-1-

فاجأتهِ ..
أَلَقَاً
ناهضةً بالزوارقِ، تعومينَ بينَ الرياضِ.
أفادَ الطائرُ الذي لمَّا يَطِرْ
أنَّ الينابيعَ،
وقد ازدحمتْ فوقَ السهولِ،
لملمتْ ما تبقَّى من حسناتِ اللَّذةِ إلى زمنٍ آخرَ.

بينَ فضاءٍ قاحلٍ وأرضٍ سابحةٍ
يدحرجني قلَقُ المساوئِ كُلِّها
تركتُ النجمَ يسرقُ فضةً
وأمّا الذهبُ..
فللقِيانِ أجمعهُ
وأسكبُ النبيذَ على شفةِ النهدِ.


مفعمةٌ بالفراديسِ، وزوايا العطورِ
مكوّرةٌ تصبُّ الروائحَ بينَ نهديكِ
ومازلتُ ألملمُ بقاياهُ، حينَ فاجأتهِ
صورةً أخرى لهذا الليلِ
وطوراً يَبِثُّ المساءاتِ على مشارفِ الرعشةِ


إنَّهُ..
مبلَّلٌ بالسعاداتِ
شظاياهُ تغلقُ العيونَ، لئلاَّ تبصرُ الزوارقَ،
وقد أصابها دوارٌ، ناعسةً أمامي
وعلى كفِّهِ شهقتي.


أقلقتهِ،
بينَ شمعةٍ خجلى، وحفنةِ بدرٍ
مزَّقتهِ أهلَّةً تحتَ جِيْدٍ تربَّعَ فوقهُ.
ذلكَ المأوى
وهذا الرضابُ
وهذهِ أيضاً بقايا نجمٍ تمزَّقَ بينَ كفٍّ
تشدُّ فمي وتغربُ في القُبَلِ.
مراياهُ سكونٌ
ونبضتهُ صرخةٌ أبَتِ التضرَّعَ للصحوِ
أمّا وقد أرجفتهِ
فالباقياتُ شددنَ الإزارَ على رؤوسهنَّ
ينتظرنَ الصباحَ.


ليلٌ وسمّارُ الحانةِ يدندنونَ
كلُّ كائنٍ يقفزُ حيناً ويَبِيْدُ أخرى
وها..
وقد أعطيتكِ النجمَ المخمَّرَ فوقنا
فالليلُ مثلي..
نابضٌ بفجأتهِ
يرسمُ الصواري قباباً
والموائدَ صحارى دفءٍ
يبرقُ بينَ دمعتهِ، ناسياً أنَّ الصباحَ
قادمٌ، وبيدرُ الحبِّ لمّا يَجِفّْ.

-2-

أفزِّزُ المساءاتِ قربَ الصدى
أفزِّزُها..
أفزِّ hellip;hellip;hellip;
وأسقفُ الصدرَ بكفَّينِ ضارعتينِ صوبَ اندلاعكِ
رغائبي التي ما ارتشفتْ شهدَ عزلتها
تتقافزُ فرائسَ
وأغاني تخيطُ السكوتَ قربَ دماءِ الشمسِ
ها هي الشمسُ تسيلُ
صلّى المدى على نافذةِ الندى
وتساقطتْ قربَ اصطفاقِ الليلِ أحلامُ الطفولةِ
أغانٍ بدأتْ توخزُ الصدى..
تتقافزُ
وانسكابُ التوسُّلِ قربَ ملائكةِ الغبشِ
أفزِّزُها
وأقطنُ في بئرٍ ترقرقَ ماؤهُ
صابئاً لشفاهٍ بلَّلها الليلُ
وعطشٍ أثقلتهُ الرغبةُ أساورَ
وقلائدَ تُدارُ قربَ قرطكِ المرميِّ على صدري.
يقايضني الفجرُ بحفنةِ انكسارٍ
وأقايضهُ صبواتِ طفلٍ لمَّا يحرِّكْ لعبتهُ
وأنتِ تتركينَ الخصرَ المبطَّنَ باليواقيتِ
يلهو بعمرٍ باتَ يثملُ بالقرونِ
هنا جبلٌ من الوساوسِ وسهلٌ من طقوسِ العشيرِ
ومازلتِ تلملمينَ بهاءكِ
وتدوسيَن الرغبةَ بكفٍّ تورَّمتْ من طولِ التضرُّعِ.

-3-

أركني الشمسَ
وتسرنمي بينَ عينيَّ
تفاحةٌ خجلى، وبعضُ دخانٍ
بيدينِ غادرتا قلبَ الجنونِ.
أقضمُ النجمَ المتدلِّيَ بينَ الذهبِ
لامعاً كسرابِ أمسيةٍ تدندنُ بينَ دقَّاتنا
ماسكاً الدربَ، بأقدامٍ تسيلُ
على غيرِ مرآتها
كانتْ هناك مرايا
وخلفَ المرايا مرايا..
وخلفَ المرايا تقاويمُ قلبٍ فاجأتهِ
أمسِ كانَ منذهلاً حينَ أقلقتهِ
ببريقِ الشهقةِ
ورنَّةِ جِيْدٍ تربَّعَ فوقهُ نصفُ طفولتي.

مئذنةٌ تنعسُ لدى البابِ
وقبَّةٌ تُرفعُ فوقَ الجثثِ المتخمةِ بالصلواتِ
أرفعُ ستارةَ عينيَّ،
فيُفضحُ عالمٌ مليءٌ بالعرباتِ
تنشطرُ الفوضى،
حيثُ أدلاَّء اللحظةِ يبيعونَ سكونَ الفجرِ
ـ إمضِ.. كم الساعة الآنَ!!؟
ـ قبلةُ عينٍ.. وأنامُ!
2000