خلف خلف من رام الله: على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني في مدينة القدس تعرض مسرحية الأشباح للكاتب النرويجي العالمي هنريك أبسن يومي السبت والأحد 25/و26/ 3/2006. وذلك تكريما وإحياء للذكرى المئة لابسن الذي ولد في العام 1828، وتوفي في العام 1906. هذا وستقدم المسرحية برؤية فلسطينية وهي من إخراج المخرج كمال لباشا. ويأتي عرضها احتفالا بتراث ابسن الأدبي، إضافة إلي الاحتفال بعشر سنوات من الشراكة مع مكتب تمثيل النرويج لدي فلسطين، آملاً في خلق روابط وثيقة بين المسرح الوطني الفلسطيني والمسرح الدولي من أجل بناء جسور من الاتصال الثقافي، وتقديم الأعمال المسرحية لعظماء الأدب الكلاسيكي للشعب الفلسطيني برؤية فلسطينية. ويقدم العرض المسرحي، الممثلون حنان حلو، ومكرم خوري، وسلوى نقارة، ومحمود عوض، وجميل خوري.
وكان المسرح الوطني الفلسطيني بدأ تدريباته المكثفة فترة لعرض مسرحية الاشباح. وتصور المسرحية التي كتبها إبسن عام (1887م) قصة امرأة تصبر على فساد زوجها حفاظاً على سمعة العائلة والمركز الاجتماعي وتضحي بسعادتها الشخصية في سبيل ذلك، وعندما يموت الزوج تتبرع بأمواله لبناء ملجأ للأيتام تخليداً لذكراه أمام الناس وإبعاداً لأمواله من يدها في حقيقة الأمر، وقد أثارت هذه المسرحية ضجة كبيرة ضد إبسن ومنعت من العرض في عدد من البلدان الأوروبية وذلك لتعرضها الصريح لقضية الأمراض الاجتماعية والجنسية التي يعاني منها المجتمع الأوروبي، وتعتبر هذه المسرحية خير مثال على أثر المذهب الطبيعي ونظرياته في مسرح إبسن، الذي تتسم نطرته للحياة بالعمق والشمول ويتسم مسرحه بدقة المعمار والاقتصاد مع تعبير شاعري دقيق. وإذا كانت مسرحياته نادراً ما تأخذ الشكل التراجيدي إلا إنها عموماً تتخذ المزاج التراجيدي أو المأساوي الجاد. ولقد كتب إبسن أولى مسرحياته quot;كاتلناquot; عام 1850 وجاءت ميلودراما مليئة بالإمكانات التي لم يرها معاصروه. وفي عام 1851 عمل إبسن كمساعد في مسرح بيرجين ثم سافر إلى الدنمارك وألمانيا لدراسة التكنيك.
توفي هنريك إبسن في عام 1906 عن عمر 78 عاما، وقد جمع في زمانه بين فن المسرح وقرض الشعر، وكان لأعماله المسرحية العديدة مثل quot;بيت الدميةquot; وquot;الأشباحquot; وquot;عدو المجتمعquot; وquot;هيدا جابلرquot; وquot;ملهاة الحبquot; وquot;المطالبة بالعرشquot; تأثيرها الفني العميق في أجيال شتى من كاتبي الدراما المسرحية في أوروبا، ومسرحياته جميعها واقعية تصور الحياة العادية في بلدة صغيرة معاصرة وتكشف بلا رحمة الأكاذيب التي تتناول الحياة العامة في المجتمعات. وأولى هذه المسرحيات أعمدة المجتمع القائمة على أكذوبة ثم الحقيقة التي تكشف وتحرر هذه الحياة من الاكذوبة. ومع ظهور هذه المسرحية بدأت مرحلة تأليفه وبذلك وضع إبسن نمط ما يسمى اليوم بالمسرحية الاجتماعية وأخذ يعالج ما يسمي quot;المسرحية المشكلةquot; فتتناول حياة زوجية قائمة المشاكل الكبيرة والقضايا المعقدة.