اعتدال سلامه من برلين: في السابق كان مجرد توصل التشخيص الطبي بأن المريض مصاب بسرطان الكبد كان يعني ذلك الحكم عليه بالموت، فالعلاج الكيمائي والجلسات الكيميائية لا تساعده أو تطيل عمره الذي يكون عادة مرفقا بالاوجاع والالام . واعتبر الاطباء والجراحون ان عمليات الانقاذ عبر المباضع وسيلة مرفوضة، فعند فتح البطن يقفون امام تليف للكبد يجعل اجراء العملية امر غير ممكن خاصة وان الورم السرطاني الكثيف يكون عادة قابعا على الاوعية الدموية الدقيقة .
عدا عن ذلك فان امكانية بقاء المريض على قيد الحياة ضيئلة فمعظم المرضى يموتون بعد عام كحد اقصى عقب التشخيص .
لكن هناك الان امل لانقاذهم عبر آلة تم اختراعها في احد المصانع الالمانية تعمل بواسطة ترددات كهربائية عالية ينتج عنها درجة حرارة مرتفعة جدا. ولقد اطلق على هذه الالة اسم thermo-therapie( HiTT ) التي تشن هجوما مكثفا على الورم الخبيث.
ويبدأ هذا الهجوم الجراحي الكهربائي الذي لا يدعو الى استخدام مباضع ويتسم بالبساطة الفائقة،يبدأ بادخال الجراح الالة التي تكون على شكل ابرة quot; غليظة quot; مثل المسلة لها رأس رفيع مدبب جدا ينتهي بفتحة لماسورة رفيعة جدا. ولكي يصيب رأس الابرة مباشرة القسم المصاب بالورم في الكبد يستعين الجراح بجهاز للترددات ما فوق الصوتية (ultra sound) لمراقبة العملية من الداخل.
وعند ادخالها في الجزء المصاب في الكبد يصدر من الالة موجات حرارية تصل ال المائة درجة توقد الانسجة السرطانية في الوقت نفسه يخرج من الفتحة كميات قليلة من محلول ملحي خاص يتوزع على كل الاجزاء المطلوبة دون الوصول الى الانسجة السليمة ليطفئ ما تفحم .
وبالنتيجة يمكن القول بان الانسجة السرطانية تم حرقها او تفحيمها بالكامل بعض عشر الى خمس عشرة دقيقة.
ولقد اثبتت هذه لالة البسيطة ( الابرة ) فعالية في تدمير الانسجة السرطانية حتى لو كانت كبيرة كذلك الانبثاث ( metastasa) . واللجوء الى استخدام ابرةthermo_therapie( HiTT ) مرتين او ثلاثة لا يلحق الضرر بالمريض ابدا، لذا فان المريض يخضع الى عدة جلسات.
وحسب دراسة وضعها مصنع Berchtold الذي اخترع هذا الابرة بإشراف اطباء جراحين واختصاصين بالامراض السرطانية فان 60 في المائة من المصابين بمرض سرطان الكبد في مراحله الاولى تم شفائهم كليا اثر علاج طال سنة واحدة .
ويقول البروفسور ديرك بيكر من مستشفى ارلنغن ndash; نورنبيرغ بان هذا الاختراع الجديد افسح المجال منذ عام 2000 حتى لتفحيم ورم سرطاني في الكبد له انبثاث قطره ستة سنتم وتحطيمه خلال دقائق قليلة .
وأظهرت الدراسة ايضا بان الورم الذي قطره 20 مم تم تدميره مائة بالمائة والورم الذي يصل الى قطره 40 مم حوالي 85 في المائة، وبعد مراقبة لمدة 250 يوما وجلسات منتظمة شفي تمام 50 في المائة من المصابين بسرطان الكبد مع انبثاث و63 في مراحل متقدمة.وهذا يفسر ان قدرات هذه الابرة كبيرة ولا تنحصر دائما بشكل الورم السرطاني ومدى استفحاله وعمره .
ولان هذه الطريقة في معالجة سرطان الكبد لا تحتاج الى أجهزة خاصة بل الى ترددات جراحية كهربائية عالية بإمكان المستشفيات الصغيرة استخدامها . وتسعى شركة Berchtoldالان بالتعاون مع فريق من الجراحيين واختصاصين بمرض سرطان الكبد الى تطوير آلة بعدة ابر تغرز في الورم السرطاني من كل الجوانب مرة واحدة . والهدف من ذلك مستقبلا شن هجوم حراري من كل الجهات مع المحلول الملحي الخاص على العدو السرطاني عندما يكون حجمه كبير وفي مراحل متقدمة لتدميره عبر تفحيمه.
وأحد المرضى الذي لجأ الاطباء لمعالجته بابرة Therm-therapie (HiTT ) رجل من مدينة شفيرين في شرق المانيا عمره 74 عاما اصيب قبل 25 سنة بالتهاب الكبد Hepatitis B لم يعالج جيدا فتحول الى ورم سرطاني. وعند اجراء الطبيب له قبل ثلاثة اعوام فحصا روتينيا اكتشف اصابة كبده بالسرطان نتيجة مرضه السابق وبان الورم يقبع في مكان فيه أوعية دموية دقيقة مما جعل اجراء عملية جراحية له امرا صعب لكن عقب خمس جلسات تم تفحيم الورم ويتمتع المريض حاليا بصحة جيدة .
التعليقات