القاهرة: حظي العرض المسرحي البريطاني quot;مؤتمر القمةquot; لفرقة رالف رالف مساء السبت في المسرح الصغير بدار الاوبرا المصرية باعجاب الجمهور المصري الذي انسجم مع المفارقات التي تضمنها العرض.والعرض الذي يستند الى مفهوم الكباريه السياسي، كان قد بدأ عرضه في بريطانيا خلال اللقاءات التي جمعت الرئيس الاميركي الراحل رونالد ريغان ونظيره الروسي ميخائيل غورباتشوف وتم عرضه اكثر من 150 مرة في 25 دولة وحصد العديد من الجوائز.
وعمل اعضاء الفرقة على تطوير المسرحية بناء على تطورات الاوضاع السياسية في العالم من خلال التجريب على الصوتيات وعلى الاداء الحركي.
ويؤدي المسرحية ممثلان يستخدم كل منهما لغة غير مفهومة بينهما وكذلك لا يفهمها الجمهور ولكن من خلال الاداء الحركي، بالاضافة الى الكلمات، يتم تلمس التطور الدرامي في المسرحية.
واشار الناقد وكاتب المسرح سامح مهران الى ان العرض quot;يحتاج الى اداء وممثلين جيدين جدا وهذا ما استطاع العرض البريطاني تقديمه للجمهور ولكنه في الاخير كان يمكن اختصاره بما لايقل عن ثلاثين دقيقة فالفكرة الاساسية في العرض واضحة منذ البدايةquot;.
ويظهر العرض عبر الحركة زعيمين يلتقيان لبحث المصائر ويبدآن من منطقة اللاثقة والتعامل الحذر بينهما الا ان الحوار والمزيد من الحوار، رغم عدم وجود لغة مشتركة، سيؤدي فيما بعد الى تقبل الاطراف لبعضهما البعض.
وعبر الحركة الساخرة للفنانين والتنافر الصوتي عبرا عن التناقض وخلال ذلك تعرضا بالتلميح لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الاميركي جورج بوش من خلال تشكيل ملامح الوجه وطريقة اللباس خصوصا ربطة العنق الحمراء التي يتميز بها بوش.
وقد استطاع الممثلان عبر تغيرات الصوت والاداء الحركي الذي يقومان به حول طاولة المفاوضات وحول الكرسيين اللذين وضعا على طرفي الطاولة ومنصة الخطابة التي كانت تتحول احيانا الى متراس وسلاح حربي ان ينقلا التناقضات بمختلف درجاتها الحادة والخفيفة الى جانب اظهار عدم الثقة.
وترافق ذلك احيانا برقصات تؤدي فيها اقدام الراقصين الايقاع العاصف او الرقيق الذي يعبر عن حالة التفاوض بين الطرفين والذي سرعان ما يتغير مع اقتراب العرض المسرحي من نهايته حيث يبدأ التناغم الصوتي بين الطرفين الى جانب قدرتهما على التواصل والجلوس جنبا الى جنب بدلا من التشنج وصولا الى مرحلة اندماج الصوتيات بين الطرفين وبداية تعليم كل طرف الطرف الاخر طريقة هذا التناغم وصولا الى لغة مشتركة ورقصة مشتركة.
ولاقى العرض اقبالا كبيرا من الجمهور المصري والمهتمين الذين يتابعون فعاليات الدورة 18 لمهرجان المسرح التجريبي الذي تشارك فيه 47 دولة بينها 7 دول عربية تقدم 82 عرضا مسرحيا فوق خشبات 22 قاعة مسرح في العاصمة المصرية