مجرد إطلاق اسم باربي على فيلم كاف لأن يثير فضول النسويات لمعرفة تفاصيله ورسالته؛ إذ كيف لفيلم عن دمية أثارت انقساماً في الحركة النسوية( بين كونها دميةً تساهم في ترسخ معايير مثالية للجمال أو تعلي من تعزيز مفهوم تمكين المرأة) أن يصبح وجهةً للجمهور النسائي؟
فبالرغم من كراهية الناشطات النسويات لنموذج باربي، الا أن الفيلم نجح في جذب العديد من النساء ومنحهن شعوراً بالرضى نحو اتجاه سمح لقضاياهن أن تصبح مرئية على نطاقٍ واسع.
قضايا المرأة
ربما يعود اهتمام القطاعات النسوية بالفيلم، كون مخرجته الأميركية غريتا غيروج سبق أن قدمت أفلاما تناقش قضايا المرأة، إذ تضمنت أعمالها فيلمين عن سن الرشد رشحا لجائزة الأوسكار هما (Ladybird 2017) و ( Little Women 2019 ) بما يمكن معه تصنيف جيرويغ بأنها مخرجة مهتمة بقضايا النسوية، فهي تناقش القضايا النسوية بصورة دقيقة ومدروسة؛ تتسم فيها شخصيات أفلامها بالفضول والتجاوز والتمرد على ظروفها التقييدية.
علاوة على ذلك؛ حطم فيلم باربي أرقاماً قياسية إذ تجاوزت عائداته المليار دولار خلال 3 أسابع من العرض، وتم تصنيفه الفيلم الأسرع في تاريخ شركة "وارنر براذرز بيكتشرز" وفق مسؤولين في المجموعة.
كل هذه الأسباب، وغيرها، أغرتني لمشاهدة الفيلم بشعور لا يخلو من فضول معرفي وأكاديمي كون الفيلم حقق دون شك نجاحا تسويقيا باهرا، ما حفزني لمحاولة معرفة رسالته في شأن القضية النسوية.
إبهار
ذهبت وفي ذهني العديد من الاستفهامات حيال ما يمكن أن يقوله الفيلم عن النسوية والى أي مدى سيكون الفيلم مؤثراً في المجتمعات العربية، خاصة بعد الجدل الذي أثير حوله، وحملات المنع التي طالته في العديد من الدول العربية، وماهي دوافع النساء والفتيات تحديداً، لحضور الفيلم؟
خطر لي أن أسأل بعض الفتيات ممن حضرن الفيلم في الحفلة السينمائية التي شاهدتها متلمسةً قياس اتجاهات رأيهن عن الفيلم، وسؤالهن حول ما إذا كانت المخرجة غريتا غيروج قد تمكنت، هي وشريكها في كتابة السيناريو نوه باومباخ، في تغيير الصورة النمطية لباربي من نموذج لأنثوية مفرطة، إلى أيقونة نسوية مضادة؟
لكنني اعترف، منذ أن أضاءت شاشة السينما باللون الوردي أخذتني حالة من الإبهار من جمال الصور المبهجة والالحان الرائعة لأغنية فتيات باربي، واعترف بأن المتعة الهائلة قد صرفتني عما فكرت فيه، حيث حظي الجميع في تلك الليلة بالمتعة ذاتها، بلا شك.
يقدم الفيلم باربي لاند Barbieland كيوتوبيا نسوية، تتولى فيها النساء كافة الشؤون الحياتية المرموقة؛ من الرئيسة إلى الاديبة التي تفوز بجوائز نوبل، مع إقامة حفلات دائمة لا تخضع للقيود المجتمعية.
وكانت تلك اليوتوبيا، كما وصفتها المخرجة حرفيًا في احدى لقاءاتها: "باربي لاند مدينة فاضلة حيث تمتلك المرأة كل المال والسلطة".
