سعيد الحسنية : هل ينسى الإنسان حبه الأول ؟ وإذا أحب الإنسان مرة الثانية, هل سيأخذ حبه الجديد نفس المكانة التي أحتلها الحب الأول ؟ سؤال طرحناه على عدد من الشباب, لمعرفة تأثير الحب الأول على حياة الإنسان, وهل يحتفظ بمكانته في قلب كل منا ؟

كل حب هو حب أول

البعض ينكر وجود الحب الأول ويعتبره وهم وكذبة كبرى نعيش أسرى لها. حيث يرون في هذا النوع من الحب الذي تتفتح براعمه في مقتبل العمر في مرحلة المراهقة أنه محاولة لإثبات الذات وإخبار الجميع أننا كبرنا وقادرين على الحب . هذا ما دفع إبراهيم العتيبي ( مهندس كومبيوتر) إلى القول : ما يحدث هو أن يتفرق العشاق لسبب أو لأخر فقد لا تجتمع الرؤى والأهداف بالرغم من اجتماع القلوب، وقد ينضج الطرفين ويكتشف كل منها أن الطريق ليست واحدة، فيذهب كل منهما في بحث مجنون عن حب أعنف أو أهدأ لينسيهم حبا ً مضى كان الأصدق ولكن عبثاquot;، ويضيف : quot; لأن الحب الأول لا ينتهي بالزواج إلا نادرا ً لذا نجد أنفسنا نلجأ إليه في ساعات ضجرنا وفشلنا وشوقنا . ونلجأ لذكرياته وعذب لقاءاته كلما داهمتنا هموم الحياة ومنغصاتها وخاصة بعد الزواج ونحمله أكثر مما يستطيع ونقول لو كان حبنا الأول تحقق لما كان وضعنا بهذا الوضع ولكن هذه ليست الحقيقة وهذا محض أوهام، فالحياة هي الحياة بواقعها بحب أول أو بأخيرquot; .
لا يختلف الأمر كثيرا عند عبد المجيد الحربي الذي يرى أنه ليس هناك من حب أول ولا حب أخير كل حب هو حب أول ما دام القلب يزخر بذاك النبض والحس الجميل ما دام للأنوثة وجود في محيط حياتنا الصغير . quot;
.
ويرى البعض أن الحب حالة تسكننا وتتملكنا لا بد لجذوة نارها يوما من أفول. وهو ضيف الفرح العابر ما أن يفتح حقائبه حتى يعود ويلمها ويرحل من جديد ومن هذا المنطلق يقول عماد الظاهري ( مدرس ) : quot; لا تأسف على حب مضى ولا على حبيب هجر ولكن اندم على عمر مضى بدون أن تعشق وتهوى . لا تقل كان حبك الأول وحبك الأخير..ولكن قل لقد كان زمنا ً جميلا ً مثير..زمنا ً مليئا ً بكل ذاك الحس المرهف والشعور النبيلquot; .

الحب الحقيقي

وعلى جانب آخر يشيد آخرون بالحب وبألوانه وأنواعه.. أولاً كان أم أخير، فقد يأتي الحب الأول متأخر. وكثيرون يعتبرون أن الحب الأول والأخير هو الحب الحقيقي متى أتى وفي أي عمر جاء، لا يقف أمامه زمان أو مكان أو أي قوة لأنه حتى وان حالت المصاعب بين لقاء الأجساد فلن تقوى على منع لقاء الأرواح والمشاعر، فمن يحب يستطيع أن يعيش مع حبيبه في داخل وجدانه وأعماقه حتى يصبح جزء من كيانه ومرتبط به في نومه ويقظته وليله ونهاره، quot; فما أعظم أن نحب وان نعيش من اجل من نحب ونعمل على إسعاد من نحب quot;، بحسب قول عبدالله الغامدي ( مندوب تسويق ) ، مضيفا : quot; ويبقى الحب الأول والأخير هو ذلك الإحساس الذي نسعى إليه ونحن لا نعلم ما هو مصيرنا، فقد يكون سعادة وأحيان قد يكون هلاكا ولكننا نبحث عنه على أمل السعادة فهو شعور وإحساس لا نملك إلا أن ننقاد إليه ونصدقه لأننا نحب أن نحب quot; .

الحب والهوى

وهذا ما يدفعنا إلى التمييز بين الحب الحقيقي والهوى, وشتّان بين الاثنين, فقد يصاب أحدنا بالهوى وهو سهل العلاج ويتكفل الزمان بعلاجه, وحب المراهقة ينطوي تحت هذا النوع وهو ليس بحب ,فالمراهق يهوى بغريزته لا بقلبه وعقله, أما الحب الحقيقي فهو شيء أخر, الحب التقاء روحين اثنتين واندماجهما لتصبحان روحاً واحدة وأهم ما يميزه هو نكران الذات والاستعداد للتضحية بأغلى ما يملك المحب لمحبوبه , quot; فالإخلاص من كلا المحبين شرط أساسي من شروط الحب الحقيقي quot; هذا ما أكده محمد المنصور ( طالب ) ، مضيفا : quot; حتى إن شاء القدر أن يفرق بينهما، وقد يحب مرةً أخرى أو أكثر لكن من الصعب أن ينسى حبه الحقيقي الأول وسيظل يشغل ركناً صغيراً جميلاً من قلبه وذاكرته, يهرب إليه بين الحين والأخر كلما اشتدت عليه قسوة الحياة, وأما إذا لم يجد المحب عذراً لمحبوبه فيما تسبب بفراقهما ,فعندها لا داعي لأن تخلص لمن لم يخلص لك , وسيكون نسيانه سهلا quot; .