اتدرّبُ، مذ عرفتكِ، على ان اكون خاسرا.
اضفتك ِ، مذ اول لهفة، الى مفقوداتي،
قبل ان يحصل ذلك، وافقدكِ فعلا.

لم احبكِ
الا لأنِ الحب تنشره الامهات على حبال الغسيل،
لتتبخر، من ارواحهن، الطعنات، تحت الشمس.
ولم اغرم بكِ الا لأنك مخمورة بالألم وبالتوبيخ حد الثمالة.
لذلك أشرب، واضعا وجهك على باب مخيلتي ،
لأسكر
من اجل ان اجرجر العالم من شَعره، وأرميه بين قدميكِ:
يصفعونكِ في البيت،
فاسقط بدلا عنكِ في الشارع.
اما امكِ
فلي على جبينها قبلة،
لأنها تراني، عندما تبكين، طافرا من بين دموعكِ.
احبكِ

اقسم بالقمر:
يرفرف جريحا فوق رؤوس العشاق،
اثر انفجارعبوة ناسفةٍ في قلبه.
اقسم بالخوف،
ينشر راياته فوق رؤوس متظاهرين،
في مسيرةٍ لايعرف فيها احدٌ أحدا:
لايعرفون لـِمَ هم هكذا محمولين على اكتاف الهتافات بدون فائدة.
احبكِ حتى الأخير،
رغم أننا نعيش مرحلة مابعده.
حتى عندما يأتي يوم ترشنا فيه خراطيم المياه بدموع الحكومة،
حتى في وشايات بعض الاصدقاء على بعضهم،
من اجل عضة من تفاحـتـكِ المنهوبة،
منذ اول غابة.

ماذا اكثر من هذا شعر ؟ ماذا اكثر من هذا جنون ؟
لكنني
لا اعرف كيف احبكِ من دون ان اسكر.
من دون ان ابيت ليلتي عند عتبة اسمكِ، ولاتمرين
الا وانتِ مبتورة العواطف، في سيارة اسعاف.
احسبكِ تنادين الاقاصي، من مستوصف الزمن،
وتحسبيني انادي الشعر
ممتطيا حصان الرصيف، لكنني اغنيكِ،
اخسركِ يوميا، واكتبكِ:
اذا كنت امرأة فكوني امرأة حقا،
لأنني
اذا ما سكبتُ عليك من فرحي، فلن تفيض على وجهكِ
الا صفعة اخرى، يزرعها الاصدقاء،
واحدا تلو الآخر،
على خدكِ،
فتدفعني، بدلا عنكِ، نحو أقرب حانة:
أسكر
كي احطم انف العالم،
فلا احطم احدا سوى رأسي، وأنا اضرب به الحائط.
لكِ ان تختفين في شعري دائما،
ولي ان اقطع المسافة بين القصيدة والشعر،
كي المحكِ تقفزين، من جملة الى جملة، وخلفك يقفز ثعلب،
سيواصل لعبته، حتى وأنا احذفه من هذا المقطع.

لكنني
مللتُ ان احبكِ وان تحبينني على هذا الشكل،
ولذلك صرختُ ثانية:
اذا كنتِ امرأة، فكوني امرأة حقا.
فخرجتِ من غرفة النقاط،
مشيتِ، كالحبر، في عروق الحروف،
ولم اجد لكِ معنى، عندما وضعتُ كلماتكِ تحت عدسة مكبرة.
يحتـلـكِ غيابي، واقترابي يجعلك تفلتين من قبضة الحضور.
بصري ضعيف حقا، لكن بصيرتي اقوى.

احبكِ،
اقسم بكل ما فقدت من اصدقاء في الحروب،
وبكل جرعة خذلان كرعتها جالسا على شرفة الحب.
لكنني اغنيكِ كي اضمكِ الى مفقوداتي،
وأضحك جزعا،
لأن لعبة كهذي لايعرفها احد سواي:
انا الخاسر مذ ان قلتِ له احبكَ،
وهو خال الوفاض الا من عطش الرحيل، ولستُ بنادم.
انا الرابح الازلي،
مذ تدربتُ على اضطرابكِ بين مقبض الوردة وغصن الخنجر،
ولست فرحا.

لافرق
ففي الحالتين يصفعك احدٌ ما،
فاسقط، بدلا عنكِ، في الشارع.
تجمعني امكِ مع دموعكِ،
فاعود نهرا، تلقين فيه مراكبكِ الورقية،
ولا افعل شيئا
سوى ان اسكر، ارفع قبضتي عاليا
لأحطم انف العالم ، فأرتطم بأول حاجز:
يركلني الجنود على مؤخرتي،
فأطير مثل قنبلة تنوير في ساحة حرب:
اشع بكامل المي من الأعلى.
اراقبكِ تغرقين غيابا،
واراقبني افيض حبا لكِ، يوما بعد اخر،
حتى اخر ركلة.

[email protected]