خارج نطاق الأحلام
أخذت المخرجة غريتا غيروج باربي النموذجية (الممثلة مارجوت روبي) -دمية "باربي" الشهيرة التي ابتكرتها روث هاندلر لصالح شركة Mattel عام 1959،.خارج نطاق الأحلام المتمثل في "Barbie Land" إلى العالم الحقيقي، بعد ان تنهار حياتها المثالية في باربي لاند. إذ تصبح قدميها المقوسة مسطحة، وتصاب بالسيلوليت على فخذيها فيما تراودها أفكار عن الموت.
وفي العالم الحقيقي حيث يختلف الواقع بالنسبة للنساء كثيرًا عما تختبره الدمى، تشعر باربي بالصدمة عندما تتعرض للمضايقة أثناء التزلج على الجليد والتحرش من عمال البناء الذكور.
الصديق كين
رافق باربي في رحلتها للعالم الحقيقي صديقها كين (ريان جوسلينج) حيث يكتشف الأخير مجتمعًا يسود فيه الرجال؛ فتتغير براءة كين المحببة لينشغل بأسئلة عديدة تتعلق بالنظام الأبوي ويصبح في حالة إعجاب بالعالم الذي يهيمن عليه الذكور.
عندما تتضايق باربي من نظرة الرجال في العالم الحقيقي لها وتشعر بالعنف حيال تحرشهم بها ، تحاول ان تؤكد لهم أنها مختلفة عن سائر النساء، لكن على النقيض يحاول كين أن يؤكد لهم أنه غير مختلف عنهم.
عندما وجدت باربي عائلتها البشرية، قوبلت بالعداء من ابنتها المراهقة ساشا التي تدعي أن باربي ليست أكثر من "بيمبو محترف" (مصطلح يطلق على الفتاة الجذابة غير الذكية) حيث ظهرت في مقابل مصطلح البيمبو حركة نسوية تصحيحية تدعو لتمكين النساء في الفخر بأنوثتهن، والسيطرة على حياتهن الجنسية، ومكافحة الدلالات الكارهة لفكرة نساء البيمبو، بما أعاد تعريفاً ايجابياً لماهية النسوية وما قد تعنيه الأنوثة للمرأة.
كلمات ساشا تمثل رؤية النسويات لباربي حين قالت لها" أنت تمثلين كل ما هو خطأ في حضارتنا الرأسماليةً المرتكزة على الرغبات: قوام الجسم غير الواقعي أرجعت الحركة النسوية 50 عاما للوراء ودمرت احساس الفتيات بقيمتهن الذاتية، وتساهمين في تدمير الارض بتركيزك على الروح الاستهلاكية المتفشية".
ذكورية
ومثل النساء الحقيقيات، واجهت باربي في العالم الحقيقي التشيؤ والنقد.
في المقابل، كانت رحلة كين في العالم الحقيقي واضحة ومترابطة، إذ أرادت منها المخرجة؛ مهاجمة النظام الأبوي وتوضيح أثره في تغيير الحياة الاجتماعية، فـ”كين” عند معرفته بالنظام الأبوي حاول الاستفادة من مزاياه، وذهب ليبحث عن عمل دون أي مؤهلات سوى انه رجل، لدرجة أن استغرب أن يسأله أحدهم عن الشروط المؤهلة لقبوله في وظيفة طبيب أو رجل انقاذ على الشاطئ، أو وظيفة بإحدى الشركات الكبرى وهنا تنتقد المخرجة الواقع المضلل لسيطرة النظام الذكوري؛ فعندما يتهم كين المسؤول: أنكم لا تطبقون النظام الأبوي كما هو.
يجيبه المسؤول: نحن نطبقه؛ لكننا صرنا أمهر في اخفائه"
تغييرات كين
عند عودته إلى باربي لاند، يفرض كين رؤيته الخاصة للنظام الأبوي. كل ليلة هي "ليلة الأولاد". ويسخر النساء للعمل من أجل خدمة الرجال، فتصبح الرئيسة السابقة لباربي لاند ساقية للمشروبات على الشاطئ. وتتحول عضوات المحكمة العليا الى فرقة تشجيع.
