سنغور يُبعث في أصيلة

الأفارقة يستلهمون فكر سنغور لتأسيس quot;الولايات المتحدة الإفريقيةquot;

أحمد نجيم منأصيلة:احتفت الدورة الثامنة والعشرين من موسم أصيلة الثقافي الدولي بالمغرب بالرئيس الشاعر السينغالي ليوبولد سيدار سنغور. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس وصفه في خطاب بعثه إلى الوزراء المشاركين في ندوة quot;الولايات الإفريقية المتحدةquot; بالرجل الذي عمل طوال حياته من أجل تحرر افريقيا، ومن أجل الثقافة الزنجية وكذا تلاقح الثقافات، كما وصفه العاهل المغربي بquot;الزعيم التاريخيquot; وquot;المثقف الملتزمquot; الذي يحتفل العالم برمته خلال سنة2006 بالذكرى المائوية لميلاده. كما أن وزراء القارة السمراء احتفوا كثيرا بهم وطالبوا باعتماد فكره من أجل بلوغ quot;الولايات المتحدة الإفريقيةquot;.
ندوة مائوية ولادة سنغور التي افتتحت أمس الاثنين بمركز الحسن الثاني للندوات بأصيلة وستختتم اليوم الثلاثاء، ركزت على جوانب مختلفة من حياة رئيس شاعر عالم بإفريقيا موحدة ومفتخرة بانتمائها.
تحدث شعراء وأصدقاء من فرنسا ولبنان والسينغال وبوركينا فاسو ودول أخرى عن رئيس عمل طيلة حياته من أجل توحيد القارة الإفريقية.
الشاعرة اللبنانية الفرنسية فينوس خوري أكدت أن ولادته في قرية quot;أسدquot; وعمله كراع للغنم في تلك الريف شكلت دوما مصدر إلهامه quot;تلك المناظر تحولت إلى مصدر إلهام للشاعرquot;.
كما ركزت مداخلات أخرى ممن عايشوه أو تعرفوا عليه على نبوغ الشاب وسرعة البديهة وحب الاستكشاف. وقد أوصله هذا الفضول إلى جعله يفتخر كثيرا بزنجيته ليصبح حامل مشعلها وأحد أكبر المدافعين عنها في العصر الحديث.
ملاؤه في الدراسة أمثال الشيخ أميدو كان، أمين سر سنغور وستانيستاس أدوتيفي من بوركينا فاسو وصديق سنغور في الدراسة الثانوية، وآخرون تحدثوا عن خصال هذا القائد الإفريقي، وكشفوا بالإضافة إلى شاعريته عن مشاريعه في التخطيط لنهضة السينغال ولتوحيد القارة الإفريقية.
وتدرج المتدخلون في الندوة لمسار حياته من القرية التي ولد فيها إلى الثانوية التي درس فيها، وكان سنغور مثال إعجاب بشباب تلك الحقبة quot;كنت مفتونا بهquot; يقول ستانيستاس، ثم يضيف quot;كان معملنا جعلنا نؤمن أن إفريقيا كتلة واحدةquot; غير قابلة للتجزيء.
وتحدث أصدقاؤه ومعاونوه عن مراحله الأولى بعد انتخابه رئيسا للسينغال المستقل في العام 1960، وعن تخليه على السلطة في العام 1980 كأول رئيس دولة إفريقي يقوم بذلك.
واستحضر الحاضرون بعضا من مقولاته الداعية إلى السلم quot;كان هدفي هو تحقيق استقلال السينغال ثم التقاعد من العمل السياسيquot;.
ظلت إفريقيا ساحرته وملهمته ووحدتها غايته تغزل فيها كثيرا ودافع عن سحرها quot;يا أيتها المرأة السوداء العارية إلا من لونك... وهو كل الحياة, وإلا من قوامك... وهو عين الجمالquot;.
وشددت فينوس خوري على اهتمامه باللغة الفرنسية، اهتمام كان يشعره أحيانا بالخوف من أن تتحكم فيه هذه اللغة وتنسيه ثقافته التي دافع طيلة حياته من أجل فرضها. غير أن صديقه الشيخ أميدو كان قال quot;لقد تعلمنا من سنغور قيمة اللغة الأم وافتخارنا بحضارتنا، لقد كان قدوتناquot;، كما أشاد إلى دوره في البحث العلمي عبر إطلاق مشاريع كثيرة.
في أصيلة التي ناقش وزراء خارجية مجموعة من دولها موضوع quot;الولايات المتحدة الإفريقيةquot;، كان فكر سينغور نبراسا لهم، كرروا أفكاره وعبروا عن رغبتهم في تحقيق حمله بولادة ولايات إفريقية. سنغور الذي توفي يوم 20 ديسمبر كانون الأول 2001 بنورماندي الفرنسية، ترك لهؤلاء الوزراء وللعالمية إبداعات شعرية وفكرية قد تكون الجنين الأول لولادة حلم quot;الولايات الإفريقية المتحدةquot;. إبداع قدم جزء منه إلى مريدي موسم أصيلة من خلال معرض فني، يتضمن أعمالا فنية وبعضا من إبداعات سنغور وصورا له للرئيس الشاعر، بمركز الحسن الثاني للندوات بأصيلة.
[email protected]