طلال سلامة من روما: تواجه شركة باير (Bayer) الألمانية مأزقاً جديداً عقب إعلان وزارة الصحة الأميركية أن الدواء المسمى تراسيلول (Trasylol)، الذي تنتجه هذه الشركة الصيدلانية العملاقة والمستعمل بصورة رائجة جداً خلال العمليات الجراحية لوقف النزف، يعرض المرضى لخطر الإصابة بالسكتة أو الذبحة القلبية. وفي عام 1993، تمت الموافقة على استعمال ذلك الدواء، ومن وقتها أُعطي لأكثر من مليون شخص، حول العالم. ولغاية اليوم، تبدي وزارة الصحة الأميركية، المعروفة أيضاً باسم منظمة الأدوية والأغذية الأميركية، قلقها إزاء مفعول الدواء وتعد بإعادة مسح نتائج دراساتها السابقة حول quot;تراسيلولquot;.
وتأتي النتائج الأخيرة من فريق العلماء في جمعية (Ischemia Research and Education Foundation)، بكاليفورنيا، الذي أخضع للمراقبة أكثر من 4 آلاف شخص، من 69 بلداً، خضعوا لعملية جراحية لجأ فيها الجراحون الى حقنهم بدواء quot;تيراسيلولquot;، الموجه إليه إصبع الاتهام. هذا ويفيد العلماء أن ذلك الدواء يزيد خطر التعرض للسكتة القلبية في 55 في المئة من الحالات.
من جانبها، ستنشر وزارة الصحة الأميركية، في أقرب وقت ممكن، إيضاحات جديدة لاستعمال الدواء وفق الطرق الأكثر أماناً. وعلى رغم عدم توافق المعطيات الجديدة مع البيانات السريرية، حول الدواء، التي جمعتها شركة quot;بايرquot; الألمانية طوال 15 سنة من الدراسات، إلا أن الأخيرة تعلن عن حاجتها للوقت من أجل التعمق أكثر في نتائج بحوثها بغية معرفة إذا كان هناك أي خطر محتمل في استعمال quot;تراسيلولquot;.
هكذا، تبرز مشكلة ضخمة من حيث الأمان في استعمال الدواء، خاصة في أعقاب الموافقة على تسويقه. فلا وزارة الصحة الأميركية ولا الشركات الصيدلانية تستطيع القيام بجهود دؤوبة لتعميق الدراسات حول أي دواء يباع في السوق. ويعود السبب في ذلك الى قضايا أمنية ونفقات مالية باهظة.
التعليقات