خالد طه من الدوحة: أصدرت دولة قطر مؤخرا قانون قانون الاسرة الذي بدا سريانه منذ اشهر وحوي القانون على العديد من المواد المتعلقة بنظام الاسره ولقى القانون ترحيبا حارا من قبل فئات المجتمع المختلفة بما تضمنه من حلول للاشكاليات التي تواجه الاسر.

واكدت المادة رقم 18 الواردة في الفصل الثالث من القانون على ضرورة ان يقدم كل من الزوجين لكاتب عقد الزواج شهادة من الجهة الطبية المختصة تؤكد خلوهما من الأمراض الوراثية ومن الأمراض التي يصدر بتحديدها قرار من الهيئة الوطنية للصحة بالتنسيق مع الجهات المعنية وعلي الموثق اخطار كل منهما بمضمون الشهادة الطبية المقدمة من الآخر قبل توثيق العقد ولاتجوز للموثق الامتناع عن توثيق العقد بسبب نتائج الفحص الطبي متي رغب الطرفان في اتمامه.

وحسب تاكيدات البعض(لايلاف ) فان المجتمع القطري كان بحاجة ماسة لهذه المادة القانونية نظرا لانتشار زواج الاقارب في البلاد وما يترتب عليه من امراض وراثية وقد لاقت هذه المادة القانونية ارتياحا واسعا في اوساط الناس خاصة ان الكثيرين يفتقرون الي توعية وتثقيف بشأن مسألة فحص ما قبل الزواج واهميته. وشدد البعض على ضرورة توفير عيادات للقيام بعمليات الفحص قبل الزواج وباعداد كافية على ان تكون مزودة باطباء اكفاء .

يقول عبدالاله يحي مسالة الفحص قبل الزواج في غاية الاهمية لانه اتضح وقوع مشاكل صحية ووراثية نتجت عن الزواج والمصاهرة بين الاقارب فزواج الاباعد افضل واضاف هناك العديد من المراض مثل ولادة اطفال معاقين و عناك امراض اخرى تسببت في وفيات.

ويشجع احمد حسين العبيدلي فكرة الفحص قبل الزواج باعتباره وقاية من الامراض الوراثية اما عفاري سليمان فيعتقد ان الفحص قبل الزواج افضل طريقة للوقاية من الامراض الوراثية. بينما يؤكد محمد علي ان الفحص قبل الزواج خطوة ضرورية جدا قبل الاقدام علي الزواج لانها تجنب الام والأب انجاب اطفال يحملون امراضا وراثية خطيرة خاصة اذا كانت في عائلة احد الزوجين غير ان الكشف الطبي للاطمئنان علي صحة الزوجين هو بذرة يكون ثمرتها جيل سليم خال من الامراض الوراثية والمشكلات الصحية وفي الحقيقة ان مجتمعنا بحاجة كبيرة الي التوعية بضرورة الخضوع للفحوصات الطبية قبل الزواج فكثيرون يعبترون هذه المسألة عيبا وتقليلا من شأنهم وهذا بالطبع تفكير خاطيء.

ويشير المواطن محمد الي ان عدم خضوع الطرفين للكشف الطبي قبل الاقدام علي الزواج قد يؤدي الي الانفصال ووقوع الطلاق حينما يكتشف احدهما وجود مرض بالطرف الاخر بعد الزواج وغالبا ما يكون الطلاق هو الحل حتي يتجنب الازواج الابتلاء بذرية مريضة قد تكون عذابا لهم طوال العمر. واضاف ان الفحص الطبي قبل الزواج قد يمنع حدوث كارثة فقد يبتلي الابوان بابناء معاقين عقليا أو بدنيا ويعيشون بعذابهم طوال العمر.

المقيمة سارة ترى ان الفحص قبل الزواج مهم جدا فقد يكون لدي الزوج أو الزوجة امراض لايعلمانها إلا بعد ان ينجبا أطفالا يحملون هذا المرض ثم ان زواج الاقارب به مخاطر كثيرة حيث تزداد نسبة الاصابة بالامراض بين الاطفال خاصة الامراض العقلية اذا كان كل من الزوجين ينتميان الي عائلة واحدة وهناك حالات كثيرة في واقعنا لازواج اقارب كانت ثمرة زواجهم اطفال معاقين ذهنيا أو بدنيا ويعانون امراضا عقلية مزمنة.

وقال ابراهيم عبدالعزيز كلنا نعلم مكانة الأبناء في حياة الآباء الذين هم ثمرة هذا الرباط المقدس الزواج وحتي يكون أبناؤنا زينة حياتنا فلا بد ان يكونوا اصحاء كي يبنون مجتمعاً سليماً جسداً وعقلاً وروحاً.

ومن هنا تأتي أهمية صحة الأزواج قبل الزواج وبعده علي اعتبار أنهم سيورثون أبناءهم القادمين الطيب والخبيث من الأمراض والعاهات الظاهر منها والخفي إذ قد يكون المقبلون علي الزواج علي علم بأنها موجودة في جيناتهم. ولهذا فان الفحص الطبي قبل الزواج قد يسد الفاقة أمام احتمالات إنجاب طفل معاق وبالتالي تجنب الأسرة المعاناة والألم وهو إجراء معمول به منذ سنوات في بلدان عديدة..

اما هدى عبده فقد ايدت توقيع الكشف الطبي علي الشاب والفتاة قبل زواجهما فقد يكون الشخص حاملا لامراض وراثية دون ان يعلم فهناك امراض تظهر بعد الزواج وبعد الانجاب ايضا لذلك فإن الفحص الطبي يكشف لنا ما لاقد نستطيع معرفته الا بعد الزواج وبعد ان تقع الكارثة وللاسف هناك اسر عديدة لاتبالي بضرورة الكشف الطبي قبل الزواج وتتمم زواج ابنائها دون الاطمئنان علي صحتهم او صحة من سيقترنون بهم.

