اُريد ان انسف حبي، وابعثركِ.
كما لوكنتُ لم احبكِ من قبل أو بعد.
كما لو كنتُ لم الملم من مروركِ، في حياتي، حياتي،
التي بعثرتها المنافي، وفتـّـتها الحروبُ.
اريد أن أكرهكِ، أن أهدم كتفيكِ، وأنسفكِ.
سأنثر شعركِ على الغابات،
أنشركِ على قميص الريح،
اوزّعكِ على اعمدة الكهرباء في الأزقةِ،
اوزّع تقاسيم وجهكِ على وجوه الخائبات:
ستنبتين هناك على جلد الفقر،
وفي عروقكِ ستشع شمس الفاقة، فأقطفكِ.
سأرشكِ كالعطرعلى الارصفةِ،
أجمع أعضائكِ من مخيـّلات الجنود،
وأجرحكِ بين طيـّات دهشتكِ:
المّ حطامك ِ، واكسركِ
ثم
أنفض الغبار عما اقترفتُ بحقكِ من جنون:
وسأتوب
أتوب من كل ذلك، وأرسمكِ كما انتِ، لأسرقكِ.
سأشوّهكِ،
الطخكِ بي، وامزقكِ.
من بعدها ارمي بنفسي وانفجر فيكِ، لأنسفكِ.
اريد أن اصوغكِ، ابتكركِ،
ثم اُضيعكِ.
سابكي.
وأتلوى من الألم، حين اصحو من سـُكركِ.
فأهيم، في الشعر، باحثا عن رموزكِ:
سافتح فمي تحت صنبور غيابكِ.
قطرة قطرة
ستمتليء البحيرات بوجهكِ،
ويصير العشب اسم اجفانكِ،
أما الزوارق، على قميص البحر، فأسمائكِ،
لكنني سأعود الى اول القصيدة:
اريد ان انسف حبي، وابعثركِ.
اسبح كالطفل بين غيوم حواجبكِ:
استفز هدوئكِ.
ارتدي حنوّكِ وشعاع برقكِ،
وأركض بين القبلات بحثا عن فمكِ.
ساشربكِ بيديكِ، وانا ابحث عن يديكِ.
سأخلطكِ بالجحيم اذا كنتِ الجنة،
واذا كنتِ الجحيم بالجنةِ، سأخلطكِ.
سأستاء طبعا،
سأستاء باستيائكِ،
ساكرهكِ.
أشدكِ من جـَمالكِ، واشتمكِ.
احكم وثاقكِ الى طولكِ، اجرجركِ من دموعكِ:
غير أني سابكي
من لطف ضَمادكِ على جروح قسوتي،
أتضائل أمام اعصار حزنكِ،
واسيل، مغسولا بأنحائكِ.
سأكون يتيمكِ،
لكنني لااريد ذلك،
اريد أن اكون مجنونكِ:
اشرّدكِ في الشتاء، اخرّبكِ في الربيع،
واصحّرك في الصيف،
ثم
أكف عن كل هذا،
لأنني سوف اتساقط ورقا يابسا،
من شجرتيْ فخذيكِ، في الخريف:
اسقط مكسورا،
وتلملمني عواصف الفراشات قادمة مع انفاسكِ،
فأشرّدك ِ في المطر،
اجرّد عينيكِ، من البحر، في الربيع،
واشعل بصيف تموزكِ الصيف،
ثم
أسيل عرقا، صاعدا كشلال نحو ابطيك ِ:
اسقط مكسورا كطير
التقط ريش عبوري، على جسر ذراعيك ِ،
من مسام ذراعيك ِ.
اريد ان اصيبكِ بحبي، لأخرّبكِ.
هكذا:
احبكِ واخرّبكِ.
اجرّكِ الى الارق، اغطيكِ بالسهاد،
وأضع رأسي، على رمح الهيام، بدلا من رأسكِ:
اقود جيوشي ضدكِ، احاصركِ، أكشط السماء عن مدنكِ ،
وأحيطكِ،
ثم فجأة انكسر امام عزلتكِ.
اغسلكِ بالنوم، امشط احلامكِ بالاغاني،
وارتعش لفرط حنانكِ،
آه،
اريد أن احبكِ.
التعليقات