إلى جبار فرج الذي شيّعناه في كوبنهاكن يوم 2-2-2006

الدفن

تطلعُ الشمس
أو تغربُ الشمس
أو...
وسْط أزهارِ مَنْ شيّعوك
وأزهارِ منْ ودّعوك
وأشجارِ منْ قدموا من بعيدٍ إليك
وتبقى..
أبداً
فوق قبرك تثلجُ بيضاء
تلك السماء
أنقطعها
سائرين إلى القطب
نحمل نعشك أبيض..؟!
.............................
.............................
.............................
بعد قليلٍ
ستأتي ملائكةٌ
قد تضل الطريق

صوت أوّل

ثلاثون عاماً
وأنتَ تعدّ الخُطى..
وتقول : quot; غداً quot;
وquot; غداً quot;
لن يجئ
وخلفك تلك البلادُ البعيدةُ
تلك البلاد
- ثلاثون عاماً -
quot; سأبلغُها
- قلتَ -
حتّى وإنْ..
ضلّني النجمُ
حتّى وإنْ quot;
ثمّ ألفيتَ ظلّك مستوحشاً
يسأل النجم :
quot; أين الطريقُ؟ quot;
طريقك ذاك
الطريقُ البعيد
البعيد
البعيد
الذي لم يكنْ

طائر الثلج


أنا طائر الثلج

من يدخلْ غابتي
فلنْ يخرجَ منها ابداً

لياليّ ذؤاباتٌ سوداء
ونهاراتي أعراس

لا أعرفُ من النار غير أحطابها
ومن الشجر غير أحزانهِ

السماءُ حجري
والهواءُ أنيني

ولأحبابي الغرباء
أعددتُ ولائمَ تحت الأرض

أنا طائر الثلج

أغنية طائر الثلج


يا للموتى
من أحياء !
يُمضون الوقتْ
بالصمتْ
فإذا جاء..
الليل
وأغفى السهل
وأرهفتِ الآذانَ ..
الغابات
خلعوا الاكفانَ
وهاموا في الطرقات
يغنّون
العاقل منهم والمجنون
العاقل منهم والمجنون

جوقة النادبين


حتّام تُرى
نُبدل راياتٍ بالأكفان
وأكفاناً بالراياتْ؟

أيدينا المقطوعةُ
تمتدّ هنا
تمتدّ هناك
إلى الصدقاتْ

منْ يبصرُنا؟
ذهب الناعون
وجاء الناعون
وما زال الأمواتْ
ينتظرون
وينتظرون

صوت ثانٍ


البيوتُ محدّبةٌ
- قال -
واطئةٌ
تبلغ الركبتين
أ أ دخلها؟
كيف؟
- ياللمدينة بعد ثلاثين عاماً ndash;
أ أجتازُ أوحالها شبحاً
وأصافحُ أمواتَها
يلتقون بأحيائهم؟
أينَ أبصرتُهم قبل؟
hellip;hellip;hellip;hellip;hellip;..
hellip;hellip;hellip;hellip;hellip;..
- من أنتَ؟
يسألني عابرٌ
يتطلّعُ فيّ بعينين ميّتتين
ويمضي
وأمضي
وأعبرها شبحاً يتجوّل
وسط مدافنَ واطئةٍ
وبيوت محدّبةٍ
ركدتْ في المياه

نهاية مقترحة لـquot;ولائم الحدادquot;

في محطّةٍ مهجورةٍ
هبط اثنان
قال أحدهما :
- لا أرى مدينةً أبداً
قال الآخر :
- لا أرى بشراً أبداً

ثمّ جاءهما شبحٌ
ليقودهما إلى السماء


[email protected]