وقال عبدالرحمن أنا مع الفحص الطبي قبل الزواج واشدد عليه لانه صمام الامان للاولاد وللاسرة في المستقبل وطالب بوجود مركز متخصص لذلك وان يعتمد السرية التامة لان الفائدة ستعم الاجيال القادمة وبالتالي سيقلل هذا الفحص من نسب الاعاقة والامراض الوراثية بالدولة مشيرا ان الوقاية خير علاج.
وانتقد الظاهرة الموجودة في المجتمعات الخليجية عامة والتي تستند الي ضرورة زواج الشاب من ابنة عمه وما يعكسه هذا الزواج من سلبيات.

وعبر عن رأيه بانه ضد هذه الظاهرة وانه يفضل اختيار الزوجه البعيدة عن العائلة مبينا ان تغير الدم ضروري بين الاسر مستندا الي الآية القرآنية الكريمة وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا .

وقالت ريم مهنا هناك دول عربية كالاردن تتبع نظام الفحص الطبي ويرفض الشيخ اجراء اي عقد للمقبلين علي الزواج قبل الكشف الصحي والاصرار يكون علي الاقارب من الدرجة الأولي والثانية او في حال وجود اعاقات بالاسرتين لان تشابه الدم في بعض الاحيان يؤدي الي انجاب ابناء لديهم بعض الاعاقات فالفحص الطبي يستطيع ان يجنب الزوجين من هذه المشكلة.

يرى محمد المزروعي ضرورة الفحص الطبي قبل الزواج المبني علي العلم لما له من آثار ايجابية للمقبلين علي الزواج والتخلص من الامراض المعدية والوراثية من اجل بناء مجتمع سليم ان شاء الله خال من الامراض والاعاقات. واشار ان نتائج الفحوص قد لا تلزم الشخص بترك خطيبته مثلا انما يكون علي دراية تامة لما يتمتع به الشخص الراغب في الزواج منه من صحة نفسية وجسمية.

وقالت شيماء سعد انا مع الفحص بغض النظر عن خلفياته وله فوائد متعددة في تجنب الامراض مستقبلا والحفاظ علي حياة وصحة جيدة لاطفالنا ابناء المستقبل. و يلفت احد المقيمين النظر الى أن الفحص قبل الزواج امر مفيد لكلا الطرفين خاصة وانه يعمل على اظهار الامراض الوراثية عند احدهما او كليهما واشار الى ان الامراض الواثية خطيرة جدا ومنها السكر والقلب وغيرها وفي رايي كما يقول ان الفحص هو الحل الناجح للتصدي لمثل هذه الظاهرة .

ويرى الدكتور طارق العيسوي ان الفحص قبل الزواج يلعب دورا فاعلا في الحد من الإعاقة،التي ترجع لعوامل وراثية وقال: إذا نظرنا للنسب نجد الإعاقات التي تنتج عن الوراثة تبلغ نسبة 20% وايضا هناك عوامل أخري كالتعرض للاشعاعات والكيماويات ولكي ينمو المجتمع صحيحا ودون ضغوط علي الأسرة والدولة لابد من الكشف الطبي الذي يساعد ويحقق العديد من الأهداف ومنها: تقليل الضغوط علي الأهل وعلي المستشفيات ومراكز البحث ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة والا سنكون بحاجة لفتح فصول لا نهاية لها. ورأي ان الكشف الطبي يساعد علي تجنيب الوالدين الجروح النفسية والصحية والاقتصادية وأحيانا تعم المعاناة الأسرة وعائلات بأكملها ووزارة التربية بمختلف مستوياتها لوجود مشكلة في طفل ما، وهنا ننصح بضرورة تقديم الاستشارة للزوجين وعليهم الاختيار اما الاقدام أو الامتناع أو القيام ببعض التحصينات عند اكتشافها عند أحد الزوجين.

كما شدد على التركيز علي الاسر التي تنتشر فيها نوعية معينة من الاعاقات ككف البصر أو الصم أو الاعاقات الحركية أو أمراض الدم موضحا ان الكثير من الأهل يلجأون اليه بعد الاصابة وليس قبلها، علينا توضيح ان هناك خدمات تقدم بالارشاد وعملية التوعية من خلال المدارس والمناهج والندوات ومن خلال الوعظ والارشاد والتوعية بأهمية الفحص لاعطاء رؤية وتصور.

يذكر ان مؤسسة حمد الطبية تتبنى حاليا مشروعا طموحا تقوم بموجبه اجراء فحوص لتشخيص بعض الأمراض الوراثية التي تكون موجودة عند المواليد حديثاً وقد بدا البرنامج منذ عام 2003 بالتعاون مع جامعة هيدلبرغ في ألمانيا بحيث يؤخذ من كل طفل نقطة دم من كعب القدم وتوضع علي دوائر تحليلية مع اسمه ورقم مفه وترسل إلي ألمانيا ويقوم المختصون بالتحري عن عدد كبير من الأمراض الوراثية.

وهذا المشروع بدأ تعميمه علي كافة الأطفال القطريين وغير القطريين ونقوم بالاتصال بالعائلة ونقدم لهم الاستشارة الطبية ونضع الطفل علي حمية غذائية وإذا لم يوضع بصورة مبكرة سيصاب الطفل بالإعاقة، وكان قد تم اكتشاف 17 حالة عند القطريين وعشر حالات عند غير القطريين.