الحاكمة ... سئمنا الهروب من ممارسة أي فعل والطلب من الأنظمة الحاكمة تحمل مسؤولياتها في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أنها أنظمة جل ما تستطيع القيام به ، في أحسن الأحوال، الاستنكار والادانة فقط وفقط لا غير على قاعدة انها قدمت قسطها للعلا .
أيتها الشعوب العربية :
المجد والخلود للأنظمة العربية الحاكمة التي أتحفتنا بعقد إجتماع لوزراء خارجيتها بسبب الاعتداء الاسرائيلي العنصري على لبنان معلنة صراحة انها لاتستطيع مساعدة لبنان الا بالبيانات والاستنكارات الخجولة وتحميل غيرها المسؤولية للهرب من تحمل مسؤولياتها ، فأثبتت بذلك انها أنظمة عاجزة .
والخزي والهوان للشعوب العربية قبلت بهكذا حكام والتي انطبق عليها قولquot; كما تكونوا يولى عليكمquot;. . .
التعليقات