وعند عودة باربي لأرض الأحلام ترافقها الام (أمريكا فيريرا) وابنتها ساشا تفاجأ بالتغييرات التي أحدثها كين، ما يجعلها تنهار وتفقد الثقة في نفسها، لكن أمريكا فيريرا تنقذها من الاحباط بتقديم خطاب مؤثر حول صعوبة " أن تكوني امرأة في مجتمع يطالب دوما بالكمال"
التنافر المعرفي
هنا يبدو أن المخرجة تركز على تبيين مفهوم "التنافر المعرفي" باعتباره كافيا لحلّ المشكلات. فكل ما يتطلبه الأمر لتحرير الدمى من سلطة كين الأبوية هو شرح(أمريكا فيريرا) للمعايير المزدوجة التي تخضع لها النساء في المجتمع. (التنافر المعرفي cognitive dissonance) مصطلح في علم النفس يطلق على حالة التوتر أو الإجهاد العقلي التي يعاني منها كل فرد يحمل اثنين أو أكثر من المعتقدات أو الأفكار أو القيم المتناقضة في نفس الوقت، أو يقوم بسلوك يتعارض مع معتقداته وأفكاره وقيمه، أو يواجَه بمعلومات جديدة تتعارض مع المعتقدات والأفكار والقيم الموجودة لديه)
في الدراسات النسوية تم استخدام مصطلح "التنافر المعرفي" لدراسة وفهم التمييز بين الجنسين والعنف، بافتراض أن النساء في العديد من المجتمعات التي تعاني من التمييز بين الجنسين، يتنازعن بين الدفاع عن حقوقهن أو الامتثال لممارسات التمييز. وتقترح النظرية أن النساء لديهن الدافع لتقليل هذا التوتر؛ إما عن طريق تقليل سلوك المصلحة الذاتية، أو عن طريق الانخراط في خداع الذات، أو عن طريق مزيج من الاثنين. وقد يعتقدن أنهن يعاملن بشكل عادل وفقًا للمعايير وقواعد السلوك التمييزية السائدة نظرًا لأن قياس المرأة للإيذاء قد تشوش لديها.
نقد
في خطاب (امريكا فيريرا) الذي وصفته بقولها "ما أصعب حال المرأة"، نجد نقداً لاتجاهات متعددة ومتناقضة تخضع لها النساء في سبيل الحصول على كل شيء والقيام به، لاسيما حديثها عن التناقضات المرهقة التي تتعرض لها النساء في ظل النظام الأبوي: "يجب ألا تشيخي وألا تتباهي وألا تتصرفي بفظاظة وألا تتصرفي بأنانية ألا تقصري في شيء وألا تفشلي وألا تخرجي عن الخط ،ويجب أن تبدي امتنانك .للنظام وأنت تعرفين ما يفعله بك. ولكن ذلك صعب جدا ومتناقض جدا " ثم أردفت لقد سئمت من رؤية نفسي وجميع النساء ونحن نحمل أنفسا هما كبيرا كي نرضي الناس "
كانت هذه الكلمات التي شرحت عملياً معنى " التنافر المعرفي" كافية لتحرير الفتيات في باربي لاند " فعلى لسان باربي النموذجية قالت: " المجاهرة بشرح التنافر المعرفي أفقده سطوته علينا ".في إشارة إلى أن التعبير والمجاهرة بمشاكل النظام الأبوي خطوة تعادل العمل ضده. فقد بدأت بعدها حملة نساء باربي المضادة على" كين لاند" باتباعهن خطة مفادها: "ليس مهما كيف ينظرون الينا بل كيف ينظرن إلى أنفسهن" لاسيما حين صرحت باربي أن "كين لاند" فيها ما يجعلها تدمر نفسها بنفسها، في إشارة إلى أن "النظام الأبوي" يحمل عوامل تدميره. لكن من الغريب أنهن لم يتغلبن على الرجال بالمشاركة المفتوحة أو التنافس، بل استخدمن الحيل الانثوية، ولا أدري ما إذا كانت المخرجة تريد أن تقول أن ذلك سلوك غريزي للنساء، أم هو يأس من أن الأمور ربما لن تتغير في وقت قريب؟
لحظة نسوية
في تقديري أن هذه اللحظة من الفيلم لحظة نسوية بامتياز، وهي التي ربما جعلت الكثير من الأكاديميات النسويات يشعرن بالاحتفاء بالفيلم، فقد نجحت المخرجة في التعامل مع مصطلحات الاكاديميا الجافة "الوكالة الأنثوية" "التنافر المعرفي" "الابوية" وأخرجتها إلى المجال العام في صناعة للمتعة والترفيه وعبر أسلوب ممتع وبسيط في تأثيره، لكنه أفضل من أي مقال أكاديمي يخاطب فئات محدودة للفت النظر للدراسات النسوية كمجال، كما قالت إحداهن "لقد اعتدنا أن يتم تجاهلنا أو تشويه سمعتنا كمهنة، لدرجة أن المتعة الجديدة المتمثلة في الاعتراف بنا ربما تكون مقبولة" وقد عانيت شخصيا من تقليل فئات تعد من النخبة لتخصص الدراسات النسوية وعدم أخذه على محمل الجد، أو التحامل عليه.
