رييع ديركي : ... وفي ملجأ الدفاع عن حقوق الانسان وحماية الشعوب من الحروب وآلتها التي لا تميز بين الحجر والبشر قصف الملجأ بعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار لوقف إطلاق النار في لبنان ، مما شرعن إمعان آلة الحرب الاسرائيلية العدوانية بتدمير لبنان وتهجير وقتل شعبه بغطاء لا محدود من إمبراطور العالم الجديد الذي وصل به الأمر الى حد مطالعتنا بنظرية quot;أخلاقيةquot; جديدة إبتدعها ممثله في الأمم المتحدة السيد جون بولتون بقوله : quot; لا يجوز المساواة اخلاقيا بين سقوط الضحايا المدنية نتيجة الغارات الاسرائيلية في لبنان وقتل المدنيين في اسرائيل في أعمال إرهابية خبيثة quot; . إنتهى نص نظرية الألفية الثالثة quot;الأخلاقيةquot; .
هذه سياسة الألفية الثالثة وهذه ديمقراطيتها الموعودة ممثلة بالاخلاق الجديدة لامبراطور العالم الجديد ومن يدور في فلكه . quot;اخلاقية ديمقراطية quot; وصل بها الأمر الى أبعد ما يمكن أن يتصوره أي عقل إنساني ، إنها quot; اخلاقية ديمقراطية quot; تميز ، وكأنها الله الذي لا مرد لحكمه ، بين ضحايا الحروب الذين لا ذنب لهم بها ، ذنبهم الوحيد هو وجودهم في مكان تم قصفه . وبالتالي ، بحسب quot; الاخلاقية الديمقراطية quot; للالفية الثالثة ، هناك أولاد ست وأولاد جارية بين الضحايا ، ضحايا تجوز عليهم، quot; اخلاقيا quot; ، الرحمة هم أولاد الست أي اولاد وحيد امبراطور العالم الجديد ، وضحايا لاتجوز عليهم ، ايضا quot; اخلاقيا quot; ، الرحمة هم أولاد الجارية أي أطفال وأبرياء لبنان وفلسطين ... واللائحة تطول .
في ظل هكذا تمييز، يدعي quot;الأخلاقيةquot;، بين ضحايا الحروب الأبرياء ماذا يمكننا القول عن الديمقراطية الموعودة والسلام المنشود ؟! .
حقيقة تعجز الكلمات عن إيفاء قول السيد بولتون حقه ، لأنه قول يصيب كل صاحب ضمير إنساني من أي دين أو عرق كان بالإشمئزاز ، يصيبه بالقرف من العيش في هكذا عالم تحكمه عنصرية تجاوزت ، بأشواط ، كل أشكال العنصرية التي شهدها التاريخ الانساني ، عنصرية ميزت ، دون أي رادع ، بين الضحايا الأبرياء باسم quot;الاخلاقquot; وquot;الديمقراطيةquot; وquot;حقوق الانسانquot; ... الخ من شعارات ما حملت الينا سوى القتل والتهجير والدمار والقتل الممارس علينا : قتل من قبل إمبراطور العالم الجديد ووحيده وقتل آخر لا يقل فتكا عن القتل الأول إنه القتل بصمت الأنظمة العالمية التي تشاهد ملائكة قانا ينتشلون من تحت انقاض ملجأ ظنوا أنه قد يحميهم من فتك القنابل والقذاف الذكية التي يستخدمها وحيد إمبراطور العالم الجديد التي تبين أنها ذكية في ملاحقة طفلة مروحين وتدمير الملاجئ على رؤوس ملائكة قانا.
أنظمة عالمية سكتت دهرا ونطقت عهرا، بل الأصح نطقت قتلا في صندوق الشكاوى / مجلس الأمن الذي ما تجرأ على إدانة وحيد إمبراطور العالم لقتله ملائكة قانا ، ما تجرأعليه ، خجلا ، هو تعبيره عن الحزن والأسف الذي إن عبر عن شئ فإنما يعبر عن دموع التماسيح التي تجلت بأبشع صورها بإقتراح إمبراطور العالم الجديد لوقف الغارات الجوية لمدة 48 ساعة والأقبح من ذلك إقتراحه أن يتولى مجرم مجزرة قانا التحقيق بجريمته ضد ملائكتها .
وما الغرابة في التمييز، quot;أخلاقياquot; ، بين الضحايا الابرياء لا غرابة البتة لأن quot;الديمقراطية الاخلاقية quot; لامبراطور العالم الجديد هي quot; حضارة quot; و quot;ديمقراطيةquot; و quot; اخلاقية quot; رعاة البقرquot; Caw Boyquot; القائمة على الغزو وقتل سكان الأرض الأصليين ومن ثم الاستيلاء على أرضهم وطمس تاريخهم وحضارتهم بالقوة تطبيقا للمثل الشعبي القائل : quot; الدار دار أبونا والناس بقلعونا quot;. وما على اصحاب الدار سوى تقديم ، يوميا ، باسم شعارات الألفية الثالثة الزائفة ، قرابين الطاعة للمحتل .
ضد اخلاق رعاة البقر وديمقراطيتهم المتحكمة بمصير شعوب بكاملها والحامية للاحتلال العنصري نعلن بدء المحاكمة ... نعلن أن :
quot; المسألة هنا أن نكون أو لا نكون :
إذا تركنا اللص يتحرك
فستظل الشعوب تعيش آلامها quot; ( بابلو نيرودا : أقول وداعا للمسائل الأخرى ) .
فهل تبقى شعوب العالم خانعة راضية بعيش آلامها أم تتمرد ... تثور على لص العالم الجديد تقول لا في زمن ال نعم ؟!.
سؤال الإجابة عليه برسم شعوب العالم على إمتداد أرض الانسان .
التعليقات