الأطفال والجنس


كما تصل إلى الطفل رسائل عن الجسد من خلال الوالدين تصله أيضاً رسائل أخرى عن الجنس منهما، فمثلاً عندما تتشاجر الأم مع الأب وتصرخ quot;إوعى تلمسنى أو تقرب منىquot;.. هذه رسالة لها معنى وترجمة فى وعى الطفل، وحين يقبل الأب الأم بعد عودته من العمل وهما سعيدان يغمرهما الدفء.. هذه رسالة تنقل تلك السعادة وذلك الدفء إلى وعى الطفل أيضاً.
فى سن المدرسة يبدأ التمييز والإحساس بالخصوصية، هذا ولد وهذه بنت، ويزيد كم الإدانة للعرى ويتضخم ورم الحياء، وتؤرق؟ الطفل فى هذا السن أسئلة هامة مثل كم أنا مختلف عن الآخرين من أقرانى من نفس الجنس؟، وأيضاً كم أنا مختلف عن الجنس الآخر؟!!.
تلح على الطفل الرغبة فى المعرفة الممنوعة أو المسكوت عنها، ويبرز هذا أيضاً فى الألعاب التى تفوح منها رائحة الجنس، وهذه الألعاب على المستوى النفسى غير ضارة على الإطلاق، ولكن يحدث الضرر حين يتدخل الوالدن بعنف حين يكتشفان هذه اللعبة ويفسرانها على أنها جريمة مكتملة الأركان، هنا تحدث المشكلة فاللعب هو اللعب بالنسبة للطفل ولكنه بالنسبة للأم والأب جنس بكل ما تحمله كلمة جنس من معان وإيحاءات، وعندما يتم تعنيفه وتوبيخه بقسوة فسيحمل هذا التعنيف والتوبيخ على كاهله حتى مرحلة النضج وسيظل يمارس الجنس بهذا المفهوم، يمارسه على أنه قذارة من الواجب التخلص منها، يمارسه على أنه عبء لابد أن يلقيه سريعاً عند أقرب فتحة بالوعة!!، يمارسه على أنه روتين لابد أن يؤدى حتى يحصل على الدرجة أو الترقية!!.
المأساة أن رد الفعل من الوالدين تجاه إكتشاف مثل هذه الألعاب يفرق بين الطفل الذكر والأنثى ففى حين تمنع الطفلة نهائياً من هذه الألعاب يفرق بين الطفل الذكر والأنثى، ففى حين تمنع الطفلة نهائياً من هذه الألعاب ويعتبرونها نذير شؤم وخراب مستعجل، يتم quot;التطنيشquot; والتغطية والتعامى والتجاهل لممارسات الولد، بل فى بعض الأحيان تنتفخ أوداج الأب بفرح وفخر مستتر تجاه هذا الولد الذى أظهر فحولة مبكرة ورجولة قبل الأوان!!.
كل ما ذكرناه من قبل يؤيد اقوال العلماء الذين عارضوا فرويد فى قوله بأن هذا السن - سن طفل المدرسة - هى السن التى تتحول فيها دفة الإهتمامات الجنسية إلى سلوكيات وإهتمامات غير جنسية، وكان زعيم هذا الإتجاه الرافض لأقوال فرويد هو الباحث كينزى والذى أكد على أن التجارب الجنسية لا تتوقف ولا حتى تبطئ معدلاتها خلال هذه الفترة، وقد تأكد هذا بالبحث الذى أجراه جولدمان 1982 على 800 طفل فى هذه الفترة السنية من أستراليا وأمريكا الشمالية وبريطانيا والسويد، وأثبت فيه خطأ مقولة فرويد والتى حملت من التبرير أكثر مما حملت من التقرير.
أما أخطر أنواع الجنس عند الأطفال فهو الجنس بين الأخوة والذى يعده البعض من زنا المحارم، وهذا النوع موجود مهما أنكرناه أو تنصلنا منه، وبنظرة سريعة على هذه الإحصائية يتأكد صدق ما نحاول إنكاره والتعامى عنه، والإحصائية أجراها العالمان جرينولد وليتنبرج 1989 وفيها وجدا أن 17% من العينة التى أجريا عليها البحث وهى 526 طالباً جامعياً قد واجها هذه الخبرة الجنسية مع أخواتهم وكانت أكثر سن مروا فيها بهذه التجربة هى سن الثامنة، وعادة إذا تم فى هذه الخبرة ما بين الأخ والأخت تلامس جنسى، فإنها تترك إضطراباً جنسياً فيما بعد، ولذلك ينصح علماء الصحة الجنسية بألا يستحم الأخ والأخت معاً إذا كان فرق السن بينهما سنتين فأكثر، وكذلك لابد أن تتوافر لكليهما غرفة نوم منفصلة بعد سن السابعة تقريباً، وبالطبع لن نفيض فى هذا الحديث عن تطبيقاته فى بلادنا المزدحمة، لأن إزدحام البيوت الشعبية قد أفرز أمراضاً إجتماعية وإنحرافات جنسية أخطرها زنا المحارم، والذى هو ليس فى صلب موضوعنا وأيضاً لا نستطيع أو أنا شخصياً لا أوافق على إطلاقه على تلك الممارسات الطفولية.
[email protected]

الفصل الاول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع