الجسر (1)

إثر مجزرة يوم 31/8/2005

الجسر
تُرى هل يقفُ الجسرُ
أمامَ الله ؟

سيمرُّ به الأطفال
(حفاةً ..
عارين)
ولن يتذكّر ..

ستمرّ به حورياتُ النهر
(بلا أثداءَ)
ولن يتذكّر ..

سيمرّ به غرقى
(تلتفّ على أعناقهم الأعشاب
وحيّاتُ الماء)
ولن يتذكّر ..

لن يتذكّر ..
حتّى لو أقبل كلُّ الأحياء
وألقوا بمواكبهم ثانيةً في النهرْ
لن يتذكّر ..

(ما أتعسَ هذا الجسرْ !)

حتّى لو أثقل ظهرَهُ جبلٌ من أحزان الأطفال
وأسمال الأطفال
وأحذية الأطفال
وجاء الربُّ بعرشهِ ،

لن يتذكر
لن يتذكر هذا الجسر

الجسر (2)

إشارة إلى مثال هايدغر الشهير عن الجسرفي كتابه (الكينونة والزمان)

جسرٌ تحملهُ الأرضُ
(وقد يحملها)
ويكادُ يمسّ سماءَ الله
يراه
الطفلُ جناحاً
والشيخُ طريقاً
والنسوةُ حبلاً لغسيلٍ
ينشرن عليه ملاءات الليل
فلا يبصرن الهوّة
تلمعُ تحت الجسرْ

تُرى
من يبصرُ تلك الهوّةَ
تحت الجسرْ ؟

[email protected]