باسنت موسى ndash; القاهرة: سيد درويش عبقرية فذة أثرت الحياة الغنائية والموسيقية في الماضي البعيد لتاريخ المجتمع المصري بتراث نابع من عمق التربة المصرية الأصيلة والقلب المصري الطيب،اليوم وعبر جمعية اجتماعية من محبيه يعاد تقديم التراث الغنائي لهذا العبقري للشباب، وحول مفردات تلك التجربة كانلـquot;إيلافquot;هذا التحقيق.
طارقquot; 24quot; عاما من الشباب المتدربين على فن درويش بالجمعية يقول: دراستي كانت بالأساس في المجال الموسيقى وأحببت فن سيد درويش لان به قضيه أشعر وأنا أؤديه أن هناك فكرة وإحساسا أريد توصيله إلى المتلقي، لكننا نحتاج أن نقدم هذا التراث بأسلوب عصري حتى يستسيغه الشباب، من طموحاتي أن تكتمل فرقة سيد درويش من خلال الجمعية لننشر فنا راقيا يدخل معاني جميلة لنفوس الناس، وأعتقد أننا مازلنا في مرحلة الانتشار في ما يخص إعادة نشر هذا التراث الثري لسيد درويش، لذلك أنا لا أجد غضاضة في أن أغني في الشارع، فسيد درويش فى بدايته كان يجلس هو ومستمعوه على أقفاص في الشارع ليغني، فمن يريد أن يكون عملاقا لابد أن يبدأ صغيراً خاصة عندما يعمل في مجال الفن.
علاءquot;14quot; شاب صغير ولكنه قادر على التعبير عما بداخله، يقول إن بداية معرفته بنشاط جمعية محبي سيد درويش كان بمحض الصدفة البحتة، ولكنه من خلال ما حفظه من أغنيات لدرويش أدرك أن هذا الفنان تحمل أغنياته إحساسا مختلفا تنقله من العالم الواقعي الذي يعيش فيه إلى عالم آخر زمنياً بعيد ووجدانياً عالي الأحاسيس وهذا كله ما جذب علاء لاستكمال متابعته للتدريبات الصوتية الخاصة بتجويد الأداء لأغنيات درويش.
غادة quot;13quot; سنه فتاة رقيقة تأخذ جانباً بعيداً في جلستها لكنها تلفت النظر إليها بصوتها القوي عندما يؤدي أغنيات وأدوار درويش، بداية علاقتها بفن سيد درويش كما أوضحت لنا كانت من خلال المهرجانات المدرسية وتحديداً الأنشطة الموسيقية،إضافة إلى أن سيد درويش يشعرها بمعنى الطرب الحقيقي،وعندما سألتها هل تدركين معنى الطرب؟ قالت لا الطرب كلمة لا اعرف شرحها ولكنني اشعر بها هي الإحساس والكلمة والمعنى الجميل.
ماجدquot; 21quot; سنة يسير فخوراً بين زملائه من المتدربين على الغناء ليس بقامته أو وسامته وإنما بصوته الذي يردد كلمات سيد درويش التي تقول quot; قوم يا مصري ..مصر دايما بتناديك..خد بنصري نصري دين واجب عليكquot; وهو يتدرب على حفظ أغنيات درويش، ليس لأنه يحب الفن فقط،ولكن لأنه يشعر أن تلك الكلمات تنمي بداخله الانتماء في عصر وصفه بأنه يحمل العديد من الأسباب التي تنفر الفرد من وطنه مصر.
قابلنا الأستاذ إبراهيم حجى الأمين العام لجمعية quot;محبي سيد درويشquot; وسألناه عن نشاط الجمعية ومتى بدأت في العمل ؟ وما هى أكثر المعوقات التي تحول دون أدائها لنشاط واسع النطاق لنشر تراث سيد درويش بين الأجيال التي تحتاج إلى تذوق هذا الفن ليرقى إحساسها فأجاب على تساؤلاتنا قائلا :- الجمعية تأسست منذ عام 1947 وشاركت في عملية تأسيسها مجموعة كبيرة من أعلام الفن والأدب في ذلك الوقت مثل أم كلثوم والتونسي وبديع خيري وكثيرين، وبالطبع أبناء سيد درويش ممن كانوا أحياء، وكان مقر الجمعية ملحق بدار الأوبرا الملكية وفي الستينات انتقلوا إلى مسرح الريحاني ومنذ السبعينات أصبح المقر الحالي هو مكان اجتماعنا وممارسة أنشطتنا.
نشاط الجمعية تنوع بين عدد من المراحل ففي الأربعينات كان هناك كثيرون ممن عاصروا حياة سيد درويش على قيد الحياة وبالتالي كان العمل على تنقيح التراث المنسوب إلى سيد درويش حيث إنه كان منسوبا إلى درويش عدد كبير من الموشحات والأدوار بشكل غير صحيح وهذا الدور التوثيقي مهم جداً لان فترة العشرينات التي كان يحيا بها سيد درويش لم يكن بها الاهتمام بعمليات التوثيق والتسجيل، ثم بدأت مرحلة جديدة من العمل بالجمعية وأصبحنا نسعى إلى عمل إصدارات خاصة تتحدث عن حياة درويش للشباب، أو السعي لإطلاق اسمه على شوارع في القاهرة أو الإسكندرية، وبالفعل نجحنا في تحقيق بعض الإنجازات حيث أطلق اسمه على شارع في عماد الدين في القاهرة.
وبتلك التفاصيل يؤكد حجي أن المهتمين بتراث سيد درويش قاموا بدور كبير في حفظه وجمعه وأصبح دورهم الآن أن يعيدوا طرح هذا التراث للشباب بأسلوب وشكل مناسب وهذا ما تعجز عنه إمكانياتهم المحدودة جداً، حيث إن مصادر تمويلهم تنحصر في اشتراكات الأعضاء وما تقدمه لهم وزارة الثقافة من دعم وهو 950 جنيها مصريا سنوياً ويستلمونه من صندوق الإعانات بالشؤون الاجتماعية بعد معاناة كبيرة وحتى عندما يطلبون من وزارة الثقافة متمثلة في وزيرها دعما لا يجاوبونهم ولا يمكنهم الحصول على دعم إلا في المناسبات التي يطلبون فيها الدعم أمام الكاميرات ويذكر أنه ذات مرة حصل على دعم ب 20 ألف جنية بإحدى الحفلات التي تكثر بها الكاميرات!!
التعليقات