جالس على صخرة الحاضرِ
قلبي يُطبقُ بنبضه على أمسي البعيد
وعيناي تحدقان بالغـــد..
أتشظى كنخلةٍ في البريَّةِ:
جذري في مكان..
وظلي في مكان آخر!

***
لكل الصحارى غزلانها الذهبيةُ..
إلاّ صحراءُ عينيَّ!
لكلِ البساتين عصافيرها
إلاّ بستان قلبي!
أتطلَّعُ في المرايا والواجهات الزجاجية
كيما أتأَكد من أن شراعَ الرأسِ
مازال منتصباً على سارية الرقبَة!
لستُ بالمستريب..
لكن الفصول قد دارت على غير ما تشتهي الأرض..
الأرض التي دارت
على غير ما تشتهي الشمسُ..
الشمس التي يَتَّهمها الظلاميون
بالتضامن مع صباحات الصعاليكِ
الذين أعلنوا العصيانَ على ظلمات الأباطرة!
الأباطرة الذين:
يسلخون جلودنا... ثم
يعطوننا قمصاناً ناصعةً كالأكفان..
يفقأون عيوننا.. ثم
يعطوننا نظارات ملوَّنةً مثل قوسِ قزحٍ أعمى..
يبترون أقدامنا.. ثم
يعطوننا عكازاتٍ من خشب الأبنوس..
يبادلوننا النشوةَ بالحريةِ..
والخندقَ بالحديقةِ..
والغانيةَ بالزوجةِ..
والزنزانةَ بالوطن!

***
الجنَّةُ ليست منجمَ فحمٍ حجريّ
لِتُفْتَحَ أبوابها بالديناميت..
ليست مسلخاً بشرياً
ليدخلها حَمَلةُ السواطير..
ليست مِكبَّ نفاياتٍ
ليغتسل في أنهارها المارقونَ
والمستحمون بوحَل الخطيئة..

***
إليَّ... إليَّ أيها الهمجيون!
عندي سيارات جاهزة للتفخيخ..
ومن الأطفال ما يكفي لافتتاح مقبرة جديدة
ومن البيوت الطينية ما يرضي غرور جرافاتكم..
إليَّ... إليَّ أيها الهمجيون..
عندي توابيت جاهزة للتشييع..
أحزمة ناسفة للإيجارِ.. ولحىً مستعارة للنسك الموسميّ!
وعندي فتاوى تجيز استعمال القنابل
كأفضل وسيلةٍ لتحديد النسلِ
في أمةٍ تهدم أكثر مما تبني..
أمةٍ ndash; من أجل أبنائها وُجِدَتْ :
وكالاتُ الغوثِ..
مخيماتُ اللاجئين..
ومعسكرات الإحتجازِ..
ولأجل أبنائها وُجِدَتْ شبكات التهريب
والجوازات المزورة..
ومن أجلها وحدها وضعت ndash; الأمم المتحدة ndash;
صندوق الشكاوى
ولوحة إعلانات للقضايا دائمة التأجيل!؟
***
إذا كان الهدم تقوىً
والقتلُ الأعمى جهاداً
فان ndash; آرييل شارون ndash; هو الأتقى منكم جميعاً..
وما من أحدٍ أجدر منه
برفع راية الجهاد!

[email protected]