1- السدرة
هي سدرةٌ
مرّتْ بها الأفعى
ومرّ بها الطريق
وعلّقتْ إقبال في أغصانها حرْزاً
وجاء الطير من سبأٍ
وغادرت اليمامةُ
سدرةٌ
أم شرفةٌ
منها أطلّت في الصباح حذامِ
واتكأتْ على خشب السياج
وردّدتْ لحناً
ترى الأفعى تمرّ
ترى الطريقَ
الهدهدَ المسحور
أجنحةَ اليمامة غادرتْ
- إقبال
هل أعددتِ شاي العصر؟
- هل مازلتِ جالسةً إلى خشب السياج
تردّدين اللحن؟
جاء الليل
وانطفأتْ فوانيسُ المساء
ونشّرتْ تلك الظهيرةُ ثوبَها المغسول
واختبأتْ بجنّتها السلاحفُ
واستعاد الليلُ سدرتَهُ
وغاب الناس
إلاّ أنتِ
ساهرةً
وصابرةً
ترين الهدهدَ المسحور
والأفعى
وسدرتك الحبيبة
واليمامةَ
والطريقَ
يحدّقون
يحدّقون
- حذام ! هل ما زلتِ؟
هل ما زلتِ؟
ساهرةً
ألا تأتين؟
وابتعدوا
وأظلم...
آه .. أظلم تحت شرفتها الطريق
2- المرآة
عبرتْ بك المرآة.
جسرٌ
تعبرينهُ في المساء إليّ
ضوءُ قواربٍ ( تأتي وتذهب )
موجةٌ...
وتكاد تغرقها المياه
وأنتِ
أنتِ مليكةُ الأنهار
تسبقك السلاحف في الطريق
حذاؤك الورديّ يلمع في الغبار
حذاؤك الورديّ عند الباب
تدنو شرفةٌ
وتلوح في المرآة سدرتك الحبيبة
يستطيل النخل
والأسماك تلمع
والصغار يجذّفون
- حذام.. هل تأتين؟
تبتعد القواربُ
صفحةً بيضاءَ
كان النهر
كانت ليلةٌ أخرى
وتعقبها ليالٍ
والصغار يجذّفون
يجذّفون
يجذّفون
3- البيت
بيتٌ على نهرٍ يُطلّ
أكان بيتاً؟
هل رأيتكِ فيهِ؟
بيتٌ أبتنيهِ
إذا اختفيتِ
أصيح من جزعي " افتحي!"
فيزول
ثمّ يعود أشجاراً
ونهراً
تهبطين إليهِ
بيتٌ أرتقيهِ
إليك
بابُه سدرةٌ
وظلاله ممشىً
وخطوكِ في الظلال
يرنّ
يرنّ
يرنّ
حتّى تخفت الأصوات
حتّى تختفي
كلّ البيوت
4-السدرة البيت المرآة
البيت قال:"سأكسر المرآة"
قالت سدرةُ البيت"احترسْ"
قالت:"سأرحلُ"
واختفتْ في صمتها المرآة
واتّشحت نوافذ بالحداد
ضحكة
(على هامش مملكة الأنهار)
لضحكتكِ الهواء
يرنّ
يهبط نورسٌ
ويطير
تلتمع المرايا
والبيوت تغادر الأبواب
ضحكتك الحديقةُ أقبلتْ
بطيورها
و تفرّقتْ
بطيورها
وتوقّفتْ
طيراً
يرفّ
يرفّ
ضحكتك السماء
نجومُها اشتعلتْ
وضحكتك انطفاء
التعليقات