الصوت. هاتفني بين مرة وأخرى. وأحبُ منك أن تطمئن عني.
وأنتَ الآن بعيد وأنا وحيدة.
لا أحد يهاتفني، حتى الرجل ..الذي كان.. اسمه.. جيمي. آخر مرة أغلق السماعة في وجهي وأنا بقيت معلقة فيها. لكنه لم يعبأ بي. قال أنه تعب مني وقد مللني ولم أعد كما عهدني أول مرة منذ سنة.
أول مرة رأيته كنت في البار وقد دخل يلبس طاقية كابوي وحزام مسدس وبوط طويل الساق.
كيف يمكن أن تعلق امرأة برجل؟
في البار.
ثم ذهبنا سويا لا أعرف إلى أين. بعد ذلك راحت الدنيا تلعب غراما. وكنت من البلاهة كي أصدق.
حين نذهب إلى غرفة النوم لا أعرف من يزحف على من. ويقول لي حين أتكلم قليلا عنك: دعينا من ابن الحرام، ألا ترينه بعينيك، أنه قذر.
ولقد أمسيتَ قذرا في نظري وأمسى جيمي هو جنتي التي انتظرها كل مساء.
لكن بعد أن تركني جيمي رحت أراجع عقلي وأتذكر.
النساء عادة تتذكر لسبب واحد فقط.
ماهو السبب الذي جعلني أذكرك؟
لا سبب. لقد حضرت أمامي وقلت في نفسي أرفع السماعة وأهاتفك.
وجاء صوتك متهدجا كأنك لم تنس أبدا ولم تغب القصة عن بالك.
هذا المساء قدت السيارة إلى المكان الذي كنت تحبه، وقفت هناك وعندها مر قطار quot;السانتا فيquot; بعجلاته وعرباته التي لا تنتهي. مرة قلت لي تعالي يا سيرا نعدد العربات وكنت أعدد واحدة وتعدد الأخرى حتى جمعنا العربات على بعضها فكانت أربعمائة عربة. فصفرت صفرة شرقية. دوما، يا للهول، تصفر وتهز رأسك: إنه رقم كبير، كيف تجر العربات بعضها كل تلك المسافات الطويلة؟
أنا ساكنة- أي أنني صامتة وأحس بالصمت وحركته في دمي. يجري دمي في كل ناحية، وكنت فكرت مرة أن أبدده. فدخلت الحمام وغطست في البانيو. لكنني قلت كيف سيكون وقع الخبر عليك؟
تلك القصة كانت حين هجرني جيمي أول مرة. لكنه كما تعلم عاد بعد أسبوع، وقف في الباب يحمل باقة ورد. لان قلبي لحاله وضممته وأنا أبكي.
أما الآن فقد مر اسبوع ومر آخر، مر شهر ولم يعد.
من المحتمل لبس طاقية الكابوي والحزام والبوط ودخل مرة أخرى البار.
أنا ظللت في البيت.
أفكر به حتى راحت صورته تبهت.
هناك كما تعلم رجال كثيرون في حياتي. كان. ومرة كما تذكر سألتك إن كنت مثلي- نساء كثيرات في حياتك؟ فهززت رأسك تقول إنني الوحيدة في حياتك. لم تعرف سواي. فأخافني الجواب.
كنت أعتقد أنك ستحمل مسدسا وتدخل علينا وتفرغ مشطا كاملا. كنت أقول لجيمي ذلك لكنه لم يكن يعبأ. يقول إن صاحبك ساذج لا يعرف كيف يحمل مسدسا.
لكنك جئت، طرقت علينا الباب، الرياح كانت تدور ببله، وكانت سعف النخيل في بلادكم تطرق الحيطان، كان وقتها كل شيء في حالة ثوران. فجئت.... لم تطرق الباب، وكما خمنت تماما، لقد دفعته ووقفت أمامنا، كنا قد انتهينا لتونا ووقفت ترى كيف نسرع في اللباس ونحن نرجوك: مهلة أيها السيد المحترم، على الأقل نلبس، فنحن لا نريد أن نموت من دون لباس. فقبلت وصرت تلعب بالمسددس حتى ننتهي.
لقد عثرتُ إن تذكر بلباسي الداخلي وعثر جيمي ببوطه، عثرنا ببعض، وكنتَ تتأمل المشهد.
الآن مضى جيمي، وأنا مضيت أيضا- وحيدة، لي سرير قصي لا مكان له، في بادية مهجورة، ليس لي من أهاتفه سواك. أرفع السماعة فأسمع صوتك المتهدج كأنك لم تنس القصة أبدا
.

[email protected]