تنجح باربي بمساعدة امريكا فيريرا في استعادة النظام بطريقة لا تخلو من الاشارات السياسية لتضامن النساء من أجل التصويت على القضايا النسوية. وبدلا من الاحتفاء بنجاحها فإن باربي لم تتجاهل كين وذهبت للاعتذار له. واعترفت بأن "باربي لاند" كانت متطرفة وأنه (كين) يستحق بعض الحقوق في أرض الاحلام .
تشوش باربي
وربما كان في هذا المشهد ما لم يعجب كثير من النسويات اللواتي ذهبن في نقدهن لهذه اللحظة على أنها دلالة على تشوش باربي وخضوعها للنظام الابوي، ما يعد خصما على مكتسبات الحركة النسوية.
لكن في تقديري كانت رسالة لشرح أن النظام الأبوي يضر بالرجال أيضاً، كما ترى النسوية بيل هوكس التي تعارض النظر للرجال باعتبارهم العدو والمستفيدين العالميين من النظام الأبوي، وهي فكرة خاطئة قدمتها النساء اللاتي يتمتعن بامتياز طبقي، حيث كتبت هوكس: "النساء اللاتي نشأن في منازل فقيرة وطبقة عاملة كن دائمًا على دراية تامة بالألم العاطفي للرجال في حياتهن". أو أن لحظة اعتذار باربي لكين، هي بمثابة رسالة للحركة النسوية مفادها: إن ممارسة السلطة والنجاح فيها لا يعتمد بالضرورة على الغاء الاخرين. لأن الانظمة في الفيلم سواء في باربي لاند "الامومية" أو كين لاند "الابوية" ليست أنظمة ديمقراطية فهي تعتمد على سيادة مجموعة وقهر أخرى، الأمر الذي يمثل استبدادا جنسيا وليس تحررا. بالرغم من أن هذا الجانب طاله نقد من بعض التيارات النسوية التي رأت فيه خلطاً بين المساواة بين الجنسين وبين ديناميكية الجنسين التي تضع كل جنس في مواجهة الآخر. وبعض النسويات تجاوزن ذلك بالاعتراض حتى على فكرة المقابلة بين الجنسين فقط (ذكر / أنثى) إلى الدعوة لما ينفي الهويات الجنسية والجنسية السائلة. وربما خضع هذا الجانب من نسخة الفيلم المعروضة محليا للتعديلات بهد التناسب مع قيم المجتمع، كما ورد في مقدمة الفيلم.
ورغم أن المخرجة غريتا غيورغ في تصريحات اعلامية لها تنفي أي توجهات جنسية للدمية، الا انها وجهت رؤيتها في هذا الفيلم بشكل غير مباشر لدعم هذه الأفكار من خلال حوارات الفيلم التي تتحدث عن الاختلاف والتنوع، علاوة على إسناد شخصيات بعض الدمى الى ممثلين مثليين متحولين.
