ها هو رياض الترك المتخم ببغال يساريته يرفس قلوب الكُرد ويدرج أحلامهم في إسطبل النسيان،
مفكراً بالمزرعة التي كان يحلم بسدتها منذ ألف عام.
وها هو هيثم الكالح، المر، المالح كملوحة البحر الميت يحرس بوابة العروبة وينعق كالبوم:
لا كرد أصلاء
لا كرد أكراد
بل كرد من نسل قحطان وعدنان وذبيان ومضر وبني عامر.
أية مهزلة سبحانك يا أم المهازل في أرض ما بين موتين.
بعثيون أزليون، يساريون، دعاة حقوق الإنسان والحيوان معاً، رفاق سابقون، سجناء رأي، وِصَاليون ووصوليون، عملاء، سادة متأسدون، مناضلون بدمغات أكيدة، معارضون من عيار ثقيل،
ثوريون،
ثوريون..
يثورون كلما هب طفل كردي وجادل لعبته بالكردية أو عصى أمر آذن المدرسة بمزاج كردي!
سبحانك يا سوريا، سبحانك يا أرض الأحلام المنسية
كيف يتساوى فيك القاتل مع القتيل؟
كيف يتسارر الشيوعي مع البعثي؟
كيف ينام السجين مع السجان؟
كيف يغازل الصالح الطالح؟
ألهذه الضغينة البغيضة تثورون إذا ما مسكم الكردي بحلم أو فكاهة؟
وتتناسون العدو المتربص بمخادعكم من الفرات إلى النيل.
أعوذ برب الحب منكم
أعوذ بمئذنة الجامع الأموي منكم
أعوذ بالجبال والوديان والسهول منكم
أعوذ ببردى وفرات والعاصي وجغجغ ونهر عفرين منكم
أعوذ بالواحد الأحد منكم.
خرج مانديلا الأفريقي من عتمة السجن وصافح الضياء بالضياء بدءاً من المصالحة الوطنية الشاملة وانتهاء بالخلود إلى التسامح والمحبة والوئام...
خرج مانديلا السوري من عتمة السجن وصافح الضياء بالعروبة بدءاً من المصالحة الوطنية المكلومة، مستثنياً الكرد، وانتهاء بالخلود إلى الرطانة والدوغمائية الثقيلة.
إذن لا فرق بين رياض الترك ورياض العفالقة
لا فرق بين عروبي وعروبي على امتداد الخيبات
لا فرق بين الكلوحة والملوحة
إلا بتنحية الكرد وبطش خيالهم!!
سبحانك يا بلادي
أأنت بلاد تضمنا أم تبعثرنا؟
أأنت بلاد تحبنا أم تبغضنا؟
أأنت حقاً بلاد؟
سوداء يا بلادي سوداء
بدءاً من البكادشة والفياصلة ولا انتهاء بالاشتراكيين والاتحاديين والناصريين والانكشاريين.
سوداء يا بلادي سوداء
بدءاً من ميشيل كيلو وعلي عقلة عرسان ولا انتهاء بزكريا تامر والنمور في اليوم العاشر.
سوداء يا بلادي سوداء
بدءاً من المكتبات الوطنية ولا انتهاء بالمراكز الثقافية واتحاد الكتبة ذي اللون الواحد والزي الواحد والقافية الواحدة والحرف الواحد...
سوداء يا بلادي سوداء
بدءاً من القصر الجمهوري ولا انتهاء بأصغر شرطي مستبد في أقصى شمال الألم على الحدود السورية والتركية.
سوداء يا بلادي سوداء
بدءاً من البرلمان ولا انتهاء بالمخاتير ومنازلات الزعران.
سوداء يا بلادي سوداء
بدءاً من الملعب البلدي في القامشلي ولا انتهاء برصاص العسس على صدور الفتيان الكرد في عفرين.
سوداء يا بلادي سوداء
سواد كالسواد الذي يشع من الزنازين وسحنات الطغاة والجلادين في طول البلاد وعرضها.
سدى يا بلادي،
سدى أناديك بلادي.

بون 2006