أحمد سعيد : في بلادنا تأتي مهنة الضابط العسكري في مراتب عليا بين أصحاب الوظائف، فما أن تفترق عن صديقك الذي شاءت الأقدار أن يلتحق بإحدى الكليات العسكرية التي تؤهله للعمل كضابط بالقوات المسلحة حتى تبدأ الهوة في الاتساع بين ما يناله هو من مزايا وما تناله أنت من صعوبات، فهل الصورة بهذا الشكل فعلا؟.. لا أحد ينكر أن الحياة العسكرية بهاقسوة وبعدا عن الحياة التقليدية التي يطمح إليها كل شاب، لكن في النهاية هناك حالة واقعية أن الضابط الشاب ينال بعض المزايا التي لا تتوافر لغيره من الشباب .

لكن قبل الحديث عن المزايا فهناك عيوب لهذه المهنة يتعرض لها الضابط العسكري أثناء مشواره الدراسي والعملي، منها على سبيل المثال:

- التعرض لاختبارات غير تقليدية من أجل الالتحاق بالكليات العسكرية .
- الأسابيع الأولى في الدراسة تأتي بمثابة صدمة للطالب، فالشعر قد تم قصه، والأزياء مختلفة، وكل من حولك من الجنس الخشن، وبعض زملاءك تختلف طبائعهم وأصولهم عنك.
- الخضوع للأوامر العسكرية شرط الاستمرار في الحياة العسكرية، وهو ما يقلل من فرص التمرد أو الاعتراض، فشعارك من اليوم هو quot;تمام يا افندمquot;.
- الحياة جافة.. وأحيانا صحراوية.
- بعد التخرج تضطر إلى السفر أثناء فترات عملك اللهم إن وجدت المساعدة التي تبقيك داخل نطاق مدينتك.
- إن قامت حرب، فهي اللحظة التي قد تواجه فيها شبح الموت أو الإصابة.
- طوال حياتك تشعر أنك مختلف عمن حولك، وأنهم تمتعوا بفترة شبابهم وحياتهم المدنية بينما قضيت أنت وقتك برفقة العساكر والضباط .


حاولت أن أعدد أيضا مزايا هذه المهنة، وأفكر هل كانت فرصة يفوتها الشاب عندما لا يهتم بالالتحاق بإحدى الكليات العسكرية..؟
و كانت هذه النقاط
:

- ينال الضابط خدمات مجانية عديدة منها : العلاج، واشتراكات النوادي، والمواصلات، والكثير من الأنشطة الخاصة بالقوات المسلحة وأسرهم، وتسهيلات في الشقق، والمساعدة في الحصول على سيارة بعد التخرج .
- بعض الفتيات يعجبن بزي الضابط، وهي ميزة نسبية للضباط.
- الحياة العسكرية تعلم الانضباط والنظام .
- نسبة النجاح في الكليات العسكرية تتراوح غالبا بين 98% و 100%.
- في حالة قيام الحرب، إن كان الضابط منتصرا، فسيدخل التاريخ، وان هزم فهي نكسة ستزول.
- بعد التقاعد يستطيع الضابط أن يحصل على عمل آخر سواء في الحكومة أو أي شركة أخرى وتساعده خلفيته العسكرية في ذلك، ومن الصعب أن يعاني من البطالة.
- منذ لحظة دخول الكلية العسكرية، ينادى ضابط المستقبل بلقب باشا، فقط لأنه ضابط.

لا بد أن هناك مزايا وعيوب أخرى.. لكننا نجد من خلال ما ذكر سابقا نجد أن مهنة الضابط العسكري ليست إلا مهنة تتنوع سلبياتها وإيجابياتها، وإن كانت أكثر استقرارا وتأمينا لمستقبل الشاب، ولعل أخطر ما يواجه هذه المهنة هو دخول بعض الشباب بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية إلى اختبارات الكليات العسكرية وفي أذهانهم المزايا فقط.. هاربين من أعباء الدراسة في الجامعات وغياب الفرص الجيدة في العمل بعد التخرج.. وهي النظرة التي يجب أن يتم تغييرها في الكليات العسكرية والمدنية بتعريف الشباب في فترة ما قبل التعليم الجامعي بمزايا وعيوب كل دراسة وفرص العمل بها، بدلا من ترك الشباب في تخبطهم هنا وهناك.