طلال سلامة من روما: للمرة الأولى في تاريخ إيطاليا، بدأ الأطباء في مستشفى (نيغواردا)، الواقعة بمدينة (ميلانو) شمال إيطاليا، استعمال سروال تحتي فريد من نوعه، للوقاية من الخُناق الصدري، المعروف طبيا باسم (أنجينا) (Angina)، وهو مرض قلبي يستعصي الشفاء منه، بسبب عدم فعالية الأدوية أمامه ولا يمكن تعريض مرضاه للعملية الجراحية. وينبغي على المرضى ارتداء هذا السروال التحتي الخاص، أثناء إقامتهم المؤقتة في المستشفى (Day Hospital)، ساعة واحدة في اليوم، لمدة خمسة أيام في الأسبوع وطوال سبعة أسابيع متواصلة. واستعار الأطباء أداة المعالجة الجديدة بغية اختبارها أوليا على ثلاثين مريضا. ويشرح البروفيسور (اتوري فيتالي)، مدير مَبْحث القلب (أنجيلو دي غاسبريس) في مستشفى (نيغواردا)، خلال مشاركته في مؤتمر أطباء وجراحي القلب، الذي عُقد حديثا بمدينة (ميلانو)، أن السروال الداخلي يُنفخ ويُفرٌغ من الهواء. ويستطرد أن هذا السروال، عمليا، عبارة عن مضخّة خارجية من شأنها توليد نبض معاكس خارجي
(Counterpulsation).

لمحة عن المرض (أنجينا)

يعكس هذا المرض أول علامات الذبحة القلبية، التي يقف ورائها تصلب شرايين القلب الرئيسية وضيق (Stenosis) في أوعية القلب الدموية، وهو ما يعني تدفق كمية قليلة من الدم الى القلب وبالتالي وصول كمية قليلة من الأوكسجين والغذاء إليه.

ما هو النبض المعاكس؟

طريقة النبض المعاكس العلاجية معروفة من قبل الأطباء والجراحين كواحدة من الطرائق التقليدية، وتُطبٌق عبر إدخال بالون متناهي الصغر في شريان القلب الأورطي بهدف تحسين دورة الدم في قلب المريض. هذه الاستراتيجية العلاجية تريح القلب لكنها تعتمد على عملية جراحية. أما العلاج الخارجي عبر "السروال الداخلي" فيختلف كل الاختلاف عن الطرائق الأخرى إذ أنه يتبع نفس المراحل العلاجية العادية، لكن يتم تطبيقه على قدميٌ المريض دون الحاجة الى أي تدخٌل جراحي. ونجد في السروال الطبي آلية عمل في غاية السهولة كونه يُفرٌغ من الهواء، خلال انقباض القلب (Systole)، وذلك لتخفيف مقاومة الأوعية المحيطة بالقلب خارجيا أثناء مرحلة ضخ الدم. ثم ينتفخ السروال أوتوماتيكيا، في مرحلة انبساط القلب أو تمدده (Diastole)، كي يدفع الدم من محيط القلب الخارجي الى داخله، مما يحسن دورة الدم في مركز القلب، ويساعد القلب في الوقت ذاته في التعب بصورة أقل.

إحصائيات حول مرضى القلب بأوروبا

تتصدر أمراض الأوعية الدموية القلبية قائمة الأمراض القاتلة، بأوروبا، مع 242.000 حالة وفاة في إيطاليا لوحدها حيث تصل تكلفة المعالجة الإجمالية، في المستشفيات، الى 855 مليون يورو بالسنة. ورغم إصابة الملايين حول العالم بشتى أنواع الأمراض القلبية، يضطر الأطباء اللجوء الى مصادر مالية "شحيحة" رغم العدد المتصاعد من موتى السكتة القلبية. وفي مستشفى (نيغواردا) لوحدها، يزرع الجراحون 120 الى 150 أداة لتنظيم دقات القلب، المشهورة عالميا باسم (Pacemaker)، وتبلغ تكلفة الواحدة منها 5 الى 15 ألف يورو، ناهيك من عمليات زرع القلوب الاصطناعية التي برزت في عام 1988 وتصل التكلفة الى 55 ألف يورو لكل عملية من هذا النوع.