نضالات الذكور
بصورة عامة، بالرغم من تركيز معظم النقاد والمشاهدين على رسالة الفيلم حيال فكرة تمكين المرأة، إلا أن الفيلم، من جانب آخر، يدعو النساء إلى إعادة تصورات الحركة النسوية بحيث لا تتجاهل نضالات الذكور. كما يبدو ذلك واضحا في أغنية كين : "ما الذي يتطلبه الأمر بالنسبة لها لرؤية الرجل الذي يقف خلف السمرة ويقاتل من أجلي؟" إنه يهدف إلى إثارة محادثات حول أدوار الجنسين.
في النهاية، ربما تكون باربي قد حلت جميع مشاكل الحركة النسوية في باربي لاند، ومع ذلك، فقد اختارت باربي العودة للعالم الحقيقي بمباركة روث هاندلر في اشارة الى التركيز على فردية الاختيار الانثوية العامة.
وإذا عرفنا مثلاً أن الشركة المنتجة للفيلم هي ذاتها شركة ماتيل المنتجة للدمية باربي فإن اختيار الشركة للمخرجة غرويغ يعكس بوضوح ضرباً من البحث عن حل لمشكلة التسويق التي عانت منها الشركة عبر انتاجها لهذا الفيلم الذي نجحت فيه المخرجة لدرجة يمكن القول معها أنها احدثت تحولا في هوية العلامة التجارية ككل.
وربما كان في الإخراج الذي انتهج وسطيةً في رسالته بما لم يكن معه قاسياً في تناول العديد من القضايا النسوية المعقدة، ولهذا ربما لم تذهب المخرجة غريتا غيروغ أبعد من الحد الذي تسمح به اختيارات الشركة المنتجة. فالفيلم لم يتناول ما يشكك في الشروط التي تعكس طبيعة الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والعنصرية التي من خلالها تتشكل السلطة الأبوية؛ فالنظام الرأسمالي الاقتصادي في الولايات المتحدة لم يتم المساس به فالفيلم يتحدث عن العدالة الاجتماعية، وينتقد معايير الجمال المثالية ولكنه يعززها من طرف خفي، فدمى باربي تشترك في شيء واحد؛ أنها جميعها دمى جميلة المظهر على اختلاف وظائف تلك الدمى: الطبيبة، والكاتبة، والنادلة، والرئيسة والسوداء، والملونة، والرسالة المضمنة هنا في الانحياز للجمال فقط هي: بإمكانك تحقيق أي شيء ما دمت جميلة وجذابة.
من جانب آخر؛ أرى أن النسوية المنشودة للفيلم إذ ركزت على فردية الاختيار في قرار باربي بالعودة إلى العالم الحقيقي، لم تستصحب قضية أن فئة النساء اللواتي تتيح لهن ظروفهن الاقتصادية فرصاً لاتخاذ خيارات متعددة، تكون بالضرورة خصما على حاجة الملايين من نساء العالم اللاتي تكبلهن ظروفهن المعيشية من حرية الاختيار.
وهذا يدعم ما ذهبت إليه الفيلسوفة النسوية نانسي فريزر، بأن “النسوية” اليوم هي خادمة للرأسمالية بتركيزها على الاستقلال الفردي، وزيادة الاختيار، والتقدم على أساس الجدارة. إنها نسوية تريد أن تصبح النساء مستقلات يسعين جاهدات لتحقيق النجاح الشخصي وتحقيق الذات في إطار يجعل من ريادة الأعمال النسائية هي المثل الأعلى. وهكذا أصبحت النسوية مكونًا لنوع جديد من “الليبرالية الجديدة التقدمية” مزيجاً من المطالبات الرأسمالية والتحررية
في الفيلم، تظهر دعوة مبطنة لترويج منتجات شركة ماتيل (الشركة المنتجة ومجموعة شركائها التجاريين) فقد كشفت شركة Mattel النقاب عن سبع دمى بالتزامن مع عروض الفيلم؛ كما أنتج عدداً من شركائها التجاريين العديد من المنتجات الوردية المختلفة من المكياج الي الملابس إلى السجاد؛ كما أعلن بنك "أوف اميركا": أن انفاق المستهلكين على صناعة الترفيه وشراء الملابس قفز في الأسبوع الذي بدأ فيه عرض الفيلم بنسبة 13%.
باحثة وأكاديمية سودانية - الرياض
التعليقات