يوتينهاج (جنوب افريقيا) : تنتشر في مدارس جنوب افريقيا هذه الايام لعبة جديدة من ابتكار شركة فولكسفاجن جنوب افريقيا.. لكنها ليست من اجل التسلية بل لتوعية الاطفال بامراض مثل الايدز والسل الى جانب الجنس والحمل.ومع دوران النرد يطرح الاطفال اسئلة ويجيبون عليها لتبديد الخرافات التي تحيط بهذه الامراض. ويأمل مبتكرو اللعبة ان تبدد وصمة العار التي تلتصق عادة بمن يصابون بالمرض.

وقال الكس جوفندر رئيس الخدمات الصحية في فولسكفاجن جنوب افريقيا التابعة لشركة فولكسفاجن الالمانية لصناعة السيارات ان اللعبة تطرح "اسئلة عن فيروس HIV المسبب لمرض الايدز والسل والحمل ولكن بما يتفق مع سن اللاعبين ودون إباحية."ويوجد في جنوب افريقيا اكبر عدد ممن يحملون فيروس HIV المسبب لمرض الايدز في العالم وتشير التقديرات الى أن اكثر من خمسة ملايين يحملون الفيروس اي واحد من كل تسعة من تعداد سكانها البالغ 45 مليون نسمة.ووجهت انتقادات للحكومة لعدم اعترافها بحجم المشكلة والاستجابة لها ببطء شديد جدا.

وتنفق شركات مثل فولكسفاجن التي يسقط عمالها ضحايا للمرض الملايين على برامج العلاج والتوعية. كما تطبق شركات اخرى مثل شركة دي بيرز العملاقة للالماس واسكوم للكهرباء وانجلوجولد اشانتي للتعدين مثل هذه البرامج.وتشارك خمس مدارس في المشروع الرائد للعبة فولكسفاجن في بلدة يوتينهاج الصناعية باقليم الكاب الشرقي حيث يوجد مقر الشركة ويشارك في اللعبة اطفال تتراوح اعمارهم بين 11 و13 عاما.ويمارس الاطفال في جنوب افريقيا الجنس في سن مبكرة جدا. كما انهم هدف سهل للمغتصبين في البلاد حيث يغتصب نحو 50 الفا كل عام.وقال جودي افريكا الطالب في مدرسة موير كوليج الذي يشارك في اللعبة تعلمنا ان "الايدز مرض خطير وانه ينبغي عدم ممارسة الجنس حتى سن معينة."

وفولكسفاجن جنوب افريقيا واحدة من سبع شركات منتجة لسيارات الركوب في جنوب افريقيا وتنتج نحو 500 وحدة يوميا. واستثمرت الشركة اكثر من ملياري راند (309.6 مليون دولار) على منشات الانتاج في السنوات الخمس الماضية.وتعتزم الشركة تصدير 40 الف وحدة هذا العام بزيادة نحو 45 بالمئة وهي تستأثر بنسبة 22 بالمئة من السوق المحلية للسيارات. وتوظف الشركة نحو ستة الاف عامل واثبتت تحاليل ان نحو ستة بالمئة منهم يحملون فيروس HIV .

وقال العضو المنتدب اندرياس توستمان ان الشركة انفقت حوالي اربعة ملايين راند (619200 دولار) على برنامج الايدز التي بدأت قبل اربعة اعوام.وقال "فيروس HIV المسبب للايدز مشكلة وينبغي علينا كشركة ان نعالجها. نحن ملتزمون بانفاق المزيد من المال."وفي بداية الامر اجرت فولكسفاجن مسحا لتحديد مدى تفشي المرض باجراء اختبارات على لعاب جميع العاملين دون تحديد هويتهم.وقال جوفندر "كشف الاختبار ان نسبة التفشي في ذلك الحين ستة بالمئة اي ان 300 عامل يحملون فيروس HIV " واضاف ان المصابين كانوا من العمال والادارة ايضا.

ثم عرضت الشركة على العاملين اجراء تحاليل اختيارية وقالت ان رد فعل الموظفين جاء متفاوتا اذ يعتقد البعض ان لديه حصانة ضد المرض.
وتابع "لا يزال التحدي الاكبر قائما وهو الشعور بان الاصابة بالمرض وصمة عار. الرسائل التي تبعث بها قيادة الحكومة فيما يتعلق بفيروس HIV والتي تشكك في مصدره وما اذا كان يسبب الايدز لا تساعد كثيرا."ووجهت انتقادات للرئيس ثابو مبيكي وغيره من المسؤولين لتقليلهم من اهمية العقاقير المضادة للفيروسات في مكافحة الايدز. وفي عام 2003 اذعنت الحكومة للضغط وبدأت برنامجا عاما للعلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات.ويقدر ان نحو 42 الف جنوب افريقي حصلوا على هذه العقاقير من خلال القطاع العام حتى نهاية مارس اذار من هذا العام.

وقال جوفندر ان الشركة اجرت حتى الان اختبارات على 60 بالمئة من العاملين وان 126 عاملا انضموا لبرنامج العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات وان الشركة تعرض اجراء تحاليل مجانية لاطفال العاملين بالشركة وشركائهم.كما تقدم الشركة مساعدات للاطفال الذين تيتموا بسبب الايدز عبارة عن عبوات غذائية وتوسعت في برنامج التوعية والعلاج ليشمل بورت اليزابيث القريبة حيث كشفت اختبارات معملية ان ما يصل الى 35 بالمئة من النساء اللائي يزرن عيادات متابعة الحمل يحملن فيروس HIV .

كما تقوم الشركة باجراء تحاليل للمصابين بالسل لمعرفة اذا كانوا مصابين بالايدز او اي امراض اخرى تنتقل عن طريق ممارسة الجنس.ويقول جوفندر "اذا امكننا تشخيص المرض مبكرا فان العامل يمكن ان يعمل وينتج لفترة طويلة جدا. يمكن ان ننتصر في المعركة ضد المرض ويجب الا ينخدع الناس بالرسائل الخاطئة التي تبعثها القيادة."